دشنت السلطات الاسرائيلية حملة جديدة من القمع طالت منظمات الاغاثة الدولية التي تعمل في الاراضي الفلسطنية.

القدس: بدأت الحكومة الاسرائيلية في الاونة الاخيرة اتباع سياسة ممنهجة تستهدف الحد من نشاطات وتحركات المنظمات الاغاثية الدولية والعربية والفلسطيية اضافة الى شن حملة مضايقة واعتقالات وترحيل المتضاميين الاجانب ومن بين الخطوات التي قامت بها اسرائيل وقف اعطاء التأشيرات وتصاريح الاقامة لهؤلاء الاجانب للاقامة او التنقل داخل الاراضي الفلسطينية وبخاصة الوصول الى قطاع غزة المحاصر منذ عدة سنوات كما وبدأت السلطات الاسرائيلية بتضييق الخناق على تحركات وعمل تلك المنظمات والجمعيات الدولية والعالمية ومنها منظمة الصليب الاحمر ومنظمة اليونسيف ووكالة الغوث الدولية وبخاصة ضد موظفيها ومكاتبها في مدينة القدس.

وتتهم اسرائيل تلك المنظمات وكذلك المتضاميين الاجانب بالانحياز الى جانب الشعب الفلسطيني والاشتراك في المسيرات والتظاهرات التي تقام ضد السياسة الاسرائيلية وضد اقامة الجدار العازل بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل، مما ادى الى خلق بلبلة وكذلك تراجعا في اداء وعمل هذه المنظمات الاغاثية، وبخاصة الى سكان قطاع غزة الذين يعانون من الحصار والجوع ويعتمدون منذ عدة سنوات على تقدمه المنظمات الاغاثية لهم من مواد غذائية وتموينية ومعدات طبية وملابس وادوية ومشاريع زراعية تنموية.

quot;الاجراءات الاسرائيلية مخالفة للفوانين الدوليةquot;

وفي لقاء خاص مع ايلاف قال محرم البرغوثي مدير عام اتحاد الشباب الديمقراطي وهي منظمة اغاثية متخصصة في تقديم المشاريع والبرامج التنموية الزراعية للسكان: ان الاجراءات الاسرائيلية والتهديد ضد الجهات الاجنبية التي تزور المناطق الفلسطينية تستهدف الحد من سهولة تنقلات هؤلاء داخل الاراضي الفلسطينية وكذلك تستهدف تنقلات العاملين في مكاتب المنظمات الاغاثية الدولية وبخاصة التي تتخذ من مدينة القدس مقرا لها والتي تقدم المشاريع التنموية للفسطينيين وهذا الاجراء بطبيعة الحال يعمل على عرقلة نشاط المؤسسات والعاملين بعد قرار اسرائيل باجبارهم بالحصول على اذن مسبق من السلطات الاسرائيلية مشيرا الى انه لو كان هذا الاجراء باتجاه الفصل بين الاراضي الفلسطينة واسرائيل لكنا سعداء بذلك ولكن اسرائيل تعمل على التحريض ضد تلك المؤسسات التي تقدم الدعم والعون لابناء شعبنا وتقوم بالتحقيق معهم خلال قدومهم عبر المطارات والمعابر والجسور بهدف التقليل من دورهم مثلما يحدث مع المنظمات التضامنية.

quot;تفريغ القدس من المنظمات الدوليةquot;

وحول انعكاسات ذلك على عملها والخدمات التي تقدمها المنظمات للسكان قال البرغوثي: هذه الاجراءات تعيق وصول الخدمات الاغاثية وتعيق وصول المشاريع التي لها علاقة بصمود الناس وبخاصة المزارعين على اراضيهم وخصوصا في مناطق الجدار العازل والمناطق النائية وهذا يجب فضح المسألة ويجب على الدول الاوروبية ان تدافع عن حرية منظماتها العاملة في مجال الاغاثة، سيما وان اسرائيل بعد قرار الاتحاد الاوروبي باعتبار مدينة القدس ضمن المناطق الفلسطينية عام 1967 تتمادى في محاولات عزل وتفريغ المدينة وليس فقط من المنظمات الاجنبية وانما ايضا من المنظمات المحلية، بعد اغلاق بيت المقدس ومنع القيادات المقدسية من التحرك والتنقل ومحاولة منها لمنع المؤسسات الاجنبية للخروج من القدس ايضا وهذا جزء من سياسة التفريغ وسياسة ممنهجة لعزل القدس.

مضيفا ان بعضا من المنظمات الدولية التي لها مكاتب في القدس تتعاطى مع الاوامر الاسرائيلية ومنها من يتفهم دوره باعتباره متضامنا مع الشعب الفلسطيني وهما موقفان مختلفان موقف المتعاطف مع القرارات الاسرائيلية بتوجهات اسرائيل وموقف الدول والمنظمات المتعاطفة مع القضية الفلسطينية وترفض الخروج من مدينة القدس وتثير ضجة حول الموضوع. وخلص البرغوثي الى القول: اعتقد انه قبل التكيف مع قرار اسرائيل بالمنع لا بد من التصدي لهذا القرار والتحريض ضد هذا القرار سيما وان الاتحاد الاوروبي اكد اعترافه بمدينة القدس كمنطقة محتلة واسرائيل تتمادى في معارضة القوانين الدولية, وهنا لا بد من التشجيع والضغط من اجل افشال هذا القرار الاسرائيلي لما له من تاثيرات سلبية واجتماعية وانسانية على الناس وبخاصة في قطاع غزة والذين يعتمدون اعتمادا كليا على المساعدات التي تقدمها المنظمات الاغاثية الدولية والتي تتخذ من مدينة القدس مقرا لمكاتبها.