من المقرر أن تطلق قريباً في بيروت حملة إعلامية وسياسية للإعراب عن التضامن مع المعارضة الإيرانية التي يقودها مير حسين موسوي ومهدي كروبي، تحت شعار quot;تأييد حق الشعب الإيراني في الحرية والكرامة والديمقراطية في وجه قوى الديكتاتوريةquot;.

والبعد السياسي في هذه الحملة يتمثل في أن المحركين الرئيسيين هم إما أعضاء في الأمانة العامة لقوى 14 آذار/ مارس مثل النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد ، وإما من الشخصيات الثقافية والفكرية والدينية الوازنة في لبنان والمؤيدة باستمرار للمطالبات بالحرية في العالم العربي أو العالم بأسره، وبين هذه الشخصيات كثر من الوجوه الشيعية البارزة في لبنان.

وعلمت quot;إيلافquot; إن بداية إعلان الموقف اللافت، والذي لم تشهد أي عاصمة أخرى مثيلا له في هذين المستوى والزخم، ستكون قريباً من خلال عريضة تنشر في الصحف ووسائل الإعلام ليوقعها من يشاء من اللبنانيين بمختلف الوسائل، وأسهلها عبر البريد الألكتروني، بعد التأكد من المرسلين، وذلك من أجل إتاحة مشاركة أكبر عدد ممكن في هذا الموقف.

وقد وضع عملياً نص البيان ndash; العريضة، وهو قصير يتميز بوضوحه وفيه نفحة أدبية، ومما فيه: quot;أنا بيروت ، أتضامن معك يا طهران ... أتضامن مع القبضات المرفوعة في وجه السافاكيين... يا طهران جرحك يشبهنا. والأمل في عدل واحد ، بكل اللغات ...quot;.

ويقول أحد المهتمين بإعداد هذه الحملة لـ quot;إيلافquot; إن quot;التضامن مع الشعب الإيراني المنتفض على الديكتاتورية ، والمقاوم من أجل حريته هو واجب إخلاقي ، في معزل عن أي اعتبار سياسي. علماً أن كثيرين ممن يقودون التحرك الإعتراضي في الشارع الإيراني لهم أصدقاء في بيروت ، وسبق أن أيدوا الشعب اللبناني عام 2005 في انتفاضته من أجل الحرية والإستقلال ، وواجب الوفاء يقضي بمبادلتهم التضامن في المحنة التي يعيشها الشعب الإيراني حالياًquot;.

ويسهب المساهم في إعداد التحرك بعرض المعاناة الهائلة التي يعيشها قادة المعارضة الإيرانية وكل من يناصرهم ، فيتحدث عن quot;اغتصابات يندى لها الجبين جرت وتجري في السجون لشخصيات إيرانية ذات قيمة ووزن وعلم، وعن أعمال قتل قصداً من خلال رمي بعض المعارضين من علو شاهق في أنهر ووديان ،أو دهسهم بالسيارات ، فضلا عن أعمال تعذيب أخرى مروعة يتعرض لها من يُلقى القبض عليهم على أيدي quot;الباسيجquot; والشرطة، وغيرهما من الأجهزة الأمنيةquot; التي توالي فريق الرئيس محمود أحمدي نجاد.

ويعترف القيمون على التحرك المزمع إطلاقه قريباً بأن هذه الخطوة ستثير استياء quot;حزب اللهquot; خصوصا في لبنان ، نظراً إلى الصلات الوثيقة التي تربطه بالقيادة الحاكمة في إيران، لكنهم يقولون quot;إن اللبنانيين درجوا تاريخيا على التضامن مع الشعوب في قضاياها المحقة ولا أحد يمكنه منعهم من التعبير عن رأيهم ، وليس في الأمر تدخلاً في شؤون دولة أخرى كما قد يذهب إلى القول بعض مؤيدي السلطة في إيران من اللبنانيين .

ثم إن إعلان موقف مما يجري من فظائع في مدن إيران ودساكرها لا يقارن على الإطلاق بإرسال صواريخ وأسلحة على غرار التي ترسلها السلطات الإيرانية إلى لبنان بذريعة دعم quot;المقاومة الإسلاميةquot; فيه ، في حين أن القاصي والداني يعترف بأن هذه الأسلحة ومستخدميها هم في خدمة المشروع الإيراني للمنطقة ، وعنوانه في هذه المرحلة حماية مشروع أحمدي نجاد وفريقه لامتلاك السلاح النووي .