شرم الشيخ (مصر): هتف مئات الناشطين في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) السبت مع شقيقة السجين السياسي المصري البريطاني علاء عبد الفتاح مطالبين ب"الافراج" عن جميع السجناء السياسيين خلف لافتة ضخمة كتب عليها "لا عدالة مناخية من دون حقوق إنسانية".
تنقل النشطاء في شرم الشيخ، في جنوب سيناء حيث يعقد المؤتمر، بين القاعات داخل المنطقة الزرقاء التي تتولى الأمم المتحدة تأمينها وحيث تجري المفاوضات حول المناخ على أعلى مستوى، بحسب ما أفاد صحافيون من فرانس برس.
وتقدمت الصفوف سناء سيف، شقيقة عبد الفتاح، التي سبق أن شاركت في فعاليتين حظيتا باهتمام كبير الثلاثاء على هامش مؤتمر المناخ. وفي كل من الفعاليتين تعرضت لهجوم من قبل أنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذين قالوا إن شقيقها مسجون على ذمة قضية "جنائية" وليس "سجينا سياسيا" .
وتلا ناشط رسالة من سناء سيف قالت فيها "أنا واثقة من أن الأقوياء كانوا يعتقدون أن أحدا لن يستمع إلي ولكنني وجدت هنا عائلة بانتظاري".
صعَّد المدون الداعي الى الديموقراطية اختبار القوة بينه وبين السلطات المصرية التي تحتجز وفق منظمات حقوفية قرابة 60 الف سجين سياسي.
اضراب عن الطعام
فمع افتتاح مؤتمر المناخ الأحد، امتنع عبد الفتاح عن شرب المياه وعن تناول اي طعام بعد سبعة أشهر لم يكن يتناول خلالها الا 100 سعرة حرارية يوميا.
منذ ذلك الحين، تقول أسرته إن حياته معرضة للخطر وتضاعف النداءات الى المجتمع الدولي، وخصوصا بريطانيا التي يحمل كل أفراد الأسرة جنسيتها، للضغط من أجل إطلاق سراحه.
وطالب العديد من قادة العالم بالافراج عن عبد الفتاح أثناء وجودهم في شرم الشيخ. وكان آخرهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تطرق إلى القضية خلال لقائه مع نظيره المصري الجمعة، بحسب مستشاره للأمن القومي جايك سوليفان.
وقال سوليفان للصحفيين إن بايدن، بعد محادثاته مع السيسي، "طلب من فريقه أن يعمل مع المصريين على عدد من الحالات المحددة، من بينها حالة (علاء عبد الفتاح)".
وأضاف "إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل تأمين أطلاق سراحه".
عقب هذا اللقاء، بدا أن أسرة علاء عبد الفتاح غيرت استراتيجيتها.
وأعلنت شقيقته منى سيف ومحاميه ، خالد علي أن الأسرة تقدمت بطلب جديد "تناشد" فيه الرئيس المصري العفو عنه.
وأكدت منى سيف أن أسرته على استعداد لآن تسلك كل الطرق القانونية الممكنة من أجل إطلاق سراح شقيقها.
الرجل المعيل
وكتبت الأسرة في طلب العفو أن علاء هو "الرجل الوحيد للآسرة بعد وفاة والده" المحامي الحقوقي أحمد سيف قبل سبع سنوات وأن إبن علاء عبد الفتاح البالغ من العمر 11 عاما هو طفل "على طيف التوحد" وبحاجة الى رعاية والده له.
وبدا أن الموقف الرسمي المصري بدأ يلين اذ علق أحد ابرز مقدمي البرامج السياسية في مصر عمرو أديب المقرب من السلطات، على الدعوات الدولية للافراج عن علاء عبد الفتاح مؤكدا أنه ينبغي أن "نرى أين مصلحة مصر ونقوم بما يخدم هذه المصلحة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر".
التعليقات