يؤكد ممثل آية الله علي السيستاني أن المرجعية الدينية العليا لاتتبنى او تدعم اية قائمة مشاركة في الانتخابات

الشيخ عبد الهادي الكربلائي

أسامة مهدي من لندن : حذر ممثل للمرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني من عدم الاشتراك في الانتخابات المقبلة مؤكدا أن ذلك سيؤدي الى فوضى وعنف وعودة الانقلابات العسكرية من قبل رافضي الخيار الديمقراطي وشدد على ان بذل الاموال والهدايا والوعود لحمل الناخب على خيار معين غير جائز ومحرم شرعا ونفى انحياز المرجعية لاي قائمة انتخابية .

واضاف ممثل المرجعية الشيعية العليا خطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان بذل الاموال والهدايا والوعود لحمل الناخب على انتخاب قائمة معينة او مرشح معين محرم شرعا كما ان المال المأخوذ هو سحت وحرام . وقال ان عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة سيؤدي الى فتح الطريق امام رافضي الاسلوب الديمقراطي في انتقال السلطة وادارة شؤون البلاد ومدبري الانقلابات العسكرية . واكد ان المرجعية الدينية لا تدعم اية قائمة مشاركة في الانتخابات وقال quot;ان اي كلام خلاف ذلك هو غير صحيحquot;.

واشار الكربلائي خلال خطبة الجمعة اليوم الى ان المرجع الديني الاعلى السيستاني يحذر من عدم المشاركة في الانتخابات لان ذلك quot; سيمنح الفرصة للاخرين ممن يرفضون الاسلوب الديمقراطي في انتقال السلطة وادارة شؤون البلاد ويتخذون من العنف والاساليب غير المشروعة وسيلة لتغيير الواقع والوصول الى الحكم وفرض نهجهم على الاخرين وهذا سيؤدي الى دخول البلاد في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار بصورة دائمة . وقال انه quot;من اجل قطع الطريق امام هؤلاء وحتى لا يتمكنوا من اعادة العراق الى المربع الاول فلابد من مشاركة الجميع في الانتخابات وذلك من اجل ان نؤسس ونرسخ الاسلوب الديمقراطي في تداول السلطة ونبعد شبح العنف والانقلابات العسكرية عن البلاد واما اذا ما عزف المواطن عن المشاركة في الانتخابات فسيأتي يوم يندم فيه اشد الندم على ذلك ولكن بعد فوات الاوانquot;.

واضاف قائلا quot;ان المرجعية الدينية العليا وانطلاقا من موقعها وهو الرعاية الابوية للجميع لاتتبنى او تدعم اية قائمة مشاركة في الانتخابات وان اي كلام خلاف ذلك غير صحيح ويرجى عدم الاستماع الى ما يصدر من هنا وهناك من شائعات تذكر ان للمرجعية موقفا ظاهرا معلنا ولكن لها موقف آخر باطن يخالف هذا الموقفquot; . وشدد على quot;ان المرجعية الدينية العليا اسمى واجلُّ من ان يكون لها موقف ظاهر معلن وموقف آخر مخالف له باطن فالمرجعية لاتخشى احدا ولا تتقي من احد فان كان لها موقف فهي تعلنه ولاتتردد ابدا من بيان اعلانهquot; كما نقل عنه موقع نون الالكتروني المقرب من المرجعية من مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) .

واضاف ان المرجعية الدينية العاليا تشدد على ضرورة ان يختار الناخب القائمة الافضل والاكثر حرصا على مصالح العراق في حاضره ومستقبله واقدرها على تحقيق ما يطمح اليه الشعب من الاستقرار والتقدم لذلك لايكفي اصل المشاركة بل لابد من حسن الاختيار للقائمة وكذلك المرشح فلا يكفي اختيار قائمة هي جيدة بنظر المواطن من دون ان يختار المرشح الجيد ايضا والذي تتوفر فيه صفات الكفاءة والامانة والالتزام بثوابت الشعب العراقي .

واكد ممثل المرجعية الدينية العليا ضرورة اختيار القائد الجيد والمرشح الجيد quot;حتى ولو كان تسلسله متأخرا في القائمة الانتخابيةquot; داعيا الى ان يتحرى الناخب جيدا عن المرشحين قبل الادلاء بصوته ويختار الافضل منهم . واكد ان بذل الاموال والهدايا والوعود لحمل الناخب على انتخاب قائمة معينة او مرشح معين هو امر غير جائز شرعا ولا اخلاقا وغير مقبول من الدين والاخلاق ومحرم شرعا كما ان المال المأخوذ هو سحت وحرام اضافة الى ان جرَّ الناخب لانتخاب قائمة معينة او مرشح معين تتنافى مع كرامة الشعب العراقي والفرد العراقي .

وفي ختام الخطبة نقل الكربلائي قولا وردا من مكتب المرجعية الدينية العليا في النجف تقول quot;ان صوتك ايها المواطن العراقي وصوتك ايتها المواطنة العراقية اغلى من الدنيا ومافيها فلا تبيعوا الشيء الغالي والنفيس بثمن بخسquot; .