نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونتر تحليلاً إخبارياً عشية الاجتماع الدولي حول اليمن تناول ما سمته ظهور اليمن بوصفه بؤرة جديدة لنشاط القاعدة.

وجاء في التحليل أن من الأهداف التي يتوخاها اجتماع لندن الذي يشارك فيه قادة ووزراء دفاع من الدول الغربية، ان يبين ان المعالجة التي تعتمد على وجود مباشر في مواجهة الارهاب ـ كما في العراق وافغانستان ـ اخذت تثبت فاعليتها.

وأعرب عدد من المحللين المختصين بالشؤون الأمنية عن قلقهم من ان ضم اليمن الى النقاش قد يشير الى ان التحالف ضد التطرف الاسلامي قد يواصل معالجته الحالية بثمن باهظ من الخسائر البشرية والمادية. وقال المحللون ان المطلوب بدلا من هذه المعالجة هو اجراء تقييم حقيقي لما حققه الغرب حتى الآن في المعركة ضد التطرف الاسلامي.

وقال المسؤول السابق في قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية والمخابرات وين وايت quot;ان ما نحتاجه هو ان نكون صادقين بما فيه الكفاية للقول ان الكثير مما فعلناه حتى الآن كان عديم الجدوى في احسن الأحوال وذا مردود عكسي في أسوئها. وينبغي ان نعيد النظر في الكثير مما نفعله ولكن الرد بدلا من ذلك هو قلب الصفحة بالانتقال الى اليمن ومواصلة رد الفعل المتسرع بدخول دولة اخرى فاشلة أو تكاد تكون فاشلةquot;.

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اعلن ان الهدف من اضافة اليمن الى الاجتماع هو تحديد ما يحتاجه هذا البلد الذي تمزقه النزاعات في الجزيرة العربية لمكافحة الارهاب واستحصال تعهدات بتدريب قوى الأمن اليمنية وتنسيق المساعدات التنموية على نحو افضل.

الولايات المتحدة من جهتها قالت انها ستضاعف مساعداتها العسكرية والمدنية لليمن حيث كانت العام الماضي اقل من 70 مليون دولار بالمقارنة مع مليارات تنفقها الولايات المتحدة سنويا في افغانستان والعراق. في وقت رفض الرئيس اوباما ارسال قوات اميركية الى اليمن رغم انه لم يستبعد هذا الخيار في المستقبل.

ورأى عدد من الخبراء ان مبرر اجتماع لندن حول افغانستان ـ اليمن، هو ضرورة تنسيق الردود على التهديد الآتي من داخل اليمن. ويبدو ان الولايات المتحدة هي الهدف الرئيس للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة. ويُفترض ان المشتبه بهما في محاولة تفجير طائرة الركاب في يوم عيد الميلاد وحادث اطلاق النار في ثكنة فورت هود في تشرين الثاني/نوفمبر كانت لهما ارتباطات برجل دين متطرف في اليمن كما و أن دولا غربية اخرى تعرضت ايضا الى التهديد من متطرفي اليمن.

قال جيمس دوبنز من المركز الدولي للسياسة الأمنية والدفاعية في مؤسسة راند للأبحاث ان هناك دائما امكانية ان يستحوذ النقاش حول اليمن على بعض الاهتمام السياسي على حساب أفغانستان ولكن هناك اوجه شبه واضحة بين افغانستان واليمن تكمن في صلب ما يبحثه المشاركون في هذا الاجتماع، quot;ومن المنطقي اغتنام الفرصة لمعالجة الأولوية الجديدةquot;.

من اوجه الشبه بين افغانستان واليمن والتي يعترف بها حتى المنتقدون ان البلدين على السواء محكومان بنظامين فاسدين استعديا قطاعات واسعة من شعبيهما. وهم يحذرون من ان الدول الغربية بدعمها هذين النظامين لا تفعل سوى تكريس عدم الاستقرار الذي يعتاش عليه تنظيم القاعدة.

و في هذا الإطار، قال بارتريك لانغ وهو ضابط كبير متقاعد عمل ملحقا عسكريا في صنعاء لمدة عامين quot;ان الفكرة القائلة ان هذه الأماكن تقع في مركز الصراع العالمي ضد التطرف الاسلامي أو ان بقاءنا يتوقف على تقديم التزام دولي ضخم آخر تجاه دولة فاشلة أخرى، فكرة باطلة. وان ننغمر اعمق في الوقوف الى جانب الحكومة لن يجعل وضعنا احسنquot;.

لعل التورط على نطاق واسع في اليمن هو ما يراهن عليه تنظيم القاعدة، كما يرى بعض المحللين، لأنه سيفتح جبهة اخرى في مجهود غربي مشتت ضد الارهاب. إلا أن عدداً من المحللين المختصين بالشؤون الأمنية يرون ان الحل هو نشاط عسكري محدود لمكافحة الارهاب يقترن بالتركيز على توفير الأمن للمراكز السكانية (ما يسميه البعض مقاربة بايدن بوحي من مقترح نائب الرئيس الاميركي لمشروع استراتيجية جديدة في افغانستان).