نيويورك: تواجه المحكمة الجنائية الدولية هذا الاسبوع اختبار قوة جديدا مع عزم الرئيس السوداني عمر البشير الصادرة بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب الخروج من بلاده رغم ذلك والتوجه الى زامبيا.
والبشير الصادرة بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في نزاع دارفور، مدعو الاربعاء الى المشاركة في قمة في زامبيا وفي مهرجان في السنغال نهاية الشهر .

واكد المدعي العام للمحكمة لويس مورينو اوكامبو ان الرئيس السوداني محاصر. وينص القانون الداخلي للمحكمة الجنائية الدولية على انه يجب على كل دولة عضو ان تعتقله اذا حل في اراضيها.
لكن البشير الذي يقول انه يحظى بدعم الاتحاد الافريقي زار هذه السنة كينيا وتشاد الدولتين العضو في المحكمة الجنائية الدولية واللتين رفضتا اعتقاله.

وقال سفير السودان في الامم المتحدة دفا علا الحاج علي عثمان ان quot;الرئيس البشير سيواصل السفر ولن يستطيع احد الحد من تنقلاتهquot;.
لكن بعد شكاوى المحكمة الجنائية الدولية والضغوط الدولية اغلقت بعض الابواب الدبلوماسية.

وقد حذرت جنوب افريقيا واوغندا من انهما ستعتقلان الرئيس السوداني اذا حل في اراضيهما.
ونقلت قمة تعقدها دول من شرق افريقيا كان مقررا ان تعقد في تشرين الاول/اكتوبر من كينيا الى اثيوبيا الدولة التي ليست عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وذلك كي يتمكن البشير من المشاركة فيها.

وقاطع السودان قمة الاتحادين الافريقي والاوروبي التي عقدت في تشرين الثاني/نوفمبر في ليبيا بعد تهديدات اوروبية بعدم المشاركة اذا حضر الرئيس السوداني بينما الغيت زيارة كان مقررا ان يقوم بها البشير الى افريقيا الوسطى الشهر الجاري.
ولخص اوكامبو خلال اجتماع الدول الاعضاء في المحكمة الجنئاية الدولية في نيويورك بالقول quot;انه ليس قيد الاقامة الجبرية في منزله لكنه قيد الاقامة الجبرية في بلادهquot; مضيفا quot;عندما يغادر بلاده يرافقه نصف سلاح الجو لانه يعرف انه قد يعتقلquot;.

واضاف اوكامبو الذي يعتبر ان عملية الابادة في دارفور متواصلة ان quot;البشير سيعتقلquot;. لكن ولاية المدعي ستنتهي سنة 2012 وهو ليس متاكد انه سيشهد اعتقال البشير قبل نهايتها.
ويرى دبلوماسيون ان القاضي طلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق حول معلومات تفيد عن مشاركة البشير الاربعاء المقبل في اجتماع قادة دول البحيرات الكبرى في لوساكا عاصمة زامبيا.

وقال دبلوماسي من احدى الدول الاعضاء في مجلس الامن ان quot;زامبيا دعته لكنها لم تقل بوضوح ما ستفعله اذا حضر فعلا. سيكون اختبار للموقف الجديد ضد البشيرquot;.
وانتقدت جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان الحكومة الزامبية لهذه الدعوة.

وزامبيا عضو في المحكمة الجنائية الدولية على غرار السنغال حيث اعربت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان معارضتها استدعاء حكومتها البشير للمشاركة في مهرجان فني.
واكد ريتشارد ديكر من منظمة هيومن رايتس ووتش ان البشير quot;سجين في قصرهquot; نظرا للدعوات الملغاة.

وقال quot;لن تعتقله المحكمة الجنائية الدولية قريبا ولن يمثل امامها قريبا لكنني لا اظن ان الرئيس السوداني كان يتوقع مثل هذه العزلةquot;.
واضاف ديكر quot;لا بد ان يتحول الى منبوذ الاسرة الدولية وكذلك الدول الافريقية بشكل اضافي، كي يعرف الجميع ما يشكله من عبء على الشعب السودانيquot;.