تشاركمجموعة نسائية من الجيش الأردنيفي مكافحة الافكار المتطرفة لحركةطالبان في افغانستان.
الياس توما من براغ: بات من الملفتوجود مجموعة نسائية من الجيش الأردني في أفغانستان تتواجد ضمن القوة الأردنية العاملة هناك، وذلك ضمن الدور الأردني في مكافحة حركة طالبان وأفكارها المتطرفة ليس فقط عن طريق القوة العسكرية، وإنما أيضا عن طريق إمام وعن طريق التواصل الميداني مع الناس المحليين لتقديم صورة حقيقة عن الإسلام المعتدل.
وحسب الصحافي التشيكي، اوندرحيه سوكوب، موفد صحيفةquot;الاقتصاديةquot;إلى أفغانستان، فإنquot;ما يجري هو حرب ضد الإسلام ومن واجب كل مسلم القتال ضد القوات الأجنبية في أفغانستان هذا هو احد الشعارات الرئيسية التي تحاول حركة طالبان عبرها حشد أنصارها أما تفنيد هذا الادعاء فيحاول القيام به الجنود من الأردن الدولة الإسلامية وهم يستخدمون في ذلك الأئمة ووحدة نسائية خاصةquot;.
ونقلت الصحيفة التشيكية عن قائدالقوة الأردنية في أفغانستان العقيد عارف الزبن قوله: quot;هدفنا هو أن نثبت للأفغانيين بأن مهمة قوات التحالف هي المساعدة وأعمار البلاد وتوقيف القتال وليس القتال ضد الإسلام فالأسرة الملكية هي من الهاشميين وهؤلاء هم الأحفاد المباشرين للرسول محمد فكيف لنا أن نكون ضد الإسلامquot;.
الوحدة النسائية
وذكرت الصحيفة التشيكية أن الأردنيين يعتبرون أنفسهم نموذجًا للدولة الإسلامية الحديثة التي تربط بين الإخلاص في الدين، وبين التقدم الاقتصادي والتسامح تجاه الديانات الأخرى، ولذلك يقول العقيد الأردني quot;إننا نحاول أن نشرح ما لذي يعنيه الإسلام المعتدل وأن طالبان وغيرها من الحركات المتطرفة تكذبquot; وهو يقوم بذلك بمساعدة وحدة نسائية مع أن ذلك يعتبر أمرا نادرا بالنسبة للأوضاع الأفغانية.
ويقدم العقيد مجموعة من النساء وهن يلبسن الزي العسكري مع أغطية على الرأس قائلاً: quot;منذ عام 2005 يمكن للنساء أن يخدمن في الجيش والشرطة غير ان هذه المهمة، هي الأولى لهن خارج أراضي الأردنquot;.
ويضيف: quot;إن باستطاعتهم الوصول إلى النساء الأفغانيات اللواتي لا يتحدثن مع الجنود، ودور النساء هنا كبير لأنه يقع على عاتقهن فيما إذا كن سيربين متطرفين أم لاquot;.
وفي الوقت الذي تسود آراء مختلفة حول فعالية القوة النسائية، وحتى المتشككين من وحدات الائتلاف الدولي يعترفون بالنجاحات التي تحققت للعسكريات الأردنيات فان quot;المقاتل على الجبهة الدينيةquot; الأمام الشيخ عمر الصغير الحجم الأربعيني العمر يساعد حسب العديدين بشكل أكثر من الجنود الأميركيين الضخمين من الوحدات الخاصة.
ويثني العقيد الأردني على الإمام الذي درس في المملكة العربية السعودية، والذي ليس له منافسين كثيرا بين الأئمة المحليين الذين درسوا في باكستان، حيث يقول: quot;إن الإمام يرافقنا في المشاركة في الاجتماعات مع الناس المسنين، ويبدأ النقاش بآيات من القران الكريم الأمر الذي يثمنه الناس المحليون هناquot;.
ويضيف أن عناصر طالبان لا يتصرفون أبدا وفق القرآن أو الشريعة ونحن نقوم بإيضاح ذلك للأفغانيين. ويمتلك الشيخ عمر برنامجا خاص به يبث مرة واحدة في الأسبوع من الإذاعة المحلية أما في شهر رمضان فيتم بثه يومياً، ووفق عدد الهواتف التي يتم تلقيها فان مستمعيه من الأفغان العاديين كثر.
quot;لقد قام عناصر من طالبان قبل عدة اشهر برمي رجل وامرأة بالحجارة بذريعة الزنى، غير ان هذا الأمر ليس شرعياً، وإنما جريمة، فالشريعة تقول بوضوح بأنه يتوجب أن يشهد على وقوع الزني شخصان، وليس الاستناد إلى إشاعات. ان ما قاموا به ليس له علاقة بالشريعة والإسلام وهدفه تخويف الناسquot; هذا ما يقوله بغضب العقيد.
وتقول الصحيفة إن الاردنيين يحالون كسب الناس المحليين إلى جانبهم وقد دعوا العام الماضي خلال شهر رمضان لزيارة عمان 43 شخصا من إقليم لوغار. ويقول العقيد الأردني بأنه حضر إلى الأردن حاكم الإقليم وسياسيين محليين وعناصر شرطة و17 شخص من القرويين المسنين.
لقد حاول المضيفون أن يظهروا لهم كيف يبدو الخيار الأردني للإسلام المعتدل، وقد استقبلهم الملك عبد الله الثاني وبناء على تدخله الشخصي حصلوا على تأشيرة دخول إلى السعودية للمشاركة في الحج في مكة.
ويتذكر المسؤول التشيكي عن الجزء المدني من فريق الأعمار ماتياش زرنو ما جرى بالقول إن هذه الزيارة كانت ناجحة فبعد عودتهم اجتمعوا بالناس في خيمات كبيرة وتحدثوا لهم كيف تبدو الأوضاع في الدول الإسلامية الأخرى، وقد تم التحدث عن ذلك بين الناس لعدة اشهر.
إن الخطط الأردنية تمتد لأبعد من ذلك، فالعقيد الأردني الذي يبدو اقرب إلى المنظر منه إلى العسكري المحنك يقول إننا نريد أن نفتح في أفغانستان مركزا لصوت الإسلام المعتدل، وهي حركة تأسست في الأردن في عام 2005، وتضع من بين أهدافها الكفاح ضد المتطرفين ونريد أن ننظم ندوات ودورات تعلم حول التسامح والاحترام.
وردا على سؤال حول احتمالات النجاح في تنفيذ هذه الإستراتيجية قال إن الوقت هو الذي سيبين ذلك، غير أنني اعتقد بان الناس سيدركون قريباً بان السلام هو أفضل بكثير من القتل المتبادل، والذي ليس له علاقة بالإسلام quot;.