التقت لجنة الحريات الدينية القادمة من أميركا والتي تزور مصر شيخ الأزهر في جلسة استغرقت أكثر من ساعتين

القاهرة: يختتم وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية زيارة مثيرة للجدل للقاهرة في إطار جولة الوفد الميدانية لإعداد التقرير السنوي عن أوضاع الحريات الدينية في شتى أنحاء العالم، وقد التقى الوفد الأميركي عدداً من الشخصيات السياسية والنشطاء الحقوقيين والرموز الإسلامية والمسيحية بشتى طوائفها، غير أن البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس ـ كبرى الطوائف المسيحية في مصر والشرق الأوسط ـ لم يقابل وفد اللجنة وفوض محاميه للاجتماع نيابة عنه مع الوفد الأميركي، وصرح المحامي عقب اللقاء إنه تطرق إلى بناء الكنائس ومشروع قانون دور العبادة الموحد، وهامش الحريات المتاح للأقليات الدينية في مصر، وسلم محامي البابا اللجنة نسخة من الأحكام القضائية التي حصل عليها مسيحيون عادوا لديانتهم بعد إشهار إسلامهم، quot;لكن هذه الأحكام التي حصلوا عليها من القضاء المصري لم تنفذ لأسباب غير معلومةquot;، على حد تعبير المحامي .

وكان مسلحون قد أطلقوا النار في 6 كانون الثاني (يناير) على مسيحيين بمدينة نجع حمادى بمحافظة قنا أقصى جنوب البلاد، بينما كان هناك تجمع كبير للاقباط في مناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد، هذا فضلا عن أطلاق النار على أقباط آخرين كانوا أمام دير quot;الأنبا بضاباquot;، وأسفرت تلك الاعتداءات عن مقتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم، وإصابة تسعة مسيحيين آخرين .

والتقت اللجنة شيخ الأزهر في جلسة استغرقت أكثر من ساعتين طالب خلالها الوفد الأميركي إعادة النظر في المناهج الدراسية بالأزهر والتي يعتبرها سببًا للاحتقان الطائفي بمصر .
كما نظم ماثيو تايلور نائب السفيرة الأميركية في القاهرة ، غداء عمل، لأعضاء وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية حضره عدد من السياسيين والنشطاء الحقوقيين المصريين، وجرت خلاله مشاورات حول أسباب وتوقيت زيارة الوفد الذى كان برئاسة ليوناردو ليو ونائبه مايكل كروماتي .

وهذه اللجنة ذات صفة استشارية تصدر توصيات إلى الكونجرس والإدارة الأميركية، وأجرت منذ وصولها إلى مصر سلسلة من المحادثات مع مسؤولين رسميين ونشطاء حقوقيين وزعماء دينيين، وسط موجة من الجدل الإعلامي والسياسي بشأن زيارتها لمصر .

مقابلات اللجنة
وتأتي زيارة وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية لمصر وسط سجالات سياسية وحملات إعلامية مناوئة لها، غير أن الوفد استكمل مقابلاته بعدد من الشخصيات العامة ونشطاء حقوقيين ورموز دينية إسلامية ومسيحية من مختلف الطوائف، وفضلاً عن شيخ الأزهر فقد التقى الوفد الأميركي أحمدكمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وسلمه مذكرة تضمنت شكاوى من أقباط المهجر تحمل اتهامات للدولة بتمييع قضية الاعتداءات المتكررة على الأقباط، أبو المجد الذي أكد أنه أبلغ الوفد بضرورة تحري الدقة في جمع معلوماتها بشأن الأوضاع الدينية في مصر .

وأكد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي أنشأته الحكومة المصرية، أنه ناقش مع الوفد حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين انطلاقاً من أحداث نجع حمادي الأخيرة، وكذلك أوضاع بعض الأقليات الدينية في الداخل وطريقة تعامل الدولة معهم، وقد سلم الوفد الأميركي أبو المجد شكاوى من قبل أقباط المهجر، تحمل اتهامات للدولة بـ quot;تمييعquot; قضية نجع حمادي .

وقوبلت زيارة الوفد الأميركي بتجاهل رسمي واضح، خاصة أنها تأتي عقب الأحداث الطائفية التي شهدتها مدينة نجع حمادي بصعيد مصر وراح ضحيتها 6 من الأقباط اذ لم يلتق الوفد أي مسؤول سياسي رفيع المستوى، باستثناء وزير الأوقاف ، الذي قابلهم على quot;عجلquot; ، كما أشارت لذلك الصحف المحلية ، ولم تعلن تفاصيل المقابلة او ما الذي دار خلالها من مناقشات .

وحتى رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا شنودة الثالث لم يلتق الوفد، وصرح سكرتيره الأنبا آرميا إنه رفض المقابلة للحديث في أوضاع المسيحيين في مصر، لأنه رأى ذلك تدخلاً خارجياً في الشؤون الداخلية المصرية، كما أن الكنيسة لم تصدر توجيهات لقساوسة الكنائس المصرية في أوروبا وأميركا بالمشاركة في مظاهرات أقباط المهجرquot; .

وأشار الأنبا آرميا أيضاً إلى أن مشاركة أي من القساوسة في المظاهرات جاءت بشكل فردي وشخصي ولا علاقة له بالكنيسة. وأضاف أن quot;البابا لا يفضل مناقشة المشاكل الداخلية خارج البيت، ويؤيد كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية والرئيس حسني مباركquot;.