العراق يتطلع للتغيير |
استعد مكتب المفوضية العليا في القاهرة جيدا للانتخابات العراقية المزمع ان تقام على مدار ثلاثة ايام 5 و6 و7 آذار/مارس تنتهي بالتزامن مع إغلاق مراكز الاقتراع فى العراق. وكشف مصدر قريب من المكتب لـquot;إيلافquot; انه تم الانتهاء من كافة الترتيبات لإنجاح العملية وتسهيل الأمور أمام الجالية العراقية للإدلاء بأصواتهم بكل حرية وشفافية.
القاهرة: قال المصدر انه تم الانتهاء من تخصيص أماكن المكاتب والمراكز الانتخابية الـ 6 المقرر ان تستقبل الجالية العراقية في محافظات القاهرة و الجيزة و6 أكتوبر و الإسكندرية والمنصورة، تتوزع على 44 محطة يدلي فيها أبناء الجالية العراقية بأصواتهم، مؤكدا انه تم تعيين ممثلي الكيانات والائتلافات المشاركة والمراقبين لعمليات التصويت، وتسمية جميع الكوادر في المكتب بكافة شعبه اللوجستية والتدريب والمالية والإعلام و الأمن والخبراء والمعاونين والسكرتارية والقانونيين.
وعلمت quot;إيلافquot; انه تم اعتماد سبعة كيانات سياسية لدى مكتب الانتخابات منها حزب الدعوة الإسلامي، وانه تم اختيار مدراء تراهم الجالية العراقية غير محايدين منهم يتبع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية لعمار الحكيم وجماعة إياد علاوي و جماعة التوافق، ما بعث بشكوك لدى الجالية العراقية حول إمكانية تزوير نتائج الانتخابات وخاصة بعد ان تردد عن تنظيم ممثل احد الكيانات لاجتماعات مع كيانات وأحزاب أخرى ما يعد مخالفة لتعليمات المفوضية التي تمنع عقد مثل هذه اللقاءات.
وشهدت القاهرة زيارات من قبل العديد من المشاركين في الانتخابات. وقد التقى طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، الجالية العراقية في احد الفنادق المطلة على نيل القاهرة. وأعرب عراقيون عن استقبالهم لرسائل quot;اس ام اسquot; و مكالمات هاتفية من قبل ممثلي الكيانات تطلب منهم الإدلاء بأصواتهم لمرشحين بعينهم وتوزيع مبالغ نقدية على العوائل بمقدار 100 دولار.
وكشفت مصادر quot;لإيلافquot; عن نشاط مكثف تقوم به شخصيات مصرية معروفة بولائها لإيران وتأييده لمخططاتها التوسعية في المنطقة، قائلة : quot;مراكز دراسات وشخصيات شيعية قامت بعقد ندوات ومؤتمرات لأبناء الجالية العراقية لدعم الأحزاب والكتل الشيعية الصفوية التابعة الى المخابرات الإيرانية و الحرس الثوري الايرانيquot;.
الغريري: النتائج محسومة مسبقا
وأعرب عراقيون استطلعت quot;إيلافquot; آراءهم حول العملية الانتخابية وإمكانية المشاركة فيها عن شكوكهم في حدوث تغيير، مشيرين الى ان نتائج الانتخابات معروفة مسبقا، ولا يمكن ان تكون هناك عملية سياسية في ظل وجود quot;احتلال صهيوني - أميركي و احتلال إيراني فارسيquot;، على حد قولهم.
اسعد الغريري |
quot; عملية المشاركة من عدمها واحدة لان النتائج معروفة مسبقا ومحسومة من قبل المحتل الاميركي والمحتل الإيراني الفعليquot;، لم يجد الشاعر العراقي البارز اسعد الغريري ردا أفضل من ذلك حول إذا ما كان سيتوجه الى مراكز الاقتراع في القاهرة للإدلاء بصوته. وأصر الشاعر الذي قدم أعماله الغنائية لمعظم المطربين العراقيين، من بينهم كاظم الساهر الذي كتب له أكثر من 18 أغنية، من بينها أول أغنية قدمها كاظم الساهر وهي أغنية quot;شجرة الزيتون quot; انه يتحدث quot;كشاهد عيان لما يشاهده على شاشات التلفزيون ويسمعه، وليس شاعرا او روائيا quot;.
