يوسف الهزاع من الرياض: أيام قليلة فقط, تلت ما قيل أنها قصيدة صاحب العصفورية ورجل الإدارة وشقة الحرية, القصيدة التي بدأت وانتهت بالتوبة, عن كل شيء ولم تحدد, قصيدة لا تليق بمحب فضلاً عن عاشق للحياة ومسعر للحب في كل قلب يرى في الدنيا بصيص من حلم, وقبس من فرح.

قالوا إن الوزير السعودي والأديب العربي والمثقف العالمي قال قصيدته الأخيرة, ووسموها بالتوبة ولم يقولوا عن ماذا ولماذا؟!

وانتشرت القصيدة في هشيم الجهل, رغم أن المحب لا يخطئ قلم القصيبي ولا أنفاسه بين حروفه وإن طالت غيبته.

أسموها قصيدة التوبة ووضعوا بجانبها quot;من على فراش المرضquot; وحسب المرء قليلاً من فهم ليرى أين يسير الدهر بكارهي الحياة ومن يجترون الموت بين كل نفس وآخر!

ولأن أكثر من يعرفهم هو غازي, كانت الرسالة , وكانت القصيدة التي نشرتها اليوم الأحد جريدة الجزيرة السعودية.

كتبها من هناك حيث الولايات المتحدة الأمريكية, إذ يتعالج القصيبي من مرض في المعدة.

سيدتي السبعون!
شعر: غازي القصيبي

ماذا تريدُ من السبعينَ.. يا رجلُ؟!
لا أنتَ أنتَ.. ولا أيامك الأُولُ


جاءتك حاسرةَ الأنيابِ.. كالحَةً
كأنّما هي وجهٌ سَلَّه الأجلُ


أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
إذا التقينا ولم يعصفْ بيَ الجَذَلُ


قد كنتُ أحسبُ أنَّ الدربَ منقطعٌ
وأنَّني قبلَ لقيانا سأرتحلُ


أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
بأيِّ شيءٍ من الأشياءِ نحتفل؟!


أبالشبابِ الذي شابتَ حدائقُهُ؟
أم بالأماني التي باليأسِ تشتعلُ؟


أم بالحياةِ التي ولَّتْ نضارتُها؟
أم بالعزيمةِ أصمت قلبَها العِلَلُ؟


أم بالرفاقِ الأحباءِ الأُلى ذهبوا
وخلَّفوني لعيشٍ أُنسُه مَلَلُ؟


تباركَ اللهُ! قد شاءتْ إرادتُه
ليَ البقاءَ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!


واللهُ يعلمُ ما يلقى.. وفي يدِه
أودعتُ نفسي.. وفيه وحدَه الأملُ