أجرت مجلة quot;فورن بوليسيquot; تحقيقًا تحدثت فيه عن الشباب الإيرانيين المعارضين للنظام الثيوقراطي الحاكم مشيرة إلى أن بعضهم يجد متنفسًا له في دبي، في حين يطمح الآخرون بتعاون بين العلمانيين المعتدلين والمتدينين لتحديث نظام الحكم.

لندن، وكالات: ظلت دبي ولفترة قصيرة مركزًا ماليًّا بارزًا ونقطة استقطاب سياحية للأوروبيين الباحثين عن الشمس، لكن اليوم بدأت ظاهرة قدوم أعداد كبيرة من الإيرانيين إلى دبي بشكل لم يسبق له مثيل، إذ يقدر عددهم بـ 400 الف شخص وهم بذلك يشكلون ثلث عدد السكان البالغ 1.3 مليون نسمة.

ففي دبي يعمل الإيرانيون في كل مكان: في قطاعات الخدمات المالية والبناء والنقل والسياحة ويصل عدد الرحلات الجوية بين طهران ودبي إلى ما يقارب ال200 رحلة أسبوعيًا. فحسب القنصلية الإيرانية في دبي هناك ما يقارب المليون إيراني يمرون عبر دبي كل سنة.

فالشباب يأتون إلى دبي لترك شعورهم يتطور من دون مضايقات إذ تصل نسبة الإيرانيين تحت سن الثلاثين حوالى 60% من عدد السكان لذلك فليس مستغربا أن تمنح دبي نوعا من التغيير للحياة التي اصبحت أكثر فأكثر موضوعا للقمع في إيران. ونقلا عن مراسل مجلة quot;فورن بوليسيquot; فإن الكثير من الإيرانيين المقيمين في دبي (وهم يمثلون بشكل عام شرائح من الطبقة المتوسطة المتعلمة) يرون أن إيران تحكم حاليًّا على يد أناس حمقى.

أعلن مسؤول قضائي انه سيتم إعدام تسعة معارضين ادينوا بالسعي لقلب النظام الاسلامي

من جانب آخر، ترى فتاة من طهران أن جدتها الشديدة التدين تخاف على نهاية النظام فمع الفساد والعنف اللذين أصبحا ملمحًا أساسيًّا له فإنها ترى أن اي نظام يأتي بعد النظام القائم حاليا سيكون اسوأ. وتبقى هناك أجزاء من إيران متمسكة بالتقاليد والدين وذات طابع محافظ. لكن كم هي قوية هذه الشرائح اليوم؟ وكيف سيكون رد فعلهم تجاه أي محاولة لتحويل النظام الثيوقراطي (حكم رجال الدين) إلى ديمقراطي شبيه بانظمة الغرب الديمقراطية؟

لكن كاتب المقال يجد أن الإيرانيين الذين التقى بهم في دبير والذين يتميزون بامتلاكهم لمستوى عال من التعليم والحرفية يعيشون في مراكز مدينية داخل إيران وهم يعبرون عن مخاوفهم من وقوع ثورة دموية أخرى أو قدوم مرحلة ما بعد حكم المعممين والتي قد تقود إلى حرب أهلية. ومثلما قال رجل أعمال فإن رفض النظام لا يعني للأكثرية من المعارضين له أنهم يريدون إيران أن تصبح لبنان آخر. وهم يرون أن من الضروري أن يكون هناك تعاون ما بين العلمانيين المعتدلين مع المتدينين وهذا أمر ضروري حالما يصل النظام الحالي إلى استهلاك كل ما لديه من طاقة.

وفي طهران دعا القيادي في المعارضة الإيرانية مهدي كروبي الاسبوع الفائت انصاره الى المشاركة بشكل سلمي في التظاهرات التي ستقام في الحادي عشر من شباط/فبراير الحالي في الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية في إيران.

