تحدثت إيلاف الى وزيرة الدولة منى عفيش عن تضمين مشروع وزير الداخلية زياد بارود لقانون البلديات كوتا نسائية بنسبة30 في المئة، وسألتها عن مدى جدوى ذلك وفاعليته في العمل البلدي وفي عدم تكريس التمييز ضد النساء في لبنان.


ريما زهار من بيروت: يحمل مشروع وزير الداخلية زياد بارود للعمل البلدي العديد من النقاط التي ستتم مناقشتها اليوم، ومن بين هذه النقاط اعتماد الكوتا النسائية في العمل البلدي بنسبة 30%، بمعنى ضرورة مشاركة النساء في البلديات بهذه النسبة الاخيرة، والسؤال اليوم هل هي كوتا عادلةأم لا تزال تكرس التمييز ضد المرأة؟

تقول وزيرة الدولة والمهتمة بشؤون المرأة منى عفيش لإيلاف انهن كجمعيات نسائية مقتنعات بنسبة 30% ككوتا نسائية في المجلس البلدي وتُعتبر هذه النسبة برأيها كـquot;تقليعةquot; وهي موقتة الى حين تمكين المرأة ان تصل الى المراكز العليا من دون كوتا، وتوعية المجتمع بأن المرأة التي تشكل نصفه او اكثر يمكن ان تصل أكثر إلى المراكز الحساسة.

ولدى سؤالها هل برأيك سيكون هناك حث ودعم للوجوه النسائية بالترشح الى البلدية؟ تجيب:quot;ان النضال التي تقوم به كل السيدات يشجعهن على خوض التجربة، وسيتم التشجيع على صعيد الاحزاب من خلال تقديم سيدات مؤهلات، وعلى صعيد المجتمع ككل من خلال العائلات، من خلال تقديم سيدات يعملن في المجال البلدي.

وردًا على سؤال quot;ماذا سيكون دوركم في الوزارة كي تدعموا ترشح المرأة الى البلدية؟quot; تقول:quot;انا في الوزارة سأدعم هذا المشروع كي يتم التصويت عليه 100%، وقد كان لنا نضال سابق في هذا المجال وساتابعه مع المجتمع المدني من خلال حثه على تقديم مناضلات كثيرات ودعمهن في بيروت وفي الارياف والقرى، حيث ستسطيع المرأة ان تثبت وجودها على كافة الاصعدة، وان يكون الدعم نفسيًا ومعنويًا وماديًا.

مناصفة

ولدى سؤالها متى تصبح الكوتا النسائية بنسبة 50 بالمئة في لبنان اي متى نشهد مناصفة بين النساء والرجال في الوظائف العامة والحساسة؟ تقول:quot; عندما تبدأ المرأة بكوتا نسبتها 30% وتبرهن على فاعليتها في عملها، فانها ستحصل على الوظائف في المستقبل مناصفة مع الرجال، اليوم اذا انتخبت سيدة للبلدية ولم تستطع القيام بواجباتها تكون قد خذلتني، لذلك لا اريد تحديد كوتا 50% في المستقبل، فعندما تظهر المرأة قدراتها وخبراتها وتبدو فاعلة على الارض اظن ان الكوتا 50% تصبح غير كافية والمطلوب حينها اكثر من ذلك.
وردًا على سؤال من خلال العمل البلدي ايهما اكفأ المرأة ام الرجل؟ تجيب:quot;العمل البلدي كسائر الاعمال يتساوى الرجل والمرأة فيها، لا احد يستطيع ان يقول ان المرأة اكفأ من الرجل ام العكس، هناك تساو بالاعمال وتكامل بينهما.

ولدى سؤالها مع وجود نسبة ال30% ككوتا نسائية في المجال البلدي هل سنشهد رئيسات بلديات ام فقط عضوات في البلدية؟ تجيب:quot;سنشهد وجود عدد لا بأس به من رئيسات بلديات لأننا نملك ذلك منذ زمن، واظهرن جدارتهن، ونأمل في المستقبل ان يتكاثرن.

وردًا على سؤال هل المجتمع الذكوري في لبنان سيتقبل وجود عضوات ورئيسات بلديات، هل المجتمع في لبنان مهيأ لاستيعاب نساء في العمل البلدي؟ تقول:quot;القانون سيضع هذه الكوتا وسيتم العمل على صعيد المجتمع والعائلات، وصحيح ان هناك مجتمع ذكوري في لبنان لا يتقبل كثيرًا ان تأتي امرأة مكان رجل لكن اليوم مع تعاون الرجل والمرأة واظهرت هذه الاخيرة قدرتها في العمل، وتمت توعية المجتمع فإن الامر حاصل لا محالة، ويحتاج الى عمل من دون ان تظهر المرأة وكأنها ستأخذ مكانة الرجل.
فدور المرأة لا ينحصر فقط في تربية الاطفال وفي الاعمال المنزلية بل في المساعدة في الشأن العام ايضًا، ونزول المرأة الى سوق العمل ساهم في تغيير نظرة المجتمع اليها.

كوتا نيابية
ولدى سؤالها الى اي مدى تطلق الكوتا ال30% في العمل البلدي مشاركة المرأة المستقبلية في الترشح الى الانتخابات النيابية وهل برأيك سنشهد كوتا نسائية مماثلة في الانتخابات النيابية المقبلة؟ تجيب:quot; من البلدية الى النيابة ثم الوزارة اصبح هناك توعية عامة من المجتمع واصبحت انطلاقة لغيرها والتأكيد بان المرأة موجودة كي تساعد كالرجل تمامًا، ولا استبعد وجود كوتا نسائية مماثلة في الانتخابات النيابية.

وردًا على سؤال مع وجود كوتا نسائية بنسبة 30% في العمل البلدي الا يشكل ذلك تمييزًا بين النساء والرجال ام انها انطلاقة نحو العدالة بين النساء والرجال؟ تجيب:quot;انا شخصيًا ضد الكوتا، لكن اليوم كي نفتح مجال لتوعية المجتمع والمدرسة والكتاب الذي يميز بين الصبي والفتاة في البيت والتربية عندما يُطلب من الاخت ان تخدم اخاها، لحين ان نصل الى التوعية والانفتاح بان المرأة والرجل يتكاملان، اتت هذه الكوتا كي تدعم الفكرة، وبجدارة المرأة ستظهر للمجتمع انها موجودة كي تتعاون مع الرجل، وستكون انطلاقة مهمة، وسنتخطى نسبة ال 30%، وقد حصلت هذه النسبة لدى العديد من الدول الاوروبية لحين اصبحت المجتمعات واعية وتحررت من الفكرة الذكورية وانطلقت المرأة فمثلاً في فرنسا واسبانيا هناك العديد من الوزيرات.