وصفه عثمان العمير بأنه كان رجل إعلام متسامح
وفاة وزير الإعلام السعودي الأسبق محمد عبده يماني

شيعيوم الثلاثاءجثمان وزير الإعلام الأسبق محمد عبده يماني وتم دفنه فيمقابر quot;المعلاةquot; في مكة.


مكة: شيع الآلاف وسط حضور ثقافي وإعلامي يوم الثلاثاء وزير الإعلام السعودي الأسبق محمد عبده يماني، الذي دفن في مقابر quot;المعلاةquot; بمدينة مكة بعد الصلاة على الجثمان بالمسجد الحرام الذي يشهد توافد الملايين من حجاجه.

وشهدت الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء وعدد من المواقع الإلكترونية كلمات الرثاء التي عبرت عن حزنها لفقدان الأديب والإعلامي الأسبق محمد يماني، مجمعين على انه كان أحد الرموز في الأعمال الخيرية والأدبية والإنسانية.

حيث وصف وزير الثقافة والإعلام السعودي الحالي عبدالعزيز خوجة محمد يماني أنه quot;رمز من رموز العمل في الخدمة الإنسانيquot; مؤكدا تأثر الجميع بوفاته قائلا quot;إننا متأثرون بوفاته ورحيله عنا فقد كان خير جليس وخير موجّه ولم يبخل بخير عمله وعلمه لتقديم الخير للجميعquot; .

مضيفا quot;أن يماني من الباحثين والكتّاب الإسلاميين الذين لهم إسهامات فكرية جليلة فقد سخّر قلمه في الذود عن قضايا الدين الإسلامي وعن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو محب للرسول وفي مؤلفاته الخالدة يجسّد هذا المنجز الفكري والعلمي الكبيرquot; .

وقال عضو هيئة كبار العلماء السعودية الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان بأن الراحل يمثّل quot;الرجولة بحق والشجاعة في معناها الأصيل، في أي موطن كان وفي أي دائرة يعيش فيها يتكلم في الحق quot;.

وأجمع عدد من رؤساء تحرير الصحف السعودية في نعيهم للوزير الأسبق بأنه رمز من رموز الدولة وأن خسارته خسارة كبيرة للدولة. وقال رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري quot;أن خروج يماني عن مسؤوليته الإعلامية لم تجعله يختفي بل زاد نشاطه الإعلامي والثقافي quot;، مؤكدا على موضوعية يماني الذي يتسم بقبول الأخذ والرد مع الآخرين بشيء من موضوعية التداول وتبادل الآراء.

وعن مقالاته التي كان ينشرها في جريدة المدينة قال رئيس تحرير جريدة المدينة فهد عقران quot;كان رحمه الله مهتماً بالشأن المحلي والاجتماعي، وكان حريصاً على متابعة كل ما يدور في الساحة الاجتماعية، وأن يبدي حولها بعض الآراء والأفكار عبر مقالات ينشرها في جميع الصحف.

وكان الوزير الأسبق يماني توفي في أحد مستشفيات مدينة جدة مساء الإثنين الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر عن عمر يناهز السبعين عاما. بعد تعرضه مساء الأحد السابع من تشرين الثاني لجلطة قلبية في مجلس أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل نقل على إثرها إلى المستشفى، الذي بقي فيه في غيبوبة حتى وفاته.

ويعد الراحل محمد عبده يماني أبرز وزراء الإعلام السعوديين، حيث تولى وزارة الإعلام في عهد الملك خالد لأكثر من ثمانية أعوام؛ خلال الفترة من 1976 حتى العام 1983. ويعتبر كذلك أحد الرموز الثقافية بالسعودية وله العديد من المؤلفات الفكرية والإعلامية المتخصصة، باللغتين الإنجليزية والعربية.

وسبق لمحمد عبده يماني الحصول على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، الذي يعد من أعلى الأوسمة والمنح الملكية التي تمنحها الحكومة السعودية لصاحب الإنجاز والعطاء. إضافة إلى احتفاء وتكريم العديد من الدول به وحصوله على الأوسمة العليا أبرزها وسام quot;الكوماندوزquot; من الجمهورية الموريتانية، وكذلك وسام الكوكب الأردني من الملك حسين بن طلال، ووسام الاستحقاق الفرنسي من الجمهورية الفرنسية.

إضافة إلى أن الراحل كان من أحد رموز التعليم الأكاديمي في السعودية، حيث كان مديرا لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة قبل وزراة الإعلام. وعرف كذلك عن الراحل يماني حبه لوطنه ومدينته مكة المكرمة، التي ساهم فيها بالعديد من التبرعات الخيرية لأهلها ولمشاريعها التنموية.

نبذة عن حياة الراحل:

ولد الوزير الاسبق حمد عبده يماني في مكة (1359 هـ / 1940). وكان وكيل وزارة المعارف للشؤون الفنية عام 1392هـ.، كما كان وكيلاً لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة من 4-8-1392هـ إلى 28-7- 1393هـ..

كما استلم منصبمدير لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة 28- 7-1393هـ إلى 20-9- 1395هـ.، وكان وزيراً للإعلام خلال الفترة 20-9-1395هـ إلى 11-7-1403هـ..

وكان الراحل نائباً لرئيس مجموعة دلة البركة، واستلم منصب رئيس مجلس إدارة اثنتي عشرة مؤسسة وشركة تُعنى بمجالات الثقافة والنشر والصحة والعلوم والتعليم والتنمية والاستثمار، بعضها محلية وأكثرها عربية وعالمية. كما كان عضوا في مجالس إدارات عشر مؤسسات عربية وبنكية وأدبية وخيرية، وعضوا مؤسسا لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة.