امضت كولين لاروز أو quot;جهاد جاينquot; ساعات طويلة خلال النهار تهتم بوالد صديقها العجوز في منزلهما في بنسلفانيا لسنوات عديدة. لكنها كانت تخصص ساعات الليلة الطويلة للتحريض على الارهاب وتجنيد رجال ونساء حول العالم لجمع تبرعات للدفاع عن الاسلام.
واشنطن: quot;كانت انسانة طيبة، تمضي معظم الوقت بالقرب من البيتquot;. هكذا تذكر كورت غورمان صديقته السابقة كولين لاروز التي خدمت والده لسنوات طويلة قبل ان يتفاجا في شهر اب- اغسطس 2009 لدى عودته الى المنزل من العمل بهروبها بعد وفات والده، دون سبق انذار.
لكن كورت غورمان بات يعلم اليوم ان quot;صديقته الطيبةquot; اعتقلت اخيرا في ايرلندا ضمن مجموعة كانت تسعى الى قتل رسام كاريكاتور سويدي، وستحاكم يوم 18 الجاري بتهمة التحريض على القتل والارهاب.
وكانت وزارة العدل الاميركية اعلنت في وقت سابق اليوم ان اميركية تعمل عبر الانترنت تحت اسم quot;جهاد جاينquot;، جندت مقاتلين جهاديين في الولايات المتحدة واوروبا وآسيا لتنفيذ مخططات ارهابية او quot;الموت وهم يحاولون ذلكquot;.
وقالت السلطات الاميركية ان الاميركية كولين لاروز البالغة من العمر 46 عاما والمقيمة في بنسلفانيا، اوقفت في تشرين الاول/اكتوبر 2009 بعدما امضت اكثر من سنة على الانترنت لتجنيد مقاتلين لشن هجمات في جميع انحاء العالم.
وقد سعت لاروز لتجنيد رجال ونساء وجمع تبرعات ووافقت حتى على قتل سويدي يقيم في الولايات المتحدة، مؤكدة ان quot;الموت وحده سيمنعنيquot; من تنفيذ المهمة، حسبما ورد في محضر الاتهام.
وكشفت وزارة العدل الاميركية الاتهامات الموجهة الى لاروز بعد ساعات من اعتقال الشرطة الايرلندية سبعة اشخاص متهمين بالتآمر لقتل رسام كاريكاتور سويدي.
ولاروز متهمة quot;بالتآمر لتقديم مواد دعم لارهابيين والتآمر للقتل في دولة اجنبية والادلاء ببيانات كاذبة الى مسؤول حكومي ومحاولة انتحال هويةquot;.
وكتبت السيدة الشقراء ذات العينين الخضراوين في احدى الرسائل الالكترونية انها تستطيع الذهاب الى اي مكان بدون ان تثير شبهات، مؤكدة انه quot;يشرفها ويسعدها الموت او القتلquot; في الجهاد.
ولاروز المولودة في 1963 متهمة ايضا بتجنيد نساء quot;يملكن جوازات سفر وقدرة على السفر الى اوروبا وفي داخلها لدعم الجهاد العنيفquot;، وحيازة جواز سفر اميركي مسروق وquot;نقله او محاولة نقله في جهود لتسهيل عمل ارهابي دوليquot;. وفي حال ادينت بهذه التهم، يمكن ان يحكم على لاروز بالسجن مدى الحياة ودفع غرامة قدرها مليون دولار.
ويفيد محضر الاتهام انها تلقت في آذار/مارس 2009 رسالتين من شخص في دولة من جنوب آسيا تأمرها بقتل مواطن سويدي لم يكشف اسمه. وكتب في الرسالة الاولى quot;اقتليه.. هذا ما آمرك بهquot;، قبل ان تؤكد رسالة ثانية quot;اقتليه بطريقة تجعل كل الكفار في العالم يشعرون بالخوفquot;.
وردت لاروز quot;ساجعل ذلك هدفي الى ان انجزه او اموت وانا احاول انجازهquot;. ورفضت وزارة العدل الرد على سؤال حول ما اذا كانت لاروز مرتبطة باربعة رجال وثلاث نساء اوقفوا في ايرلندا بتهمة التآمر لقتل رسام الكاريكاتور السويدي لارس فيلكس. وكانت مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة خصصت مئة الف دولار لقتل فيلكس احد واضعي الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
وعرفت لاروز على الانترنت باسمين هما quot;فاطمة لاروزquot; وquot;جيهاد جاينquot;. وفي موقع مايسبيس للتواصل الاجتماعي صفحة باسم quot;جهاد جاينquot; لامرأة من بنسلفانيا تقول انها quot;اعتنقت الاسلامquot;. وتقول على الموقع quot;اعيش في بنسلفانيا واتحدر من تكساس. اعتنقت مؤخرا الاسلام ويمكنني القول بثقة ان اعتناقي الاسلام هو اكثر من اعتز به من كل ما قمت به في حياتيquot;.
وتدرج لاروز بين ابطالها على صفحتها الالكترونية quot;الشيخ او بي الquot; في اشارة واضحة الى اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، الى جانب quot;الاخوة في الجهادquot;. ويشير الاتهام والمواد التي كشفتها سايت المجموعة الاميركية المتخصصة برصد المواقع الاسلامية على الانترنت، ان لاروز تتمتع بحضور نشيط على الشبكة مع انها اقصيت مرارا من مواقع من بينها يوتيوب ورغم مخاوف من انها قد تكون مراقبة.
وقال المدعي العام مايكل ليفي ان quot;هذه القضية تظهر ان الارهابيين يبحثون عن اميركيين للانضمام اليهم في قضيتهم وتنفي فكرة اننا قادرون على رصد الارهابيين من ملامحهمquot;. واشاد مساعد المدعي العام في ادارة الامن القومي في وزارة العدل ديفيد كريس بالاتهام وقال ان الحكومة تبقى متيقظة. واضاف ان quot;اتهام اليوم الذي يفيد ان سيدة اميركية وافقت على القيام بالقتل في الخارج وعلى تقديم دعم مادي لارهابيين يدل على الطبيعة المتبدلة للتهديد الذي نواجههquot;.
التعليقات