تنطلق اليوم في رام الله مسيرة بمناسبة ذكرى الارض التى استشهد فيها ستة فلسطينيين واصيب 11 بجروح في هبة شعبية للفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948.

رام الله: صادرت السلطات الاسرائيلية في الثلاثين من مارس عام 1976 اراضي في منطقة الجليل بهدف تهويدها وهو ما دفع الفلسطينيين في الداخل للتحرك والتحضير لاضراب شامل. وفي يوم 30 مارس فرضت قوات الشرطة الاسرائيلية منع التجوال على قرى المثلث والجليل وسط استفزازات قوات الشرطة وتهديدهم للفلسطينيين ما دفعهم للخروج من منازلهم والاشتباك بالحجارة مع القوات. وتركزت المواجهات في قرى سخنين وكفر كنا والطيبة ودير حنا والطيرة وعرابة وغيرها من القرى والمدن الفلسطينيية حيث استخدم القوات الاسرائيلية القوة المفرطة اتجاه المتظاهرين ما ادى الى استشهاد ستة منهم.

ومنذ ذلك اليوم اعتبر يوم الثلاثين من مارس محطة هامة وبارزة في تاريخ النضال الفلسطيني وتحول الى مناسبة يؤكد فيها الفلسطينيون تمسكهم بالارض وتصديهم لسياسة الاستيطان الاسرائيلية. وفي كل عام ينظم الفلسطينيون الفعاليات الشعبية التي تتضمن المسيرات والاعتصامات وغالبا ما تتحول الى مواجهات مع الجيش الاسرائيلي على الاراضي المهددة بالمصادرة وتؤدي الى سقوط شهداء وجرحى.

ويكتسب يوم الارض هذا العام اهمية خاصة مع تزايد الهجمة الاسرائيلية على الارض الفلسطينية ومصادرتها لصالح بناء الجدار الفاصل والاستيطان ولكونه يشهد امتدادا للمعركة الشعبية التي يخوضها الفلسطينيون في سبيل الدفاع عم ارضهم. كما وتزداد حدة القمع الاسرائيلي تجاه هذه الفعاليات الشعبية التي يستخدم فيها الفلسطينيون الحجارة على غرار الانتفاضة الاولى التي حدثت عام 87 بعد قيام احد المستوطنين بدهس ستة عمال في قطاع غزه.

وتلقى الفعاليات الشعبية المناهضة للجدار والاستيطان مباركة من قبل الرئاسة ودعما من الحكومة والفصائل الفلسطينية كافة بما فيها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وتعتبرها خيارا استراتيجيا بعد تعثر المفاوضات مع اسرائيل. وتخشى اسرائيل مثل هذا من النوع من الهبات كونها تشكل لها احراجا امام المجتمع الدولي ولا تستطيع اسرائيل استغلالها لتاليب الراي العام الدولي على الفلسطينيين كما فعلت خلال انتفاضة الاقصى عام 2000 التي كانت انتفاضة مسلحة وركزت على تنفيذ عمليات فدائية داخل اسرائيل