نجامينا: قال دبلوماسيون ان تشاد طلبت من مهمة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة سحب جنودها وانها تريد جدولا زمنيا واضحا لرحيل الجنود والمدنيين التابعين للامم المتحدة من البلاد. ويعتقد أن الرئيس التشادي ادريس ديبي ينظر لوجود القوات الدولية التي لم تصل الى كامل قوامها بعد باعتباره انتهاكا لسيادة أراضي بلاده وشكل غير مرحب به من الاهتمام العالمي.

وتوجد بعثة رفيعة المستوى تابعة للامم المتحدة فى تشاد لاجراء محادثات لكن دبلوماسيين قالوا انه لا يوجد مجال لاعادة التفاوض بشأن تفويض مهمة الامم المتحدة والذي ينقضي أجله في مارس اذار. ولم يتضح على الفور كم من الوقت سيستغرق الانسحاب الذي سينهي وجود القوة في جمهورية افريقيا الوسطى المجاورة لاسباب عملية.

وقال دبلوماسي يتابع الموقف عن كثب لرويترز quot;هناك اصرار سياسي (تشادي) على الانسحاب. ليس مهما كم من الوقت يستغرق (الامر لكن) سيكون هناك انسحاب.quot; وقالت تشاد في وقت سابق من هذا الشهر انها كتبت الى الامم المتحدة طالبة منها عدم تجديد تفويضها الذي ينتهي في 15 من مارس اذار.

وفسر بعض الدبلوماسيين هذه الخطوة بأنها محاولة من جانب تشاد لاضعاف التفويض الممنوح للقوة المكلفة بحماية المدنيين وعمال الاغاثة في منطقة الصراع بشرق تشاد وشمال جمهورية افريقيا الوسطى. وقال دبلوماسي اخر طلب أيضا عدم نشر اسمه quot;هذا غير وارد (تغيير التفويض).quot; وأضاف quot;يطالب التشاديون بجدول زمني للانسحاب. لن يستغرق وقتا طويلا.quot;

وتولت الامم المتحدة مهمة حفظ السلام في تشاد من الاتحاد الاوروبي العام الماضي وتملك تفويضا بارسال حوالي 5000 جندي الى البلاد. لكن لا تزال القوة في اطار مرحلة الانتشار ولا يوجد حتى الان سوى ما يزيد قليلا عن 3000 فرد. وتتراوح التقديرات بشأن المدة التي يستغرقها الانسحاب بين ثلاثة أشهر وما يصل الى عام. وتجري بعثة من مقر الامم المتحدة في نيويورك محادثات في نجامينا مع السلطات لمناقشة ما اذا كانت الامم المتحدة ستسحب جنودها بشكل فوري او على مراحل.

وبسبب التعقيدات المتعلقة بالامداد والتموين في منطقة وسط أفريقيا المعزولة فان النتيجة المباشرة للانسحاب من تشاد ستتمثل في انتهاء وجود القوة في جمهورية أفريقيا الوسطى أيضا. وقال الدبلوماسي الاول quot;ان الامم المتحدة لا يمكنها أن تعمل في بلد لا يريدها. لكن هذا يعني أيضا الانسحاب من جمهورية افريقيا الوسطى.quot;

وتقول جماعات حقوقية ان هناك ما يقدر بحوالي 200 ألف لاجئ من اقليم دارفور السوداني في شرق تشاد يتعرضون لهجمات تشنها الميليشيات والتجنيد الاجباري في صفوف المتمردين والاغتصاب. ويجد المدنيون في جمهورية أفريقيا الوسطى انفسهم محصورين في براثن أعمال التمرد المحلية فضلا عن الصراع الاقليمي الاوسع نطاقا الذي يقول محللون ان تشاد والسودان استخدمتا فيه متمردين لدى كل منهما في خوض حرب بالوكالة.