لندن: أعربت مصادر عراقية عن مخاوف من تكتيكات جديدة بدأ الارهابيون باستخدامها من خلال استهداف المباني السكنية لايقاع اكبر الخسائر البشرية وذلك بعد 48 ساعة من ضرب مقار ثلاث سفارات وسط العاصمة بغداد لايصال رسالة الى الحكومات ورجال الاعمال الاجانب بان العراق غير امن لهم فيما اعلن ان عدد قتلى تفجير 5 عمارات اليوم قد ادى لحد الان الى سقوط 20 قتيلا واصابة 107 اخرين بجروح فيما قالت قيادة عمليات بغداد ان عدد قتلى تفجيرات المباني السكنية اليوم قد وصل الى 127 بين قتيل وجريح موضحة ان فرق الدفاع المدني والقوات الامنية وكتائب الهندسة العسكرية تواصل استخراج ضحايا ومصابين من بين انقاض المباني المدمرة.

وعبرت المصادر عن مخاوف حقيقية من تكتيكات يبدو ان الارهابيين بداوا يستخدومنها لايقاع اكبر قدر من الخسائر البشرية وسط ظروف سياسية معقدة تجري فيها اتصالات وحوارات صعبة لتشكيل الحكومة الجديدة. وقال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة بغداد ان التفجيرات استهدفت مبان سكنية في مناطق العلاوي والشرطة والشعلة وجكوك اضافة الى انفجار سيارة مفخخة في منطقة العامل وعبوة ناسفة في حي الدورة.

واضاف ان فرقا صحية نتتواجد في اماكن التفجيرات لاسعاف المصابين ونقل الحالات الخطرة الى المستفيات للعلاج. واتهم من اسماهم ببقايا تنظيم القاعدة وازلام النظام السابق بالمسؤولية عن التفجيرات مشيرا الى اتخاذ اجراءات احترازية جديدة لحماية المواطنين لكنه لم يكشف عن طبيعتها. وتكاد تكون هذه هي المرة الاولى التي يستهدف فيها الارهابيون عمارات سكنية من خلال تفخيخها من الخارج ثم تفجيرها بهدف ارباك الوضعين الامني والسياسي في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العراق بعد الانتخابات الاخيرة والجدل الدائر والخلافات الحاصلة بين الكتل السياسية حول شكل الحكومة المقبلة.

وتتوقع المصادر ارتفاع عدد الضحايا نتيجة انهيار عمارات بكاملها فيما كان قاطنيها مازالوا في ساعات النهار الاولى مما يعني ان معظمهم لم يغادروها بعد وهو ما قد يزيد من حصيلة الخسائر.

وتاتي هذه التفجيرات بعد 48 ساعة من تفجيرات شهدتها بغداد صباح الاحد واستهدفت مقار السفارات والألمانية والمصرية والإيرانية وادت الى مقتل 30 شخصا وإصابة 253 آخرين.
ومن جهتها قالت الرئاسة العراقية ان نائب الرئيس طارق الهاشمي اجرى امس quot;اتصالات هاتفية مع سفراء جمهورية مصر العربية والجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية المانيا الاتحادية في بغداد للاطمئنان على سلامة اعضاء البعثات الدبلوماسية للسفارات المذكورة التي تعرضت إلى هجمات ارهابية بسيارات مفخخة الأحد الماضيquot;.

واكد الهاشمي أن quot;هذا العمل الجبان إنما يستهدف عزل العراق عن محيطه العربي والدولي ويقطع الطريق امام انفتاحه على العالم، والذي يتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدةquot; عارضاً تقديم اية خدمات انسانية او لوجستية من اجل ان تستعيد هذه السفارات نشاطاتها المعتادة باقرب وقت ممكن كما قال بيان رئاسي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم.

من جانبه عبر السفير المصري خلال الاتصال عن تقديره لبسالة الضابط المسؤول عن حماية السفارة الذي اعترض طريق السيارة المفخخة قبل وصولها الهدف فقدم نفسه شهيدا ليضرب مثلا في الشجاعة والحرص على اداء الواجب وحماية العاملين في السفارة. نائب رئيس الجمهورية quot;أشاد بهذا الموقف البطولي معربا عن الفخر والاعتزاز موعزا في ذات الوقت بتعويض الجرحى والشهداء الذين استشهدوا إثر الحادث الإجراميquot;.

ودان السفير الأميركي في بغداد كريتسوفر هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو الهجمات وعبرا عن التضامن مع الزملاء الدبلوماسيينquot; فيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين عن ldquo;تأثرها الشديدrdquo; اثر الانفجارات فيما دانها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ووصفها ب quot;الهمجيةquot;.

وفي أعقاب التفجيرات عقد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اجتماعا لمجلس الأمن الوطني ناقش خلاله الانهيارات الامنية التي تشهدها البلاد وقال بيان عن الاجتماع انه تم اتخاذ جملة من التدابير الامنية لكنه لم يوضح طبيعتها.

ووقعت التفجيرات التي قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنها تحمل بصمات تنظيم القاعدة في دقائق واستهدفت سفارات دول إقليمية وأوروبية في بغداد. واشار زيباري الى ان استهداف السفارات يرمي الى ايصال رسالة بان البعثات الدبلوماسية في العراق ورجال الاعمال الاجانب مستهدفين في هذا البلد من اجل منعهم من التواصل مع الحكومة العراقية. وانتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في شوارع بغداد مع تشديد الإجراءات عند نقاط التفتيش خصوصا في محيط مواقع السفارات.

وحصلت تفجيرات اليوم بعد 24 ساعة من بدء حوالي 39 ألفاً من الشرطة والجيش احملة عسكرية واسعة ضد عناصر القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد حيث انتشرت في بعقوبة كبرى مدن المحافظة والأقضية المحيطة وأقامت نقاط تفتيش على جميع الطرق الرئيسية والفرعية. وتتضمن العملية قطع عدد من الطرق المؤدية إلى الأحياء والإبقاء على منفذ واحد لكل منها فيما ووزعت السلطات أسماء مطلوبين على جميع الحواجز الثابتة والمتحركة.