عيّن ضابط بفيلق القدس الايراني سفيرًا جديدًا لبلاده في العراق حيث ينتظر ان يمثّل دورًا في الحوارات والاتصالات الجارية بين القوى العراقية لتشكيل حكومتها الجديدة نظرًا لخبرته في الشؤون العراقية وارتباطه بعلاقات جيدة مع كبار المسؤولين العراقيين .. فيما اظهرت آخر نتائج لفرز 99 في المئة من اصوات المقترعين العراقيين، تواصل تقدم الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي على ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي .

لندن:ابلغ مصدر سياسي عراقي quot;ايلافquot; اليوم ان السفير الايراني الجديد في العراق حسن دانافر المسؤول الضابط بفيلق القدس في الحرس الثوري الايراني سيصل الى بغداد خلال الاسبوع المقبل بعد انتهاء احتفالات بلاده بأعياد نوروز الحالية وذلك اثر موافقة السلطات العراقية على ترشيح طهران له لتولي مسؤولية سفارتها في البلد المجاور . واشار الى ان السلطات الايرانية تستعجل حلول دانفار في العراق في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها مع قرب ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة بعد غد الجمعة . وتوقع المصدر ان يؤدي السفير الجديد دورًا مهمًا في الحوارات الجارية بين القوى السياسية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وخاصة مع تلك المقربة من طهران حيث عرف بعلاقات وثيقة مع عدد كبير من المسؤولين العراقيين الحاليين .

وأوضح المصدر ان السفير الجديد تولى في وقت سابق منصب نائب قائد القوات البحرية في الحرس الثوري وهو عضو في فيلق القدس الذي يدير العمليات الإيرانية في الخارج، اضافة الى توليه مسؤولية اعادة اعمارالمراقد والعتبات الدينية في العراق منذ سقوط نظامه السابق عام 2003 . وكان دانفار قد شارك في الوفد الايراني المفوض مع الاميركيين خلال اللقاءات التي جمعت الوفدين في بغداد خلال العاميين الماضيين لترتيب الاوضاع في العراق .

وعادة ما تعين السلطات الايرانية سفراءها في الدول التي تهتم بشؤونها ولها مصالح معينة فيها من عناصر المخابرات او الحرس الثوري . ويتقن دانافار (48 عامًا) اللغتين العربية والكردية وهو متزوج وله أربعة ابناء .
وتولى حسن كاظمي قمي السفير الايراني المنتهية مهمته في العراق مسؤولياته في هذا البلد منذ عام 2006 وهو ايضًا ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني . وفي اخر مهمة له في العراق اجتمع قمي امس مع الرئيس العراقي جلال طالباني وبحث معه quot;آخر التطورات السياسية على الساحة العراقية فضلاً عن موضوع سير الانتخابات والمشاورات التي تجري الآن بين قادة الكتل والقوى العراقية الرئيسة لتبادل وجهات النظر حول استحقاقات المرحلة المقبلةquot; كما قال بيان رئاسي عراقي الى quot;ايلافquot;.

وكان مبنى السفارة الايرانية في وسط بغداد قد تعرض لانفجارات متعددّة بوساطة سيارات مفخخة خلال السنوات الاخيرة اضافة الى تعرض زائرين ايرانيين الى العراق لهجومات مسلحة اودت بحياة عدد منهم كما هاجم مسلحون العام الماضي دبلوماسيين ايرانيين يعملون بسفارة بلادهم في بغداد مما ادى الى مصرع احدهم واصابة اخرين بجروح .

علاوي متقدم بعد فرز 99 % من جميع الاصوات

اكدت مصادر عراقية مطلعة انتهاء فرز 99 في المئة من اصوات جميع الناخبين مع تقدم القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي وقالت ان quot;عملية العد والفرز تمت في ما يتعلق بجميع اصوات الداخل والتصويت الخاص وتصويت الخارج سوى دائرة استرالياquot;. واوضحت ان نسخًا بالماسح الضوئي من بطاقات المقترعين العراقيين في استراليا وصلت في وقت متأخر من مساء امس الى مقر المفوضية الرئيس وبفرزها ستنتهي عملية العد والفرز بشكل نهائي . واشارت الى ان القائمة العراقية ما زالت متقدمة مع اقتراب عملية العد والفرز من خطواتها الأخيرة كما نقلت عنها صحيفة quot;العالمquot; الصادرة في بغداد اليوم .

