أشاد مجلس الأمن بالدور الذي ساهم به المغرب في إيجاد حل للأزمة السياسية التي نشبت في دولة غينيا كوناكري.

الرباط: أشاد مجلس الأمن على لسان رئيسه الحالي، مندوب فرنسا، في اجتماعه الأخير ليوم الثلاثاء، بالدور الذي ساهم به المغرب في إيجاد حل للأزمة السياسية التي نشبت في دولة غينيا كوناكري، عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس المجلس العسكري الانتقالي النقيب، كمارا دادس، الذي أصيب بجروح في رأسه من رصاص أطلقه عليه رئيس حرسه الخاص، فيما وصف أنه محاولة انقلاب غامضة.

وكان كمارا، نقل على عجل، إثر ذلك إلى المستشفى العسكري بالرباط، في شهر ديسمبر الماضي، بتدخل من رئيس بوركينا فاسو، حيث مكث النقيب حوالي شهر، ثم عاد للاستقرار في العاصمة البوركينانية، بناء على اتفاق معه.

واعترف المندوب الفرنسي، جيرار أرو، أن المغرب تصرف بكيفية إنسانية، باستقباله للعلاج النقيب، كمارا، كما بلور بالتنسيق والتشاور مع فرنسا والولايات المتحدة، حلا سياسيا للأزمة استقر بمقتضاها كمارا فيquot;واغادوغوquot; في حين تولى نائبه الجنرال كوناتي، السلطة بالوكالة خلال فترة انتقالية مؤقتة تشارك أحزاب المعارضة الغينية في تدبيرها لمدة ستة أشهر، بواسطة حكومة وحدة وطنية، ترأسها شخصية سياسية من المعارضة، يعقب تلك الفترة تنظيم انتخابات عامة تشريعية ورئاسية.

وراجت أخبار، أثناء وجود، كمارا، في الرباط، مفادها أنه أصر على العودة إلى السلطة كما أن ضباطا من أنصاره طالبوا بذلك صراحة وأعلنوا تمسكهم بقيادته للبلاد، الأمر الذي قيل إنه أزعج السلطات المغربية فعبرت عن الرغبة في مغادرته البلاد والتخلص من ضيف محرج، فيما مال نائبه وهو برتبة جنرال، إلى التعاطي الإيجابي مع المساعي الدولية المطالبة بتنحي كمارا عن السلطة، بالنظر إلى سجله الأسود فبما يخص خرقه السافر لحقوق الإنسان.

فقد أفادت تقارير مؤكدة إنه أمر بإطلاق النار على الحشود في أحد الميادين الرياضية بالعاصمة، كوناكري، خلفت عشرات القتلى، دانته على إثرها منظمات دولية وحقوقية، بينها الأمم المتحدة، كما اتخذ الاتحاد الإفريقي موقفا مماثلا، أما الولايات المتحدة وأغلب الدول الغربية فقد عارضت النظام الذي فرضه، كمارا، ورفضت التعامل معه والاعتراف به.

إلى ذلك، لم يحدد مصدر طبي موثوق درجة إصابة، كمارا، وتراوحت التكهنات بين تأكيد إصابته بعاهة مستديمة، وبين القول إن الإصابة بسيطة وأنه استعاد قدراته على الحركة والكلام بكيفية طبيعية. ويستبعد مراقبون، عودة النقيب، إلى السلطة، ولكن الخشية ما زالت قائمة من أنصاره في الجيش المعروفين quot;برجال الغابةquot; الذين قد يجربون محاولة تمرد لإعادته إلى السلطة.