كادت أزمة دبلوماسيةتقع بين بيروت ودمشق في أعقاب خطأ تشكيلة الوفد اللبنانيالذي كان من المقرر أنيبحث فيسوريا الاتفاقات الموقعة بين البلدينفي إطارمعاهدة الاخوة والتنسيق المبرمةفي العام 1999، ولكن التدخل السريعمن رئيس الوزراء سعد الحريري منع ذلك.
بيروت: نجح التدخل السريع لرئيس الحكومة سعد الحريري في الحؤول دون استفحال القرار السوري برفض استقبال الوفد اللبناني الذي كان مقررًا حضوره إلى دمشق يوم الأربعاء الماضي للبحث في عدد من الملاحظات والاقتراحات التي وضعها الوزراء والخاصة بالاتفاقات الموقعة بين البلدين في إطار معاهدة الأخوة والتنسيق المبرمة في العام 1999، فوضعه في خانة الخطأ التقني وقام بمعالجته على هذا الأساس.
وجاء الموقف السوري بعد أن تبين لأصحابه مخالفة الجانب اللبناني ما اتفق عليه لناحية تشكيلة الوفد ومستواه على ألا يقل منصب المشارك فيه عن quot;مدير عامquot; وهذا ما لم يحصل. إذ زودت دمشق قبل ساعات من الموعد المحدد للقاء بعدد من الأسماء بديلة عن اثنين أو ثلاثة من المدراء العامين تعذر حضورهم، الأمر الذي أثار انزعاج المسؤولين السوريين الذين استغربوا عدم وضعهم في أجواء التعديلات مسبقًا وفرضها كـ quot;أمر واقعquot; عليهم فكان الرد عليها بالاعتذار عن عدم استقبال الوفد وتحميل الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري رسالة إلى بيروت مفادها أنها أخطأت في التعاطي مع هذا الموضوع، خصوصاً أن الوفد الذي كان ينتظر حضوره، وهو الأول من نوعه بعد فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية، كلف ببحث قضايا على جانب كبير من الأهمية وحائز على صلاحيات بالبت والإقرار فإذا به يصبح دون المستوى المطلوب.
وابلغ مصدر سوري مطلع quot;إيلافquot; انه يأخذ على quot;الأشقاء اللبنانيينquot; تعاملهم مع هذه القضية بخفة فيما الأصول تقتضي المحافظة على كل ما جرى التفاهم حوله وحتى التفاصيل الصغيرة المتعلقة بموعد وصول الوفد واستقباله، لافتاً إلى أن الموضوع لم يكن ليثار في الإعلام لولا كشف الجانب اللبناني عن موعد اللقاء مسبقًا فيما تبين لاحقًا أن جدول أعمال بعض المديرين العامين يتضارب مع موعد اللقاء المذكور.
وهذا ما أكده صراحة وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي الذي قال إن اعتذار المدير العام للنقل عبد الحفيظ القيسي عن المشاركة يعود إلى ارتباطه بمناسبة رسمية عائدة إلى الوزارة تتصل بتدشين معهد التدريب البحري في البترون، كما أن وزير الصناعة ابراهيم ده ده يان تحدث بدوره عن وجود مدير عام وزارته خارج لبنان، فيما ذكرت معلومات أن وزير الإعلام طارق متري كلف احد مستشاريه بالذهاب إلى دمشق بدلاً من مدير عام الوزارة الدكتور حسان فلحة.
وذكر المصدر السوري المطلع انه كان على الحكومة اللبنانية تدارك قواعد البروتوكول والتنبه لغياب مديرين عامين فيها من المفترض وجودهم في عداد الوفد المقرر حضوره إلى دمشق، والمسارعة إلى التفاهم مع الحكومة السورية على موعد آخر كما تقتضي الأصول لا القفز فوقها وإرسال مستشارين للجلوس أمام مدراء عامين في سوريا. وأمل المصدر أن يكون لبنان قد تعلم الدرس هذه المرة حتى لا يتكرر الخطأ مجدداً.
هذا ولاحظ المراقبون أن ردة الفعل اللبنانية على الموقف السوري جاءت استيعابية حيث فوجئت الأوساط السياسية بالنائب عقاب صقر القريب من الحريري يدلي بتصريح بعد ساعات قليلة من إلغاء زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا يعرب فيه عن quot;تفهم الموقف السوري الذي جاء على مستوى عالٍ من اللياقة والاحترافquot; على حد قوله.
مشيرًا إلى أن الغاية من الاجتماعات التمهيدية إغناء وإنجاح زيارة الرئيس الحريري لاحقاً وليس تجويفها وافراغها من مضمونها كما يتمنى بعض المصطادين في الماء العكرquot;. وقال : quot;نرد على هؤلاء الذين لا يفوتون فرصة للتعكير على الزيارة وإثارة البلبلة بالقول إن لا مبرر لها وهي سطحية وفارغة، وبأن السكة سالكة بشكل ممتاز كما هو مرسوم ومخطط لها بما يؤشر لكونها ستكون أكثر من ناجحة ومثمرةquot;.
بدوره عبر وزير الإعلام طارق متري عن موقف الحريري بعدم إعطاء مسألة التأجيل السوري أبعد من حجمه فقال بعد جلسة مجلس الوزراء أمس أن ما حصل للوفد اللبناني يتعلق بمسألة تقنية ليس إلا..