وكان المالكي قد دعا الى اعادة فرز محطات الاقتراع يدويًّا للحيلولة دون quot;انزلاق الوضع الامني وعودة العنفquot; في حين نددت القائمة المنافسة بزعامة علاوي بـما وصفته quot;الانقلاب على الديمقراطية والتهديد الواضح للمفوضيةquot;. ورفض فرج الحيدري رئيس المفوضية الطلب قائلاً quot;اعطينا جميع الكيانات نتائج الفرز والعد بعد التدقيق فيها واذا كان هناك خلل ما فليواجهوناquot;. واضاف quot;يؤسفني ان بعض المسؤولين يطلبون اعادة العد والفرز للعراق ما معناه اعادة للانتخابات. فاذا لم يستطع الشخص ان يؤمن بالتكنولوجيا الحديثة للحسابات فكيف له ان يؤمن بالعد اليدوي وبالورقة والقلم بيد موظف؟quot;.

ومن جهة اخرى، نقلت الصحيفة عن مسؤول امني فضل عدم كشف هويته،أن المالكي عقد خلال اليومين الماضيين اجتماعات متواصلة مع كبار القادة العسكريين المقربين منه معتبرًا أن للأمر صلة بالتوتر السياسي الراهن وأزمة الحكومة مع المفوضية. وابدى المسؤول quot;تشاؤما حيال السيناريوهات المطروحة للتعامل مع الازمةquot; التي لم تنته بين المالكي ومفوضية الانتخابات، وقال ان هناك مؤشرات على ان quot;الوضع لا يبشر بالخيرquot;.

واضاف ان هناك quot;حرب تجسس على الهواتفquot; تجري بين الاميركيين وأجهزة المالكي، حيث quot;يتسابق كل طرف لمعرفة نوايا الطرف الآخر والتأكد منهاquot;. ونقل عن ضباط اميركيين قولهم ان بيان المالكي الذي صدر السبت الماضي الذي هدد فيه بالجيش، جعل البنتاغون على اتصال دائم مع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لمناقشة اي تطور محتمل. واشار الى ان quot;الاميركيين يدرسون حاليًا ما تسمح به الاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن وما لا تسمح... كي يتعاملوا مع اي طارئ قد يحدثquot;. واوضح ان ضباطًا اميركيين اكدوا لنظراء عراقيين ان قيادة الجيش الاميركي quot;تشعر بالقلق حيال امكانية اقحام الجيش العراقي في اي نزاع يمكن ان يتطور بشأن نتائج الانتخاباتquot;.

وتحدث المسؤول العراقي عن استمرار جهود المالكي quot;للهيمنة على الجيش ووزارة الدفاعquot; مشيرًا الى تغيير quot;عدد كبير من القيادات في المواقع الحساسة قبيل الانتخابات الماضيةquot;. وقال ان quot;العديد من المناصب باتت محسومة لحزب الدعوة او من يتم تزكيتهم عن طريق مكتب رئيس الوزراء بشكل مباشر وكذلك مكتب القائد العام للقوات المسلحةquot;. واشار الى ان المقربين من المالكي كانوا سببًا في quot;رفد الوزارات الامنية بضباط لا يملكون الكفاءة لشغل تلك المناصب سوى ولائهم لحزب الدعوةquot; بحسب قوله.

وتتزامن تصريحات المسؤول العراقي هذه مع تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاميركية امس تحدث عن لقاء قائد القوات الاميركية في العراق راي اديرنو وسفير واشنطن في بغداد كريستوفر هيل برئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي . ورغم ان الصحيفة تفيد بأن كلا من اوديرنو وهيل كانا quot;متأكدين من عدم وجود أزمةquot; إلا انهما غادرا فورًا الى السليمانية وعقدا اجتماعًا امس مع الرئيس العراقي جلال طالباني. وقال بيان لرئاسة الجمهورية انه تم خلال الاجتماع quot; تبادل الآراء بشأن آخر التطورات السياسية وموضوع الانتخابات فضلاً عن الآفاق المتوقعة أمام العملية السياسية الجارية في البلادquot;.

وقالت الصحيفة ان اجتماعات كبار المسؤولين الأميركيين في العراق مع المالكي وغيره من القادة العراقيين تأتي بعد ظهور مخاوف من أزمة سياسية في البلد الذي quot;لم يعتد حتى الآن على تجربة انتقال سلس للسلطةquot;. ويحذر مراقبون محليون وأجانب من حدوث فراغ طويل ينعكس سلبا على الامن الهش بينما يتوقعون مفاوضات صعبة تستمر أسابيع حتى تشكيل الحكومة المقبلة في ظل تقارب الحجوم بين الكتل الفائزة باقتراع السابع من الشهر الحالي .