الرياض: قال أحد مؤسسي عريضة الاحتجاج الشعبية السعودية الموجهة للسفير الأميركي في الرياض إن العريضة تمثل مبادرة شعبية وعفوية ضد ما أسماه التمييز على أساس الهوية الوطنية.

وقال العضو الذي رفض ذكر اسمه لـ quot;إيلافquot; معللاً ذلك بأن الحملة أريد لها أن تكون شعبية محضة ودون قيادات قد تظهرها وفق توجهات تفهم على غير وجهها quot;إن القرار الأميركي يبدو أنه اتخذ لإرضاء قوى متطرفة في الداخل الأميركيquot;.

وكانت الأوساط السعودية قد تداولت عريضة تداولها سعوديون وأرسلوها من خلال قوائمهم البريدية الإلكترونية إلى السفارة الأميركية في الرياض تضمنت الكثير من الاعتراضات على القرار الأميركي المطبق على 14 دولة حول العالم ومنها السعودية. وحوت العريضة عبارات الأسف في بدايتها ثم تطرقت للمعاملة التي أسمتها quot;مهينة ومذلة في تفتيش الركاب السعوديينquot;.

واتخذت الولايات المتحدة الأميركية إجراءات أمنية صارمة ضد المسافرين السعوديين حيث ينص القرار على تفتيش أماكن حساسة من أجساد المسافرين إضافة إلى أجهزة تصور الجسد عاريًا يمر عليه المسافرون قبل صعود الطائرة، فيما تتمثل الإجراءات الأخرى في منع الركاب من دخول دورات المياه قبل وصول الطائرة بساعة على الأقل، وترفع عن المسافرين الأغطية قبل وصول الرحلة بساعة أيضًا.

ويرى بعضهم أن ربط هذه الإجراءات بما فعله النيجيري عمر فاروق الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة متجهة من أمستردام الهولندية إلى ديترويت الأميركية، أو الربط بما فعله السعودي حسن طالع الذي قضى بتفجير نفسه عند محاولته تفجير مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بعد أن زرع مادة متفجرة في أحشائه، هو أمر فيه مبالغة على اعتبار أن أجهزة الكشف المتقدمة بإمكانها تعقب وكشف المتفجرات والأسلحة الخفيفة حتى وإن كانت مزروعة في داخل الجسد.

وكانت quot;إيلافquot; قد اتصلت بالسفارة الأميركية في الرياض لمعرفة وجهة نظرها حول العريضة إلا أن متحدثة قالت إن لا تعليق رسمي حتى الآن. وبالعودة للعريضة فإن شريحة كبيرة من المثقفين تتعرض جهودهم للتقويض بسبب القرار، وحض مصدرو الخطاب على مراجعة القرار تعميقًا للسلام ونبذ الكراهية والعنصرية.

وفي حين لم ينفِ السعوديون حق الدول في اتخاذ تدابيرها الأمنية اللازمة إلا أنهم استدركوا على ذلك من خلال البيان quot;نحن نرى بأنه يتعين على من أراد اتخاذ تدابير سلامة عامة أن تكون معتدلة في تعاملها مع إنسانية الآخرين وكرامة الأبرياء لا أن تكون تدابير تكرّس التفرقة وتنمي فكر الكراهية المقيت الذي أضحى يهدد كافة الشعوب المحبة للسلام؛ من أميركيين وسعوديين وغيرهم على حدٍ سواءquot;.

وعلى المستوى الرسمي كان التحرك الأول من السفارة السعودية في واشنطن والخارجية السعودية اللتان أعلنتا عن متابعة الموضوع على أعلى المستويات مع نظرائهم الأميركيين. وكان الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأميركية محمد العيسى ذكر قبل نحو أسبوع أن لا شكاوى من الطلبة السعوديين حتى الآن في تصريح له على وكالة الأنباء السعودية. وقال العيسى إن عدد السعوديين المبتعثين للدراسة بلغ عددهم أكثر من 23 ألفًا وهو رقم مرشح للوصل إلى 30 ألفًا في الفترة القليلة المقبلة.