انطباع اسعد الغريري عنquot; تزويرquot; الانتخابات يشاركه فيه كثيرون من أبناء الجالية العراقية في مصر، والتي يتباين عددها الفعلي بحسب تقديرات مختلفة، إذ تقدر إحصاءات الجامعة العربية عددهم بحوالى 30 ألفا، والمفوضية السامية للاجئين بحوالى 8.5 آلاف، بينما الحكومة المصرية تقول انهم حوالى 65 ألف يتوزعون في مناطق مختلفة بالجمهورية بين القاهرة والجيزة والإسكندرية و6 أكتوبر والمنصورة.
إلا أن ذلك لن يمنعهم من المشاركة في الانتخابات، حيث أظهرت نتائج استطلاع ميداني لرأي 107 من الطلبة والأساتذة من كلا الجنسين تم اختيارهم عشوائياً في أربع محافظات هي القاهرة والجيزة و6 أكتوبر والإسكندرية، أجرته إحدى المؤسسات التابعة للحكومة العراقية، ان 85 % أكدوا مشاركتهم ورغبتهم في إدلاء أصواتهم للمرشحين الذين يريدون انتخابهم للدورة الانتخابية الجديدة و9 % لايرغبون في إدلاء أصواتهم و 6 % رفضوا التصويت.
العبيدي: لن تكون نزيهة وديمقراطية
من جهته لا يتوقع الكاتب والصحافي العراقي حازم العبيدي ان تتوجه هذه النسبة من العراقيين الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، مؤكدا انه لا يتوقع أن يتجاوز العدد 30% فقط لسبب
حازم العبيدي |
quot;إيمانهم بان العملية محسومة ما دامت قوات الاحتلال موجودةquot;. ويرى العبيدي انه quot; لا توجد انتخابات نزيهة او ديمقراطية في ظل احتلال اميركي - صهيوني و احتلال ايراني فارسيquot;، داعيا العرب الى دعم المقاومة الوطنية في العراق لان هذا هو الطريق الوحيد للخلاص والاستقرار الداخلي .. فانتصار المقاومة في العراق انتصار للمشروع القومي للعروبةquot; على حد قوله.
وأضاف العبيدي ان الكتل المشاركة في الانتخابات إما دينية او علمانية تمثل أجندة خارجية وليس لها برامج وطنية بعد ان تم اغتيال وتهجير الكفاءات العلمية والثقافية والأدبية العراقية خارج البلاد، وتشكيل ما يسمى بهيئة المساعدة و العدالة لاجتثاث البعث، برئاسة احمد الجلبي quot; تتكون هذه الهيئة من الكتل الشيعية القادمة من إيران وهؤلاء في الأساس ليسوا من العراق، و يجتثون خصومهم السياسيين تحت يافطة اجتثاث البعثquot;.
وتميل الجالية العراقية الى انتخاب الكتل العلمانية quot;بعد ان ملوا من الكتل الشيعية الصفوية والإخوان المسلمينquot;، وفقا لقول العبيدي، مضيفا ان quot; هذا التوجه العراقي ليس على أمل التغيير بقدر ما يشبه محاولة الغريق الذي يرى قشة فيحاول التعلق بهاquot;.
لا تغيير
واتفق الشاعر اسعد الغريري مع العبيدي، مضيفا quot; أبدا لن يكون هناك تغيير، انهم اللاعبون أنفسهم، سوف يكون هناك تغيير فى الحصص فقط على أساس ولائهم للسيد الأميركي و الإيراني وبناء على توجيهات من اللوبي الصهيونيquot;.
ورفض الغريري بقوة ما يردد بأن العراق أصبح أكثر ديمقراطية فى ظل التدخل الخارجي على أراضيه قائلا :quot; هل الديمقراطية هي القتل بالأسلحة؟! هل الديمقراطية معناها تهجير 4 ملايين خارج العراق، و20 مليون عراقي داخله دون هوية ؟!، هل الديمقراطية هي اللصوصية و النهب وسرقة المال العام واختطاف الأطفال الأبرياء ؟!، نحن لم نر غير هذه الديمقراطية فى ظل الاحتلال الأميركي والإيراني quot;.
التعليقات