نيودلهي: تشهد المجزرة التي وقعت الثلاثاء في وسط الهند وقتل خلالها 76 من عناصر القوى الامنية بشكل همجي على ايدي المتمردين الماويين، على التهديد الذي لا تزال تشكله حركة التمرد على الامن القومي رغم الهجوم العسكري الذي شنته السلطات قبل اربعة اشهر ضد المتمردين. وعنونت صحيفة quot;تايمز اوف اندياquot; الاربعاء فوق صورة جثث مشوهة quot;انها الحربquot;، معبرة عن الشعور العام لدى الصحافة غداة المكمن الذي نصبه حوالى مائة متمرد يحملون بنادق رشاشة والغاما في ادغال ولاية شاتيسغار. وارتفعت الاربعاء الى 76 قتيلا حصيلة الهجوم على دورية للقوة المركزية لشرطة الاحتياط (انصار الشرطة)، وهو الاسوأ الذي يشنه الماويون. وكانت الحصيلة السابقة 75 قتيلا.
ودعت الصحافة والمعارضة الحكومة للرد بشكل قاس وسريع، معتبرتين ان الامن في كل انحاء الهند مهدد اليوم. وحذرت صحيفة هندوستان تايمز من انه quot;اذا ظلت الهند تخسر معارك، فهذا يعني انها قد تخسر الحربquot;. ويقول الماويون الذين يتراوح عددهم بين 10 و20 الفا انهم يناضلون للدفاع عن الفلاحين الذين لا يملكون اراضي وعن القبائل. وهم غالبا ما ينشطون في افقر ولايات الهند، ويعمدون الى تجنيد الفلاحين معتبرين انهم مهمشين في العملية الانمائية.
وتواجه عشرون من الولايات الهندية التسع والعشرين، ولا سيما ولايتا جارخاند واوريسا، منذ 1967 جيوب مقاومة ماوية على طول شريط يعرف بquot;الممر الاحمرquot; الذي يجتاز شمال البلاد وشرقها. لكن اعمال العنف تزايدت منذ بضعة اشهر. ويقول المحللون ان المجزرة تؤكد فشل الهجوم الواسع النطاق الذي شنته الحكومة هذا الخريف لاقتلاع المتمردين من معاقلهم وخصوصا في ست ولايات. ويشارك انصار الشرطة فقط في العملية التي سميت quot;المطاردة الخضراءquot; تيمنا بالادغال التي يختبىء فيها الماويون، وقد كررت الحكومة التأكيد الاربعاء على انها لا تريد استدعاء الجيش.
ويقول راحولا بيدي الخبير في المسائل الدفاعية، انه من الضروري اليوم اجراء اعادة نظر جذرية في العملية من اجل التصدي فعليا لتكتيك المتمردين موضحا ان quot;الشرطة والقوات شبه العسكرية التي تكافح الماويين تعاني من سوء التجهيز وهي غير مدربة بشكل كافquot;. واعتبر اجاي ساهاني مساعد مدير معهد ادارة النزاعات ان المتمردين يغتنمون ضعف الحكومة المركزية وقال quot;الماويون ليسوا اقوياء فعلا بل ان الدولة ضعيفة ولم تنجحquot; في ضمان حسن الادارة وتوفير الامن.
واضطرت الحكومة الى الرد فاعلنت الاربعاء انها quot;سمعت غضب الشعبquot;، لكن بدون ان تعلن عن تدابير عملية. وفي ولاية شاتيسغار التي زارها الاربعاء، نبه وزير الداخلية بي. شيدامبارام الى ان المعركة ستكون طويلة متوقعا ان تستمر quot;سنتين الى ثلاث سنوات، وربما اكثرquot;، وحذر من اي quot;رد فعل متهورquot;. وقد اسفرت اعمال العنف المنسوبة الى الماويين عن اكثر من 600 قتيل العام الماضي عندما حظرت الحكومة الحركة التي باتت توصف رسميا بأنها quot;ارهابيةquot;. وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، شهدت ولاية جارخاند (شرق) اول عملية قتل شرطي بقطع الرأس، فكان لها وقع بالغ في النفوس ولم تتردد الصحافة في مقارنة هذه العملية بالوسائل التي تستخدمها حركة طالبان في افغانستان.
التعليقات