إيلاف من لندن: يجتهد العلماء بشكل مستمر من أجل اكتشاف علاج لمرض الزهايمر أو إيجاد طرق للوقاية منه. ورغم أن المرض ما يزال يشكل تحدياً معقداً للباحثين ولم يتم التوصل إلى علاج نهائي له حتى الآن، إلا أن التطور الأخير في هذا المجال قد فتح أفقاً جديداً. فقد اكتشف فريق من العلماء أن تناول حبوب منومة شائعة قد يكون له دور في الوقاية من هذا المرض أو حتى بداية الطريق لعلاج محتمل له.

وتتواصل الأبحاث لفهم العلاقة بين اضطرابات النوم وتفاقم مرض الزهايمر، وفقاً لتقرير نُشر على موقع "ساينس أليرت".

وفي دراسة نشرت في 2023، أظهرت النتائج أن تناول حبوب منومة لتحسين النوم قد يساهم في تقليل تراكم البروتينات السامة في السائل الذي ينظف الدماغ خلال النوم.

وأجرى باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس دراسة على 38 شخصاً بالغاً من الأصحاء الذين تناولوا دواء "سوفوريكسانت" - وهو دواء شائع للأرق - لمدة ليلتين في بيئة عيادة نوم. وقد وجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا هذا الدواء شهدوا انخفاضاً طفيفاً في مستويات البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر مثل أميلويد بيتا وتاو.

على الرغم من أن الدراسة كانت قصيرة وشارك فيها عدد قليل من الأفراد الأصحاء، فإن نتائجها تعد دليلاً مثيراً على العلاقة بين جودة النوم والعلامات الجزيئية المرتبطة بالزهايمر. قد تكون اضطرابات النوم علامة مبكرة لهذا المرض، حيث تسبق أعراضه مثل فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي. وعادةً ما تكون مستويات بروتين أميلويد بيتا غير الطبيعية قد وصلت إلى ذروتها بحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض السريرية.

ويعتقد العلماء أن تحسين جودة النوم قد يكون وسيلة للوقاية من مرض الزهايمر، حيث يساعد الدماغ أثناء النوم على التخلص من البروتينات الضارة والفضلات الأخرى المتراكمة خلال اليوم. وبينما يمكن أن تساهم حبوب النوم في تحسين هذه العملية، حذر الدكتور بريندان لوسي، أستاذ طب الأعصاب في جامعة واشنطن، من أن الأشخاص الذين يقلقون من الإصابة بالزهايمر لا ينبغي عليهم تناول هذه الأدوية بشكل منتظم بناءً على هذه النتائج فقط.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسة شملت مجموعة صغيرة من المشاركين ولم تتجاوز مدتها ليلتين فقط، مما يعني أن النتائج لا يمكن تعميمها. كما أشار الأطباء إلى أن الاعتماد على الحبوب المنومة لفترات طويلة ليس حلاً مثالياً، حيث قد يؤدي ذلك إلى الاعتياد عليها. كما أن الحبوب قد تساهم في نوم غير عميق، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي في بعض الحالات، حيث وجد الباحثون في دراسة سابقة علاقة بين النوم الخفيف وارتفاع مستويات البروتينات الضارة.

وفي هذه الدراسة الأخيرة، سعى الباحثون لمعرفة ما إذا كان تحسين النوم باستخدام الحبوب المنومة يمكن أن يقلل من مستويات البروتينات السامة مثل تاو وأميلويد بيتا في السائل النخاعي الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. وتظهر الأبحاث السابقة أن حتى ليلة واحدة من النوم المتقطع يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات البروتينات الضارة، مما يعزز أهمية النوم الجيد في الوقاية من الزهايمر.