يمثل الفنان الياباني تاكاشي موراكامي أحد أبرز أعلام الفن الحديث في بلاده، خصوصاً بصفته رساماً ونحاتاً وتشكيلياً وصائغاً ومصمماً. ويصحبنا الإصدار الجديد من مجلة الرفاهية العربية How To Spend It Arabic إلى محترف هذا الفنان المتميز بأناقته المتجددة وأسلوبه اللافت في اختيار أزيائه، حيث يستقبلنا بنظّارته التي تجثم فوق حاجبَيه، وشعره الذي يربطه بشكل كعكة في الخلف. محترفه الشبيه بحظيرة طائرات، والواقع في ميوشي قرب طوكيو، تتكدس فيه اللوحات والأعمال قيد الإنجاز، وأبرز هذه الأعمال منحوتة كبيرة لزهرة برّاقة متعددة الألوان لها وجهٌ مبتسم، وهو يقول لمراسل المجلة من خلال المترجم الياباني: "إنها مصنوعة يدوياً كلها. تشبه التصميم المستخدَم في الساعات في إطار التعاون مع Hublot، أليس كذلك؟"

مشروع جديد
وفي الواقع، يعكف موراكامي، البالغ من العمر 59 عاماً، على تنفيذ مشروع متميز لحساب دار ساعات Hublot المملوكة من LVMH. وتتميز الساعة التي تحمل اسم Classic Fusion Takashi Murakami Sapphire Rainbow والتي أُنتجَت بإصدار محدود من مئة قطعة فقط، بموتيف الزهرة الذي يُعرَف به موراكامي، والذي يتألف من 487 حبّة من الياقوت، والجمشت، والتسافوريت الأخضر الغامق، وحجر الزفير الزهري والأزرق والأصفر والبرتقالي.

الفنان الياباني تاكاشي موراكامي

الساعة الثانية
يكشف التقرير أن هذا التعاون هو الثاني بين موراكامي ودار Hublot، بعد تعاون سابق تضمن أيضاً موتيف الزهرة. ويتميز التصميم الجديد بكون علبة الساعة شفافة ومصنوعة من حجر الزفير المصقول. ويظهر موتيف الزهرة بألوان قوس قزح. وتمثّل هذه "الساعة التي تنبض بهجةً ثقافة الفردوس في القصص المصوّرة اليابانية"، كما يقول موراكامي، الذي كان يفكّر عند تصميم الساعة في هواة الجمع، وكيف يمكنه أن يصحبهم إلى أماكن "أبعد من خيالهم الجامح".

أندي وارهول اليابان
يقول موراكامي لمراسل How To Spend It Arabic إن ما اجتذبه في الشراكة مع Hublot هو أنها تتوغل أعمق من "مجرد رسم نماذج" على العلب التي تُوضَّب فيها الساعات. موراكامي، الملقَّب بـ "أندي وارهول الياباني"، هو من أسياد التعاون التجاري الناجح الذي يشوّش الخط الفاصل بين الثقافة "العليا" والثقافة "الدنيا": فقد وضع تصوّراً لمنتجات مختلفة، ابتداءً بأخفاف Crocs مروراً بحقائب اليد وانتهاءً بزجاجات Perrier للمياه المكربنة.

قواسم مشتركة
زار موراكامي، في مطلع عام 2020، محترف Hublot في بلدة نيون السويسرية، وأسعده أن يرى أن قطاع صناعة الساعات، بحسب التقرير، يضم "تقنيين يهتمون حقاً بالدقّة"، بحسب تعبيره. يضيف: "إنهم يحوّلون الأفكار إلى شيء ملموس، ويهتمون بكل برغي صغير". وهو يرى قواسم مشتركة واضحة بين عالمَي الفنون والساعات الفاخرة. يقول: "بما أن ثمن الساعات باهظ جداً، يتحلى الجميع بجدّية كبيرة. يشعر الجميع بغضب دائم لأنهم لا يستطيعون شراء ساعة ما، أو لأن ثمنها باهظ جداً، أو لأنها تعطلت؛ وفي أعمالي الفنية، أتلقّى دائماً شكاوى من وجود خدوش، أو من وجود نسخ كثيرة".