تتجه السعودية رسميًا لمنح العاطلين عن العمل فيها quot;إعانات ماديةquot; بعدما وافق مجلس الشورى بالقيام بدراسة حول ذلك وإعطاء رؤيته حول هذه المسألة، وقد جاء ذلك بعدما صوّت المجلس يوم الأحد بالموافقة على إعداد هذه الدراسة. وتبلورت الفكرة بعد تقدم أحد أعضاء المجلس وهو المهندس سالم المري بمقترح يتضمن منح العاطلين إعانات مادية وليست مكافآت على حد قوله لـquot;إيلافquot;، طرحها المجلس للتصويت.

تجري العادة في المجلس بأن يطرح أي مقترح للتصويت عليه من قبل الأعضاء وذلك بسؤالهم حول إن كان المقترح ملائمًا للدراسة أو غير ملائم، وأظهرت نتائج التصويت موافقة 105 أعضاء على إعداد الدراسة مقابل 23 عضوًا رفضوا ذلك، بحسب المري.

وأضاف المري: quot;بعد هذه النتائج أوكل المجلس لجنة الموارد البشرية بعمل دراسة شاملة تطرح نتائجها وتوصياتها للتصويت في حال انتهائهاquot;، واختتم حديثه مع quot;إيلافquot; قائلاً إن quot;هناك ضغوطًا على اللجنة في انهائها في فترة قصيرةquot;.

وتعد quot;الإعانات الماديةquot; التي تقدم من قبل الحكومة تحت مسؤولية وزارة الشؤون الإجتماعية ممثلة في وكالة الضمان الإجتماعي التي تردها الأموال من قبل مصلحة الزكاة العامة التي تصرفها بدورها على المحتاجين والفقراء.

يذكر أن أحد أعضاء المجلس تحدث مع quot;إيلافquot; في وقت سابق مبديًا رفضه لهذا المقترح، وأكد الدكتور زين العابدين بري أن هذا الاقتراح يعمق المشكلة ويكلف ميزانية الدولة 500 مليون ريال شهريًا قد تصل إلى 6 مليارات ريال سنويًا، لافتًا إلى أن عدد العاطلين السعوديين عن العمل يصل إلى نصف مليون.

وأوضح أن المشكلة ليست في عدد العاطلين عن العمل وإنما تكمن في هل هناك عمل أم لا، مضيفا أن البطالة في السعودية ليست إجبارية مثل دول أخرى لا يجد مواطنوها فرص عمل فيسافروا بحثًا عنها، وأضاف quot;السوق السعودية فيها فرص عمل كبيرة وفيها 7 ملايين شخص من العمالة الأجنبية يعملون في كافة القطاعات والمجالات والتخصصات وبالتالي لا يمكن لأحد أن يدعي عدم وجود فرص عملquot;.

ولفت إلى أن البطالة في السعودية اختيارية وليست إجبارية وأنه يجب معالجتها بوسائل أخرى، أما صرف إعانات للعاطلين فليس حلا، قائلاً إن البطالة الإجبارية هي التي يصرف لها رواتب في الدول الأخرى التي تعاني من الكساد ولا توجد بها فرص عمل، فهنا تكون الإعانة ولفترة محدودة، لكن بالنسبة إلى الاقتصاد السعودي فهو منتعش والوضع يختلف وسيكون الاقتراح كما يؤكد محل نقاش كبير من قبل 150 عضوًا سيستمعون إلى مقدم الاقتراح وستكون لهم وجهات نظر متباينة، وفق قوله.

وواصل بري أنه وبقية أعضاء مجلس الشورى لم يعرفوا بهذا الاقتراح وموعد مناقشته إلا يوم الثلاثاء الماضي عند الإعلان عن جدول أعمال الأسبوع التالي، وأضاف quot;لا أخفيك سرًا إذا قلت إن مثل هذا الاقتراح قدم منذ عام وأنا عارضته وكنت سببا في إيقاف مناقشته في مجلس الشورى لأنه سيعمق مشكلة البطالة في المجتمع السعودي، فإذا منحنا العاطل عن العمل اختياريًا ألف ريال شهريًا فلن يبحث عن عمل وسيجلس بها في قهوةquot; .

وختم عضو مجلس الشورى السعودي زين العابدين بري حديثه مع إيلافquot; بتوضيح أن البطالة تحتاج إلى حلول جذرية ويجب على المواطن السعودي أن يقدر فرص العمل ولا يدعي أنه سيد، فهناك 7 ملايين أجنبي في السعودية منهم على سبيل المثال 50% أو على أقل تقدير 3 ملايين عامل في مهن سائق وعمالة وخدم وكلها مهن لن يعمل بها السعوديون، ولكن في المقابل هناك أكثر من 3.5 مليون وظيفة في كافة التخصصات الأخرى من الهندسة والطب والديكور والبناء وغيرها، ويتساءل quot;هناك ثلاثة تصنيفات للعمل فهل كلها لا يقبل بها السعودي؟quot; قبل ان يجيب quot;بالطبع هذا أمر غير معقول ولكن هناك من لا يمتلك حب العمل وثقافة العمل ونشأ في بيئة على أنه سيدquot;.