Egypt court orders release of Brotherhood leaders

أكد مراقبون وقياديون بالحزب الوطني الحاكم أنّ تحركات جماعة الإخوان المسلمين صوب الأحزاب الرئيسة ليست لعقد صفقات معهم، وإنما القصد منها الوصول الى صفقة مع الحزب الوطني الحاكم حول الإنتخابات البرلمانية المقبلة، مستبعدين ان يحدث أي نوع من التحالف او التنسيق بين الجماعة وهذه الأحزاب نظرًا للخلافات الجذرية بينها من جانب والاخوان من جانب اخر.

القاهرة: كان الإخوان قد بدأوا سلسلة لقاءات بدأت بالتجمع ثم الناصري وتمتد للوفد والجبهة والدستورى الحر، بهدف توحيد الجهود الوطنية لدعم الإصلاح السياسي، والتشاور حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، منها إنهاء حالة الطوارئ، وضمان نزاهة الإنتخابات، وبحث سبل مكافحة الفساد، وإستحواذ الحزب الوطني الحاكم على مقدرات الأمور في البلاد، وفق الجماعة.

بيد ان المراقبون يرون ان الهدف الاساسي من هذه اللقاءات غير ذلك هو المكايدة فى الحزب الوطني الحاكم وفتح باب للوصول الى صفقة حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، إنطلاقًا من شعور الجماعة بقلة حظوظها في إنتخابات 2010 وصعوبة تكرار الإنتصار الذي حققته في إنتخابات 2005 عندما حصلت على 88 مقعدًا.

وقال مجدي الدقاق، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، لـquot;ايلافquot; ان quot;محاولات تقارب جماعة الإخوان المسلمين من الأحزاب المعارضة لا يقلق الحزب الوطني، مشيرًا الى ان سعيها لعقد حوارات مع الاحزاب الرئيسة ليس أمرًا جديدًا وسبق ان فعلت ذلك من قبل ولم تنجح، و quot;لن تنجح ايضًا هذه المرة quot;.

ويرى الدقاق ان حوار الإخوان مع الأحزاب يأتي إنطلاقًا من أنهم يشعرون، أي الجماعة، بأنهم في عزلة وفي مأزق. مفسرًا العزلة quot;في أنهم يدركون ان تواجدهم على الساحة لم يستطع جلب تأييد لهم، والمأزق ان كل القوى السياسية بما فيها أحزاب المعارضة والليبراليين والحزب الوطني ترفض التعامل مع النهج والفكر الإخواني لأنه نهج وفكر معادٍ للديمقراطية، وبالتالي لإحساسهم بعزلتهم ومأزقهم فهم يبحثون عن حلفاء وانصار، لأنهم يعلمون ان ما يطرحونه من أفكار لا يمكن ان يتقبلها الواقع المصري، وكانت تجربتهم البرلمانية معادية للحرياتquot;.

وأضاف quot;الخلاف ليس فقط مع الحزب الوطني والاخوان وإنما الخلاف بين التيار الكبير المعادي للدولة الدينية والمنادىي بالدولة المدنية والديمقراطية، أي قوى الاستنارة، وبين الإخوان كتيار يسعى الى تأسيس دولة تشبه دولة ايات الله في ايرانquot;.

ويعتقد الدقاق انquot; هذا الحوار ليس له قيمة وان هذه المحاولات مصيرها الفشل نظرًا لإختلاف الأجندة السياسية لأحزاب الوفد والتجمع والناصري جذريًا عن الإخوان، قائلاً: quot;لا أعتقد ان تقبل هذه الأحزاب بأي نوع من التنسيق والتحالف مع الإخوان. فالوفد حزب ليبرالي قديم يدعو الى الوحدة الوطنية وهذا يخالف النهج الاخواني. والحزب الناصري صاحب تجربة فى الستينات وقف الإخوان ضدها بقوة وحاولوا إغتيال الزعيم جمال عبد الناصر وإتهموه بالكفر. وبالتالي الناصريين الحقيقيين لن يقبلوا بأي تنسيق مع حركة الإخوان. ونفس الأمر النسبة للتجمع الذي يؤمن بالدولة المدنية، فلن يقبل بنظام او حركة تؤمن بالدولة الدينية، وكل هذه الأشياء يتبناها الحزب الوطني. وبالتالي الإخوان على خلاف مع القوى السياسية في مصرquot;.

واضاف quot; أنهم يحاولون ان يظهروا أنهم موجودون على الساحة وهذه المحاولات تمت من قبل ولم تنجح ولن تنجح للاسباب نفسهاquot;، مستبعدًا عقد صفقات من أي نوع بين الحزب الوطني والجماعة، لعدم وجود سبب يدعو الى ذلك.

وإستنكر الدقاق فى الوقت نفسه ما تردد عن الافراج عن قيادات الإخوان المعروف بتنظيم القطبيين بموجب صفقة مع النظام، قائلاً ان quot; التعامل مع الإخوان يتم بمنطق قانوني وليس سياسيًاquot;.

وقد رفضت الجماعة أيضًا إتهامها بعقد صفقة مع النظام للإفراج عن قيادات الجماعة على رأسهم محمود عزت امين الجماعة وثلاثة من مكتب الإرشاد قائلة في بيان بأنها إفتراء من نسيج مريديهوليس له أساس من الصحة، معتبرين في ذلك محاولة لتشويه تاريخ الجماعة الناصع، على حد قولها في البيان.

ومن جانبه يرى حلمى النمنم، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن هدف الجماعة من الحوار هو الوصول إلى طرف يمثل الدولة لعقد صفقة معه حول الإنتخابات البرلمانية القادمة، إنهم لا يريدون عقد صفقات مع الأحزاب لأنها لا تملك شيئًا وإنما تريد أن تقول للنظام بأنها هنا ويمكن ان تقوم بالتنسيق مع أي طرف وذلك من باب المكايدة أو وسيلة لفتح الكلام مع الوطني ومع أجهزة الدولة لعقد صفقة على غرار إنتخابات 2005 التي حصلت فيها على 88 مقعدًا.

وأضاف ان الظروف لن تسمح بتكرار ما حدث في إنتخابات 2005 في إنتخابات 2010 ولن يضحي الوطني برموزه من أجلهم ،خصوصًا مع ظهور جماعات ضغط وقوى سياسية أخرى في المجتمع خصمت من رصيد الإخوانفي المقام الاول.