اتحدثت خمسة أحزاب مغربية صغيرة فيما بينها وشكلت ما أسمته quot;ميثاق التحالف من أجل الديمقراطيةquot;
بينما جرت في مدينة مراكش عملية إقالة مصطفى المنصوري، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أحد مكونات الغالبية الحكومية في المغرب، اتحدت في نفس اليوم بالعاصمة الرباط خمسة أحزاب سياسية صغيرة فيما بينها , وهي حزب الوسط الاجتماعي وحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية وحزب الإصلاح والتنمية وحزب التجديد والإنصاف والحزب الديمقراطي الوطني, واتفقت على ما أسمته quot;ميثاق التحالف من أجل الديمقراطيةquot;
ويسعى التحالف الجديد, إلى وضع إستراتيجية سياسية موحدة من شأنها أن تترجم على أرض الواقع البرنامج المشترك لهاته الأحزاب لضمان المشاركة الوازنة في الساحة السياسية
ويتوخى التحالف ، حسبما ورد في الميثاق ، تنسيق جهود الأحزاب المشكلة له بهدف وضع برامج وخطط تتضمن مشروعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا متكاملا, كفيلا بإٍرساء دعائم نظام سياسي ديمقراطي اجتماعي, تنبثق منه مؤسسات ذات مصداقية, تعبر عن الاختيار الحر للمواطن لتحقيق نقلة نوعية في بناء ديمقراطية حقيقية
وأبرز التحالف أن التطورات التي يعرفها المشهد السياسي في المغرب تتطلب ما أسماه التحام القوى السياسية المتجانسة لإعادة تجميعها في تكتلات وتحالفات وأقطاب على أسس واضحة ومتجددة, ورغبتها في إضفاء دينامية جديدة على العمل السياسي
وبخصوص الهياكل المسيرة للتحالف, تم تشكيل مجلس الرئاسة ،أعلى هيئة تقريرية، ويتكون من الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب المكونة له
وأحدثت لجنة استشارية من ثلاثة أعضاء عن كل حزب, تضطلع بمهام التداول في كافة القضايا الوطنية التي تقيد في جدول أعمالها بطلب من مجلس الرئاسة, أو أحد قادة الأحزاب, بالإضافة إلى كتابة دائمة تعمل تحت إشراف مجلس الرئاسة لتفعيل الأنشطة المشتركة للأحزاب والتعريف بكافة أنشطة ومواقف التحالف,
وقال عبد الرحمان الكوهن, وهو وزير سابق وأمين عام أحد الأحزاب الموقعة إن التحالف يساير التطورات والتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها الساحة السياسية المغربية
ويلاحظ أن التحالف المكون من خليط من أحزاب صغيرة محدودة التأثير ،استثنى مكونات أخرى تقاسمه نفس التوجهات مثل quot;الاتحاد الدستوري quot;(معارضة) الذي له تمثيل لا بأس به في البرلمان الحالي .ولم يوضح ما إذا كان الهدف البعيد هو الاندماج الكلي لتلك الأحزاب وانصهارها في قوة واحدة، لكن الواضح أن تلك الأحزاب باتت تتوجس من الاندثار في أفق الأقطاب الحزبية الكبيرة التي بدأت ملامحها في التبلور بالبلاد استعدادا للاستحقاقات المقبلة
إلى ذلك لم تنجح تشكيلات اليسار في المغرب إلى التوحد في بوتقة واحدة ، دون أن تفشل المحاولات والمبادرات الجارية. وقد تكون الخطوة التي أقدمت عليها أحزاب صغيرة ذات مرجعيات فضفاضة ، حافزا لها لكي تتساكن تحت خيمة يسارية واحدة نسع مختلف التعبيرات والحساسيات.
تجدر الإشارة إلى أن القانون الانتخابي الأخير ، حال دون حصول تلك الأحزاب على العتبة التي تؤهلها للدخول إلى مجلس النواب وفق نظام الاقتراع النسبي.
التعليقات