وصل الملياردير المكسيكي من أصل لبناني، كارلوس سليم الحلو، الى لبنان في زيارة من المتوقع ان يلتقي خلالها رئيسي مجلس النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري، وتشير المعلومات الى أن الحلو سيزور منزل جده الذي يواجه مشكلة قضائية عقارية ndash; مالية. وأزاح الحلو، مؤسس عملاق البرمجيات العالمية مايكروسوفت، بيل غيتس، عن صدارة أثرياء العالم، ليتراجع الأخير للمرة الثانية منذ عام 1995.
بيروت: ينزل أغنى أغنياء العالم رجل الأعمال المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم الحلو في فندق quot;الحبتورquot; في منطقة حرج تابت على كتف بيروت، لكن وصول أحد من اللبنانيين إليه يعد من رابع المستحيلات، إذ يرافقه إلى وطنه الأم- كما دائما في كل تنقلاته- وفد ضخم يضم عشرات رجال الأمن، وقد قدّر عددهم أحد القريبين من أثرى أثرياء الأرض لـ quot;إيلافquot; بنحو 60 مرافقاً.
وبسؤاله عن إمكان إجراء حوار مع كارلوس سليم الحلو، أوضح أن جدول الزيارة محدد منذ زمن بعيد، موضحا أن الرجل لا يتكلم سوى الإسبانية ويلمّ بالإنكليزية لكنه لا يتكلمها عادة، وبالطبع لا يتحدث بالعربية، لكن هذا ليس عائقا إذ يرافقه مترجمون في أي بلد يزوره. ووعد بأن تكون quot;إيلافquot; حاضرة إذا نظم له لقاء مع صحافيين عن أسباب زيارته للبنان وانطباعاته.
ونفى الرجل أن تكون زيارة سليم الحلو للبنان قد جاءت بناء على دعوة quot;المؤسسة المارونية للإنتشارquot; التي ينتسب إليها ويترأسها الوزير السابق ميشال إده، لكنه تدارك أن المؤسسة أعدت لقاءه مع البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي (المشرف على المؤسسة) وكذلك مشاركته في غداء تكريمي تنظمه المؤسسة في مقر البطريركية في بكركي، وسيكون حاضرا عدد من أبرز الشخصيات التي تدعم المؤسسة والأعضاء فيها المقيمين في لبنان وبلاد الإنتشار اللبناني. وكان البطريرك صفير صفير تعرّف إلى كارلوس سليم خلال زيارة راعوية للمكسيك عام 2001.
وفي برنامج كارلوس سليم اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي أوفد وزير الدولة عدنان القصار ليمثله خلال الإستقبال في مطار الرئيس رفيق الحريري، الذي وصل إليه سليم ليل الخميس آتيا من جنيف في طائرة خاصة مع مرافقيه. كما سيلتقي رئيسي مجلس النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري.
ولا يملك كارلوس سليم منزلاً في لبنان، لكن تردد أنه سيزور منزل جده، والد والدته في منطقة بعبدا، وهو قديم تقيم فيه إحدى قريباته، إبنة خالته، وثمة مشكلة قضائية عقارية ndash; مالية في شأنه مع شخص من آل شاهين. مشكلة يستطيع سليم أن يحلها بسهولة إذا أراد، حتى لو كانت كلفتها ملايين الدولارات.
يذكر أن والد الرجل الأثرى على مستوى العالم هو من منطقة جزين الجنوبية من آل سليم، أما والدته فمن بعبدا ومن آل الحلو، وفي المكسيك تحل شهرة الوالدة بعد شهرة الوالد، وليست لكارلوس سليم الحلو ذكريات في لبنان، باستثناء ما سمع من والده ونقلا عن الأجداد، نظرا إلى مضي زمن طويل على توجه العائلة إلى المكسيك.
وكان حلوله على رأس قائمة أثرى أثرياء العالم قبل يومين من المفاجآت، إذ تمكن امبراطور الاتصالات المكسيكي اللبناني الأصل- في المرة الثالثة التي يتغير فيها ترتيب الأثرياء خلال ثلاثة أعوام على قائمة quot;فوربسquot; - من زحزحة الاميركيين بيل غيتس ووارين بافت من صدارة قائمة أغنى رجل في العالم، وذلك نتيجة لارتفاع قيمة أصول شركات الاتصالات الكثيرة التي يمتلكها.
وتقدر ثروة سليم بنحو ٥٣٫٥ مليار دولار، أي بزيادة قدرها ١٨٫٥ مليارا حققها خلال الاثني عشر شهرا الماضية نتيجة لارتفاع قيمة أسهم شركة quot;أميركا موبيلquot; (عملاق الهاتف المحمول) التي يمتلك فيها سليم حصة بقيمة ٢٣ مليار دولار بنسبة ٣٥ % خلال العام. ولم تؤثر الأزمة المالية العالمية في الملياردير سليم ما جعله الرجل الأقوى في المكسيك وربما في اميركا اللاتينية ككل من خلال مجموعة شركاته وتبرعاته السخية لمعظم الأحزاب السياسية في المكسيك. وكانت الخطوة الحاسمة في صعود سليم الى قمة الثراء هي خصخصة شركة quot;نيل ميكسquot; الوطنية للاتصالات التي كان اشتراها من المكسيك مقابل ١٫٨ مليار دولار. ويعتقد الخبراء ان السعر الحقيقي لهذه الشركة هو أربعة أمثال هذا المبلغ. وتحولت هذه الشركة من محتكر حكومي الى محتكر خاص ولم تتأثر كثيرا بفتح سوق الاتصالات الهاتفية في المكسيك.
عام ١٩٩٧ أسس سليم شركة quot;انبورساquot; الاستثمارية، ثم أنشأ شركة quot;كارسوquot; للعقارات وتزوج سميه دوميط جميل المكسيكية اللبنانية الأصل. مثله ومنذ ذلك الحين اشترى سليم عددا من الشركات، ومن بين هذه الشركات التي تنتمي الى امبراطوريته شركة quot;نيل ميكسquot; وشركة quot;تلسيلquot; وبنوك وفنادق وشركات اعمار ومحال تجارية. كما دعم سليم العام الفائت صحيفة نيويورك تايمزquot; الشهيرة بقرض قيمته ٢٥٠ مليون دولار لينقذها من الانهيار فبات أكبر مساهم في الصحيفة.
وقال سليم ذات مرة: quot;التحديات التي تواجهني في حياتي هي تحسين الظروف الصحية والتربية والتعليم وخلق فرص عمل...quot;. وسئل في أحد مؤتمراته الصحافية النادرة قبل ثلاث سنوات عن شعوره كأحد أغنى أغنياء العالم في بلد يعيش فيه ٥٠ مليون فقير، فكانت إجابته: quot; لن آخذ شيئا معي عندما أموتquot;.
التعليقات