وجدت دراسة بريطانية أنّ فحوص العين ثلاثية الأبعاد يمكن أن تكشف عن أدلة حيوية حول صحة الكلى، والتي يمكن أن تساعد في تتبُّع تطوّر المرض.

وأوضح الباحثون أنّ هذا التقدّم يمكن أن يُحدث ثورة في مراقبة أمراض الكلى، والتي غالباً ما تتطور من دون ظهور أعراض في المراحل المبكرة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز".

والعين هي الجزء الوحيد في الجسم الذي يمكن من خلاله رصد عملية رئيسية تُسمّى "الدورة الدموية الدقيقة"، وغالباً ما يتأثر تدفق الدم عبر أصغر الأوعية الدموية في الجسم بأمراض الكلى.

عادة، يستخدم جهاز التصوير المقطعي المحوسب الخاص بالعين المنتشر على نطاق واسع، موجات الضوء لالتقاط صور مقطعية ثلاثية الأبعاد لشبكية العين في غضون دقائق.

وأجرى الفريق فحصاً للعين باستخدام الجهاز لـ204 مرضى في مراحل مختلفة من أمراض الكلى، بما في ذلك مرضى زرع الكلى، إلى جانب 86 متطوعاً أصحاء.

واستخدم الباحثون صوراً مكبَّرة تماماً لاكتشاف التغيرات في شبكية العين، وهي طبقة الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي منها، والتي تستشعر الضوء وترسل إشارات إلى الدماغ؛ ووجدوا أنّ الصور تُقدّم طريقة سريعة وغير جراحية لمراقبة صحة الكلى.

كما وجدوا أنّ لدى المرضى الذين يعانون مرض الكلى المزمن، شبكية عين أرق مقارنة بالمتطوعين الأصحاء. وأظهرت الدراسة أيضاً أن ترقّق شبكية العين يتقدّم مع انخفاض وظائف الكلى.

وعُكست هذه التغييرات عندما استُعيدت وظائف الكلى بعد عملية زرع ناجحة لها. أما المرضى الذين يعانون أشدّ أشكال المرض، والذين خضعوا لعملية زرع الكلى، فقد عانوا سماكة سريعة في شبكية العين بعد الجراحة.

يعمل حالياً على تطوير أساليب الذكاء الاصطناعي للسماح لأجهزة الكمبيوتر بالكشف السريع عن أمراض الكلى من خلال فحص العين، وتشخيصها مبكراً.