وقال الرئيس السابق لمجلس الشورى في إيران في بيان نشر على موقعه على شبكة الانترنت quot;لنشارك جميعًا في احتفالات ذكرى الثورة بشكل هادئ وحازم ومن دون عنف كلامي وجسديquot;. ودعا كروبي انصاره الى التنبه من quot;اعداء حركتكم السلميةquot; الذين قد يعمدون الى استفزازكم.

وكان مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني اكد ان السلطات لن تتهاون مع اي تظاهرة للمعارضة على هامش الاحتفالات التي ستقام في الحادي عشر من الشهر الحالي. ودعا كروبي اخيرا الإيرانيين الى quot;عدم الابتعاد عن مطالبهم العادلة والمشروعةquot; والمتمثلة بانتخابات حرة واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واصلاح النظام واحترام حقوق المواطنين.

من جانبه اعتبر احد ابرز قادة المعارضة في إيران مير حسين موسوي في وقت سابق ان quot;جذور الديكتاتوريةquot; التي تعود الى حقبة الشاه لا تزال موجودة في إيران. وقال رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي في كلمة مطولة شديدة اللهجة نشرت على موقعه الالكتروني ان quot;جذور الظلم والدكتاتورية ما زالت موجودةquot; في إيران.

واضاف موسوي انه يمكن quot;اليوم في إيران رصد الاسس والعناصر التي تنبثق منها الديكتاتورية، وكذلك مقاومة عودة الديكتاتوريةquot;، في اشارة الى التظاهرات التي نظمت بعيد اعادة انتخاب الرئيس الإيراني في حزيران/يونيو.

وفي اطار قمع التظاهرات اعلن مسؤول قضائي كبير انه سيتم اعدام قريبا تسعة معارضين quot;معادين للثورةquot; ادينوا بالسعي لقلب النظام الاسلامي بعد اعدام معارضين شنقا الاسبوع الماضي.

وقال موسوي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية ان quot;كم افواه الاعلام، وملء السجون، والعنف في قتل الناس الذين يطالبون سلميًّا في الشارع باحترام حقوقهم، ادلة على ان جذور الظلم والديكتاتورية التي كانت سائدة في حقبة الشاه ما زالت موجودةquot;.

واشار موسوي الذي ترأس الحكومة الإيرانية طوال فترة الحرب مع العراق (1980-1988) لاول مرة الى فشل الثورة الاسلامية في 1979. واضاف quot;في البداية كانت غالبية المواطنين واثقة من ان الثورة ستقضي على كل البنى التي تقود الى الاستبداد والدكتاتوريةquot;. واضاف في اول اعتراف علني من نوعه quot;انا نفسي كنت من هؤلاء، لكنني اليوم لم اعد اعتقد ذلك. لا اعتقد ان الثورة حققت اهدافهاquot;.

من جانبه دعا الرئيس الإيراني السابق الاصلاحي محمد خاتمي مناصريه الى المشاركة في التظاهرات الرسمية والتي تامل المعارضة ان تتمكن خلالها من اسماع صوتها. ودافع خاتمي الذي بات احد وجوه المعارضة المناهضة للرئيس محمود احمدي نجاد عن quot;حق الشعب في الاعتراضquot;، ودان اعدام معارضين ملكيين اخيرا وفق الموقع الالكتروني لمنظمته باران.

وقال الرئيس السابق quot;هذا العام، نأمل ان يشارك الشعب، بكل مواقفه واقتناعاته المتداخلة، في احتفالات الذكرى الحادية والثلاثين للثورةquot; في 11 شباط/فبراير. واضاف ان هذه الاحتفالات quot;ليست ملكا لفئة او معسكر في المجتمعquot;، في اشارة الى تحذيرات السلطة للمعارضة من استغلال التظاهرات المقررة لاسماع صوتها. وتابع خاتمي quot;نحن ايضًا مدافعون عن الثورة، ونؤكد ان من حقنا الكلام عن مظالمنا. على الاعتراض السياسي ألا يؤدي الى ضغوط وقمع وسجن وحتى اعداماتquot;.