إيلاف من واشنطن: المترجمون يتعثرون في المواقف المهمة، والمحادثات المصيرية بين طرفين ليس لديهما لغة مشتركة، ويبدو أن تكرار هذا السيناريو "بطريقة لا تفسير" لها يتسبب في نصف كوارث التواصل بين السياسيين، ويضلل الصحفيين، ويثير جدلاً كبيراً.
فلماذا يحدث ذلك؟ قد يكون الارتباك في حضرة القامات السياسية الكبيرة، أم هي قدرات محدودة في الترجمة لدى بعض المترجمين؟ وربما يكون افتقاد مصطلحات وتعبيرات سياسية بعينها سبباً في التعثر، وقد لا يكون هناك سبب واضح لكل ما يحدث، وهو أمر يتكرر كثيراً على نحو غير مفهوم.
فقد اعتذرت مترجمة جورجيا ميلوني عن تعثرها أثناء اجتماع مهم مع دونالد ترامب في أميركا قبل ساعات، مما دفع رئيسة الوزراء الإيطالية إلى التدخل وترجمة تعليقاتها بشأن حلف شمال الأطلسي والإنفاق الدفاعي، لكي تكون الكلمات واضحة ولا تقبل التأويل، خاصة أن ميلوني تجيد الانكليزية بدرجة مقنعة.
وقالت المترجمة فالنتينا مايوليني روثباخر، التي قاطعتها ميلوني أثناء تقديم الترجمة في اجتماع البيت الأبيض يوم الخميس، في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية إن الحادث كان "أسوأ شيء يمكن أن يحدث لمترجم، وانتكاسة رهيبة"، وهو اعتراف لم يغير من غضب ميلوني وانتقادت الصحافة والصحفيين للمترجمة الإيطالية.
يُظهر مقطع فيديو من الاجتماع الرئيس ترامب يطلب من مايوليني-روثباخر ترجمة رد ميلوني على سؤال من صحفي إيطالي حول موقفه من أوكرانيا والإنفاق العسكري. يبدو أن مايوليني-روثباخر تواجه صعوبة في الترجمة ، حيث توقفت عدة مرات وهي تتصفح ملاحظاتها، قبل أن تقاطعها ميلوني وتتحدث إلى ترامب باللغة الإنكليزية بصورة مباشرة، في مهمة عنوانها "ميلوني تترجم لترامب نيابة عن المترجمة".
آسفة لأنني لم أقدم شيئاً مفيداً
قالت المترجمة في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" إنها لم تتعرض لكارثة كهذه من قبل . وأضافت: "أنا آسفة قبل كل شيء لعدم نفعي".
قالت مايوليني-روثباخر: "كانت رئيسة الوزراء ميلوني مُحقة في مقاطعتي والقيام بمهمتي، فقد كان اجتماعًا بالغ الأهمية، وللكل كلمة وزن كبير، والسيدة ميلوني أرادت أن يفهمها دونالد ترامب تمامًا فقامت بالترجمة له".
صرحت مايوليني-روثباخر في المقابلة أنها، رغم أنها لم تزر البيت الأبيض من قبل، إلا أنها في الأساس مترجمة فورية متمرسة ، وقد شاركت في اجتماعات رفيعة المستوى، منها اجتماع مجموعة العشرين. وتعمل مترجمة فورية منذ عام 1991، وفقًا لسيرتها الذاتية المعلنة والمنشورة.
قالت إنها لم تتحدث مع ميلوني منذ الاجتماع، مضيفةً أنها توجهت مباشرةً إلى المطار من البيت الأبيض بعد الجلسة. ووفقًا لصحيفة كورييري ديلا سيرا، فهي حاليًا على شاطئ البحر في منطقة سانتا مارينيلا.
التعليقات