إيلاف من بيروت: يفتح المصمم اللبناني جورج حبيقة حقيبة أسراره الشخصية والمهنية لمجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic، متحدثًا عن تفضيله القماش على "الجينز"، وعن مخيلته التي تعود بالزمن إلى زمن الراحلة غريس كيلي.

حبيقة "الذواقة" يقول في عدد آذار (مارس) من المجلة إنَّ العلامة الفارقة في أسلوبه الشخصي هي التطريز، واعتماد زهرة الأوركيديا في أغلب مجموعاته، واختيار الأقمشة الحساسة والصعبة في آن، "مثل الأورغانزا الذي تجده حاضرًا في كل مجموعاتي"، مضيفًا أن في خزانته الكثير من سراويل القماش، والقليل من سراويل الجينز، فهو يفضل القماش دائمًا. أما ما لن نجده إن فتحنا خزانته فهي "سترات الجلد والفرو، أعتبر نفسي من أنصار أقمشة الجوخ شتاءً".


فستان بقماش خاص باللون الذهبي من تصميم حبيقة

صورة أمي وسبحتها
أغلى ما يملك حبيقة هي صورة قديمة لوالدته، بالأبيض والأسود، نسخها مرات عدة، ووضعها على مكتبه في مكان عمله وفي منزله، ويحمل الصورة نفسها صغيرةً في محفظته. وغالبًا ما ترى هذه الصورة وبجانبها سبحة صلاة صغيرة، لا تفارقه إطلاقًا. يقول: "قدمتها لي والدتي، وأحرص دائمًا على حملها معي في سفري وعملي، حتى أصبحت جزءًا من شخصيتي، أو يمكنني القول إنني أعيش تحت تأثيرها".

وبتأثير من هذه السبحة، لا يحب حبيقة الظلم والحقد، ولا يبادل الإساءة بمثلها، ويتمتع بنعمتي النسيان والغفران، وبهما يتغلب على مشكلاته. يقول: "أنا أؤمن بالسلام في حياتي ومع الآخرين، وهذا أحافظ عليه في تعاملي مع السيدات، وألاحظ غالبًا أنني أنقل سلامي الداخلي إليهن، فينسين صفاتهن الاجتماعية ويتصرّفن بتلقائية، فتكون الجلسة معهن مريحة للطرفين".


على مكتب حبيقة صورة والدته وسبحتها التي لا يتخلى عنها

غريس كيلي بفستان الأورغانزا
أيقونته في الأناقة هي الممثلة سابقًا والأميرة لاحقًا غريس كيلي، التي يصفها بأنها المرأة المؤثرة في طريقته في التصميم، وفي نظرته إلى الموضة. يقول: "أرى فيها المثال الحقيقي للسيدة التي تمثلني في عملي، وتمثل داري، بصورتها الساحرة والناعمة في آن. بالنسبة إلي، غريس كيلي هي السيدة المثالية".

يضيف حبيقة: "كم أتمنى لو كنت أنا من صمم فستان زفافها". فلو كان هو من صممه، لأبدع لها فستانًا بدانتيل وأزرار أقل، وبأورغانزا أكثر، ولانتقى له اللون السكري الفاتح جدًا.


تصميم بالأورغانزا من إبداع حبيقة

لو أتيحت لحبيقة الفرصة لاختار العيش في باريس، ففيها الكثير من ذكرياته، وفيها خطا خطوة انتقاليةً مهمة في حياته المهنية. بحسبه، "عرفت النجاح في صالونات باريس خلال أسابيع الموضة للأزياء، والعاصمة الفرنسية تمثل بالنسبة إليّ قصة نجاح ومثابرة وحنين". أما المكان الذي يتوق للعودة إليه دائمًا فهو جزر موريس، أو جزيرة قبرص إن لم ينوِ الابتعاد كثيرًا، ويحب أن يزور تركيا ليتعرف على الحضارة العثمانية في أيام السلاطين، كما يحب كثيرًا نابولي الإيطالية. لكن، على الرغم من أسفاره كلها، لبنان مبتداه ومنتهاه، "وعلى قائمة أمنياتي أن يعود وطني سويسرا الشرق، فيكفي ما مررنا به من الحروب".

عطر ومكتب وفيروز
اكتشف حبيقة أخيرًا موهبة إبنه جاد الذي درس فن تصميم الأزياء في باريس، وتدرّج في الدار مجتهدًا ليكسب ثقة والده وعملائه، ابتداءً بخط الهوت كوتور ووصولًا إلى خط الأزياء الجاهزة. يقول حبيقة: "في البداية، لاحظت أن تصاميم جاد تلقى ردات فعل إيجابية من السيدات، ويطلبها المصورون كثيرًا في جلسات التصوير، لهذا يزداد عدد تصاميمه من موسم إلى آخر. المجموعة الأخيرة من الأزياء الجاهزة هي من تصميمه، كاملةً. في أسلوبه، جاد أجرأ مني، ويسعى دائمًا إلى ابتكار أفكار جديدة".


يتعطّر حبيقة بعطر Rochas منذ 15 عامًا ولا يرضى عنه بديلًا

أخيرًا، تفضيلاته عديدة، لكن ثاتبة. فيروز... وهو أيضاً مخلص لعطره Rochas منذ أكثر من 15 عامًا، ولا يغيره بتاتًا. وغرفته المفضلة في المنزل هي مكتبه الخاص، ففيه يترجم أفكاره تصاميم على القماش، وفيه يلتقي فريق عمله، وفيه يعيشون معًا تجربة ولادة كل تصميم، قطعةً قطعة. وفيروز هواه في الموسيقى، في أي مكان وزمان. أما لو لم يكن ما هو عليه الآن، لاختار أن يكون منسق أزهار. يبرر ذلك بالقول: "أحب الطبيعة كثيرًا، وأجمل الأمور في نظري تقديم الورد وقوالب الحلوى، فهذا يجمع العائلة حول مائدة المحبة، ويتشارك أفرادها أريج الورود نفسها والطعم اللذيذ نفسه".