بغداد: يشارك الناخبون العراقيون الاحد في عمليات اقتراع مصيرية بالنسبة لمستقبل بلادهم وسط اجراءات امنية استثنائية بهدف احباط اي هجوم محتمل لتنظيم القاعدة اثر التهديدات التي اطلقها.
ودعي حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان مكون من 325 نائبا لمدة اربع سنوات سيغادر خلالها 95 الف جندي اميركي بشكل نهائي العراق بعد تسعة اعوام على الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين.
وينتشر مئات الالاف من عناصر الشرطة والجيش لحماية 46 الف مكتب اقتراع في ظل تهديدات انصار اسامة بن لادن بقتل كل من يشارك في الانتخابات.
واعلن تنظيم القاعدة في العراق الجمعة فرض quot;حظر التجولquot; الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات.
وحذر من يخرق حظر التجول هذا بانه quot;يعرض نفسه والعياذ بالله لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدينquot;.
ونددت القاعدة في رسالتها quot;باحتلال الصليبيين والرافضةquot; للعراق.
وتفتح مكاتب الاقتراع ابوابها بين السابعة صباحا (04,00 تغ) والخامسة عصرا (14,00 تغ) لكن المطارات والمعابر الحدودية ستغلق بين العاشرة مساء السبت (19,00 تغ) والخامسة فجر الاثنين (02,00 تغ).
ومن المتوقع ان تكرس هذه الانتخابات التي تاتي بعد اربعة اعوام من اعمال عنف طائفية اودت بعشرات الالاف، الهيمنة السياسية للشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق.
كما سيشارك العرب السنة بكثافة في الانتخابات بعد ان قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات العام 2005.
ويخوض الانتخابات 6281 مرشحا بينهم 1801 امراة موزعين ضمن 12 ائتلافا كبيرا وكيانات اخرى.
والقوائم الاوفر حظا هي ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ذات الاتجاهات الشيعية، وكتلة العراقية العلمانية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي.
ويدور الخلاف الاساسي بينهما حول مسألة اجتثاث البعث التي احتلت مساحة واسعة في الحملة الانتخابية مع اقصاء 511 مرشحا بتهمة الانتماء الى الحزب المحظور دستوريا، فضلا عن اختلاف المنابع الفكرية بين الطرفين.
ويواصل المالكي زعيم حزب quot;الدعوة الاسلاميةquot; الذي اسسه رجال دين شيعة العام 1957 حملته على كل من لم يتبرأ من ماضيه البعثي.
في المقابل، يعتقد علاوي البعثي السابق ان الوقت حان لطي صفحة الماضي والتوقف عن اثارة الضغائن والاحقاد التي تعوق مسيرة المصالحة الوطنية.
وفي اقليم كردستان، يتحالف الحزبان الرئيسيان المهيمنان على الحياة السياسية منذ ثلاثة عقود، الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني، بمواجهة حركة التغيير التي قد تتمكن من اعادة رسم الخريطة السياسية في هذه المنطقة.
التعليقات