لم يتردد مسؤول في حركة حماس من الإقرار ضمنا بأن سبب الرفض الإماراتي لأي إسهام من جانب الحركة في التحقيقات الأمنية التي تجريها إمارة دبي في مقتل القيادي العسكري محمود المبحوح، يأتي بسبب خداع الحركة لسلطات الإمارة حين أدخلت عنصرها الى دبي بجواز سفر مزور، إلا أنه أباح بمساع بدأتها دولة خليجية لتليين ما أسماه التشدد الإماراتي.

قال قيادي كبير في حركة حماس الفلسطينية طلب عدم الكشف عن إسمه لـ quot;إيلافquot; إنَّ السلطات الأمنية في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال ترفض التجاوب مع رغبة الحركة الملحة في إيفاد فريق أمني متخصص من كوادر الحركة الى دبي للإسهام مع سلطتها المحلية في تقديم أبعاد وتفاصيل جديدة حول مقتل عنصرها العسكري محمود المبحوح في أحد فنادق دبي أواخر الشهر الماضي، وإعلان السلطات الإماراتية عن قتلته، والتفاصيل المتعلقة بالجريمة، إلا أن سلطات دبي ndash; والكلام للقيادي في حماس- كانت تتجاهل تلك الدعوات رغم تقديمها عبر أقنية دبلوماسية، معتبرا أن الحركة تلقت ردا وحيدا، لكنه غير مباشر عبر دولة خليجية شقيقة، وحمل مضمونه أن الأمر يتعلق بسيادة دولة

اغتيال المبحوح يثير انتقادات واسعة للموساد

وفرة في عدد عملاء الموساد المحتملين

الإمارات العربية المتحدة، وحقها الكامل في إدارة التحقيقات في جريمة وقعت على أراضيها، حيث أكد القيادي الحمساوي أن الإمارات تملك الإحترافية الأمنية اللازمة لإدارة التحقيقات الأمنية، وسجلها ناصع البياض في هذا الإطار، قياسا على وقائع سابقة.

وفي ما يشبه الإقرار الضمني بأن الحركة قد خدعت سلطات إمارة دبي حينما أرسلت أحد كوادرها في مهمة عملية بهوية مزورة، وبوثيقة سفر مزورة، قال القيادي الفلسطيني إن هذا الخطأ نتحمل مسؤوليته بالطبع لكن غرضه المخفي لم يكن التحايل على سلطات دبي التي نكن لها كل التقدير والود، بل لأن العالم بأسره يعرف أن إسرائيل وأجهزتها الأمنية تترصد مجاهدينا لاغتيالهم في أماكن كثيرة حول العالم، ولذلك لم يكن لدى الحركة أي خيارات أخرى غير إرسال quot;الشهيد المبحوحquot; الى دبي بوثيقة لا تحمل هويته الحقيقية، لأنه كان في مهمة عاجلة جدا، ولم يكن بالإمكان أبدا التنسيق مع سلطات دبي التي تعرف أن قيادات حماس لا يمكن أن تسيء الى أمن الإمارات الغالية على قلب كل فلسطيني، إلا أن القيادي الفلسطيني تنصل من الإجابة على سؤال مباشر من إيلاف حول كنه المهمة العاجلة التي طار القتيل المبحوح بموجبها الى دبي، وعما إذا كانت تتعلق بتهريب أسلحة، أو الإتفاق على صفقة بشأنها، لكن القيادي الحمساوي أجاب: quot;لاتعليقquot;.

وبحسب القيادي في الحركة الفلسطينية فإن دولة خليجية شقيقة لا تزال تبذل مساعيها لدى دولة الإمارات العربية المتحدة لتليين ما أسماه التشدد الإماراتي في هذه المسألة، وإفهام سلطات الإمارة مكمن تغيير هوية المبحوح، ولتمكين حركة حماس من الإطلاع على ملف التحقيقات، خصوصا بعد أن ثبت حتى الآن تورط عناصر أمن فلسطينية بالتخطيط لجريمة إغتيال المبحوح، ومن المناسب جدا أن تعلن سلطات دبي هويتهم لحسم إشكالية عما إذا كانوا يتبعون حماس أم حركة فتح، فإذا ثبت أنهم يتبعون حماس فنحن على إستعداد تام لتزويد الإمارة بملفاتهم الأمنية، للكشف عن خطط لديهم مع خلايا إجرامية أخرى، أما إذا كانوا من حركة فتح فهذا سيكون تطورا خطرا يتوقف عليه مستقبل المصالحة الفلسطينية الجارية الآن، وقد يكون مقدمة لسلسلة أخرى من إستهداف كوادرنا.