ستوكهولم: كشفت دراسة حديثة علمية حديثة بالسويد أن مفتاح الشباب الدائم يكمن بالحصول على قسط كاف من النوم، كما كشفت دراستان جديدتان ظهرت نتائجهما في مجلة "Proceedings of the Royal Society B" العلمية في 26 آذار (مارس) 2024، أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يُشعِر المرء أنه أكبر من سنّه بخمس إلى عشر سنوات.

واعتبرت المؤلفة الرئيسية لكلتي الدراستين ليوني بالتر، وهي باحثة النوم في جامعة ستوكهولم في السويد، أن النوم يلعب دوراً رئيسياً في ما يشعر به كبار السن.

وقالت بالتر إن النوم غير الكافي يؤدي إلى الشعور بالنعاس الذي هو حالة تحفيزية تجعلنا نعطي الأولوية للنوم مما يقلل من مستويات الطاقة لدينا، والنعاس بالإضافة إلى الافتقار إلى الطاقة يمكن أن يساهما في الشعور بالشيخوخة ويحدّا من قدرة المرء على الشعور بالنشاط البدني والاجتماعي، وفقا للباحثة.

كيف يحافظ النوم على الشباب؟
بالنسبة لباحث النوم الدكتور تشانغ هو يون، وهو أستاذ علم الأعصاب في جامعة سيول الوطنية بكوريا الجنوبية، "يمكن فهم العمر بأبعادمتعددة الزمني، والبيولوجي، والذاتي".

وعليه فإن نتائج هذه الدراسة التي نقلها موقع "مونت كارلو" تؤكد، بحسب ما يرى يون، على أهمية النوم في الحفاظ على عمر الشباب الذاتي الذي يفيد الصحة العقلية والجسدية.

دراستان.. نتائج مماثلة
وأجرت بالتر وزملاؤها دراستين،اختبرت إحداهما مدى جودة نوم 429 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا في منازلهم لمدة شهرٍ كامل.

في مقابل كل ليلة من قلة النوم خلال هذه الفترة، أبلغ الناس عن شعورهم بحوالي ربع عام أكبر من عمرهم الزمني.

وقال يون "إن التغيرات في المزاج ومشاعر التعب تساهم أيضًا في الشعور الشخصي بالشيخوخة. هذه التغيرات هي مظاهر نموذجية للحرمان من النوم ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم النعاس وإدراك الشيخوخة".

ومع ذلك، إذا كان الشخص قد نام جيدًا خلال الشهر، فإنه يشعر بأنه أصغر بنحو ست سنوات، في المتوسط، من عمره الحقيقي.

الحرمان من النوم
أما الدراسة الثانية فطلبت من 186 شخصاً من نفس المشاركين النوم في المختبر لمدة ليلتين، مع التأكد من عدم حصولهم على أكثر من 4 ساعات من النوم كل ليلة.

وجاءت التجربة الشخصية للشيخوخة أكبر بكثير إثر تعرض هؤلاء الأشخاص لهذه الدرجة من الحرمان من النوم، حيث شعروا، في المتوسط، بما يقرب من ½ 4 سنوات ونصف أكبر مما كانوا عليه بالفعل.

ولكن ما مدى سرعة تعافي الأشخاص من قلة النوم؟ قالت الباحثة بالتر إن البيانات تشير إلى أن أي شيء يمكن أن يخفف من النعاس قد يكون له تأثير مباشر على العمر الشخصي. ومع ذلك، تضيف الباحثة، للحصول على تأثيرات جوهرية ودائمة، يعدّ النوم الكافي أمراً ضرورياً.

صحة الطيور المبكرة
وأظهرت الدراسة الثانية أن النمط الزمني للنوم كان مهماً، إذ إن الأشخاص الذين يحبون الاستيقاظ باكراً، والذين يطلق عليهم غالباً الطيور المبكرة، شعروا بالتأثير بشكل أعمق. وصنّفوا أنفسهم على أنهم أكبر بخمس سنوات من الأشخاص المسائيين.

ومع ذلك، عندما حصل الأشخاص المبكرون على ما يصل إلى تسع ساعات من النوم في الليلة، شعروا بأنهم أصغر سناً بكثير.

كما وجدت دراسة أجريت في يونيو 2018 أن كبار السن الذين رأوا أنفسهم أصغر سنا، لديهم المزيد من المادة الرمادية في أدمغتهم وسجلوا نتائج أصغر في اختبارات عمر الدماغ.

وتشير دراسات النوم عموماً إلى أن الشعور بالشباب مرتبط بالعيش لفترة أطول، وبانخفاض معدل الإصابة بالخرف والاكتئاب وسمات إيجابية مثل التفاؤل والأمل والمرونة، وصحة بدنية وعقلية أفضل.