Photo

الموصل: نظم ما لا يقل عن ألف شخص من الاقلية المسيحية في العراق كان كثيرون منهم يحملون أغصان الزيتون مسيرة احتجاجية بالقرب من مدينة الموصل المضطربة يوم الاحد لمطالبة الحكومة العراقية باتخاذ اجراء حاسم بعد سلسلة من حوادث القتل.

وقتل ثمانية مسيحيين على الاقل خلال الاسبوعين الماضيين في المدينة الشمالية المضطربة التي تبعد 390 كيلومترا الى الشمال من بغداد وهو ما دفع البابا بنديكت الى توجيه نداء يوم الاحد لتوفير حماية أفضل للمسيحيين في العراق.

وكان اثنان من الذين تعرضوا للهجوم في عداد المفقودين ثم عثر لاحقا على جثتيهما في الشارع وبهما اصابات ناجمة عن أعيرة نارية. وقتل اخرون بالرصاص في الشارع بالقرب من منازلهم أو في أماكن عملهم.

وقال تقرير صادر عن الامم المتحدة يوم الاحد ان حوالي 683 أسرة مسيحية تتألف من 4098 شخصا هربوا من الموصل فيما بين 20 و27 فبراير شباط اثر الهجمات.

وتأتي جرائم القتل قبل اسابيع من الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من مارس اذار والتي قد تساهم في تأكيد النهاية لسبع سنوات من الحرب أو أن تلقي بالبلاد التي لا تزال منقسمة في دائرة جديدة من العنف.

وقال البابا في عظته الاسبوعية من مدينة الفاتيكان quot;أناشد السلطات المدنية لاكمال كل جهد ممكن لتوفير الامن مرة أخرى للسكان وبصفة خاصة للاقليات الدينية الاكثر عرضة للاذى.quot;

وقاد قساوسة في ملابس دينية الاحتجاجات في بلدة الحمدانية التي تقطنها أغلبية مسيحية وتبعد 40 كيلومترا شرقي الموصل.

وكتب على أحد اللافتات أن دم الابرياء يصرخ مطالبا بوقف الارهاب والعنف.

واستهدف مسلحون اسلاميون من السنة مثل تنظيم القاعدة طويلا المسيحيين واليزيديين والشاباكس وأقليات عراقية أخرى بالاضافة الى الغالبية الشيعية التي يعتبرهم السنة زنادقة.

ويقدر عدد المسيحيين في العراق بنحو 750 ألف شخص وهي أقلية صغيرة في بلد يبلغ تعداده 28 مليون نسمة.
وتعهدت القاعدة باستخدام وسائل عسكرية لافساد الانتخابات العامة التي ستجرى في الشهر القادم والتي يعتبرونها مهزلة لضمان هيمنة الشيعة على السنة.

ويعد استهداف المسيحيين وسيلة فعالة لتسليط الضوء على ضعف قوات الامن العراقية بالنظر الى الاهتمام الذي توليه وسائل الاعلام للهجمات ضد المسيحيين.

ومما يجعل الحياة صعبة على نحو خاص بالنسبة للاقليات في شمال العراق الوضع المضطرب لهم بين المجتمعات العربية والكردية الاكبر في المنطقة والتي تتنازع على الارض والنفط.

وتسبب النزاع في حدوث فراغ أمني في بعض المناطق وهو ما استغلته القاعدة رغم أن نفوذها تراجع في أماكن أخرى بالعراق.

وقال أحد المتظاهرين المسيحيين ويدعى سيد سعد قنيوس quot;نلقي باللوم على الحكومتين الفيدرالية والمحلية وقائد عمليات الامن في (محافظة) نينوى في مقتل أبنائنا المسيحيين الاربعةquot;.