تتعدد الظواهر والقراءات حيال الانتخابات العراقية، لكن لعل ما يثير الانتباه قوة الحملات الانتخابية للمرشحين، وهو ما ينعكس على المطابع، التي تشير التقديرات إلى أن مالكيها سيربحون نحو 4 مليون جنيه استراليتي من وراء تغطيتهم شوارع العاصمة المتربة بصور ضخمة للمرشحين.
القاهرة: في تقرير لها تحت عنوان quot;مصير أول ديمقراطية عربية يتأرجح في الميزان مع توجه العراقيين إلى صناديق الاقتراعquot;، تتحدث صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية في عددها الصادر اليوم السبت عن أجواء العملية الانتخابية التي يشهدها العراق الآن، وتقول إنه بالرغم من تفاوت درجة الاهتمام لدى العراقيين بالانتخابات، إلا أن طريقة تصويتهم ستساعد في تحديد ما إن كانت أول ديمقراطية مناسبة في العالم العربي سيقدر لها الحياة أم الموت، كما أنها ستساعد في تشكيل إرث الولايات المتحدة بالمنطقة.
وتمضي الصحيفة لتقول في هذا الإطار إن ما سيتمخض عن تلك الانتخابات من نتائج، سيُعين الرئيس باراك أوباما على اتخاذ قراره في ما يتعلق بإمكانية سحب القوات الأميركية من هناك خلال هذا الصيف. وتشير هنا إلى أن البلاد تعيش الآن أجواء أكثر استقرارا ً عما كانت تعانيه من مشاكل في أوج الحرب الطائفية قبل ثلاثة أعوام، غير أن بقائها كدولة ديمقراطية فاعلة المفعول ليست بالعملية المضمونة. فالتمرد مازال يُشكِّل التهديد الأكبر، حيث يموت عشرة مدنيين في المتوسط كل يوم نتيجة أعمال عنف ناتجة عن دوافع سياسية ndash; وهو العدد الذي يزيد عما تشهده أفغانستان.
وفي ملمح آخر لمجرى العملية الانتخابية، تقول الصحيفة إنه لا يوجد أحد أكثر دعماً للديمقراطية في العراق من الطبَّاعين. حيث تشير إلى إنهم يعملون منذ أسابيع لتلبية متطلبات المرشحين من الملصقات الانتخابية. وتلفت في هذا السياق إلى وجود 150 من العاملين بتلك المهنة في بغداد وحدها، ويُتوقع لهم كسب مبلغاً قدره 4 مليون إسترليني من وراء تغطيتهم شوارع العاصمة المتربة بصور ضخمة للمرشحين. وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن مواطن يدعى عمر حامد، صاحب مطبعة السيما في حي المتنبي، قوله :quot;لقد كسبت في أسبوعين ما أكسبه عادة ً في ستة أشهر. ويراودني شعور بالسعادة الغامرة لهذه الأجواء الديمقراطية. وإن كان الأمر بيدي، لأجرينا الانتخابات كل عامquot;.
وفي ملمح آخر لمجرى العملية الانتخابية، تقول الصحيفة إنه لا يوجد أحد أكثر دعماً للديمقراطية في العراق من الطبَّاعين. حيث تشير إلى إنهم يعملون منذ أسابيع لتلبية متطلبات المرشحين من الملصقات الانتخابية. وتلفت في هذا السياق إلى وجود 150 من العاملين بتلك المهنة في بغداد وحدها، ويُتوقع لهم كسب مبلغاً قدره 4 مليون إسترليني من وراء تغطيتهم شوارع العاصمة المتربة بصور ضخمة للمرشحين. وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن مواطن يدعى عمر حامد، صاحب مطبعة السيما في حي المتنبي، قوله :quot;لقد كسبت في أسبوعين ما أكسبه عادة ً في ستة أشهر. ويراودني شعور بالسعادة الغامرة لهذه الأجواء الديمقراطية. وإن كان الأمر بيدي، لأجرينا الانتخابات كل عامquot;.
بعدها، تنتقل الصحيفة لتبرز حقيقة الجهود الأمنية التي تبذلها الحكومة العراقية، فيما وصفته بالعملية الأمنية الأضخم في تاريخها القصير، لتوفير الحماية اللازمة للمرشحين الذين سيتوجهون لصناديق الاقتراع. ويُنتظر ndash; طبقاً للصحيفة ndash; أن يقوم ما يقرب من مليون فرد ( من ضمنهم 190 سيدة ) بتوفير الحماية لـ 19 مليون ناخب. وهنا، تنقل عن اللواء عبد الأمير رشيد، قوله :quot; نحن مستعدون لأية عمليات غير متوقعةquot;. وتشير في هذا الشأن إلى أن السيارات ستُمنع من السير على الطرقات في محاولة لمنع حدوث العمليات التفجيرية، كما سيلتزم الناخبون بالتوجه سيرا ً على أقدامهم إلى صناديق الاقتراع، أو عبر قوارب إن كانوا يعيشون بمنطقة الأهوار في جنوب العراق.
إلى هنا، تؤكد الصحيفة على أن تمتع البلاد برخاء على المدى البعيد سوف يعتمد إلى حد بعيد على من سيتم اختياره رئيسا ً للوزراء وكذلك قدر الدعم الذي سيحظى به. ثم تنتقل الصحيفة لتبرز ما يواجه المرشح الأبرز الآن، وهو رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، من حملات مناهضة تصوره بالشخصية الضعيفة وغير الحاسمة. غير أنها تعود لتلفت ndash; وفقا ً لمجموعة من استطلاعات الرأي العراقية ndash; إلى أنه يحظى بفرصة جيدة، وأن منافسه الأبرز، أياد علاوي، لا يحظى بنفس الفرصة، حيث قضى جزءا ً كبيرا ً من وقته خلال الانتخابات خارج العراق.
ومع هذا، لم تغفل أن تتحدث عن شعبيته المتنامية. لأنه يمثل الاتجاه الأكثر أهمية في السياسة العراقية : وهو عودة القومية. وتختم الصحيفة في نهاية حديثها بالتأكيد على أن البلاد ستواجه أزمة خطيرة بالفعل، إذا لم يتمكن البرلمان الجديد من الاتفاق على رئيس للوزراء وبدأ في الانجراف. وتشير في هذا الصدد إلى أن مشاكل كثيرة لا تزال دون حل، وتهدد بتقويض الاستقرار، ما لم تتم معالجتها على وجه السرعة.
التعليقات