عاد موضوع الاختلاط الى الواجهة في السعودية مع توجيه البراك رسالة الى العيسى والغيث والغامدي.

الرياض: عاد رجل الدين السعودي عبدالرحمن البراك إلى واجهة الاختلاط مجدداً، ولكن هذه المرة عبر رسالة عنونها بـ quot;رسالتي إلى العيسى والغيث والغامديquot;.

وبدأ البراك رسالته إلى من سماهم quot;الإخوة المشايخ الكرامquot; بقوة قائلاً إتقوا الله وأضاف quot;لاتكونوا مفاتيح للشر على الأمة بتسويغ أو تهوين مايبغيه أعداء الله من الكافرين والمنافقين من تغيير حال هذه البلاد العزيزة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين، وجرِّها إلى ما جرى على البلاد الإسلامية التي رزحت تحت نير الاستعمار دهرا حتى مسخها، ونفذ فيها خططه، فلم يخرج منها حتى سلمها لمن يبقي على مخططاته وآثارهquot; محذراً بأن البلاد الإسلامية أصبح مشاعاً فيها quot;الخناquot; والفجور بسبب الاختلاط والسينما.

وأضاف البراك في رسالته الحادة اللهجة quot;فاتقوا الله أن تكونوا سندا لأصحاب الأهواء من العصرانيين الذين اتخذوا الغرب قبلة، لا يألون في اقتفاء آثارهم، فيتخذون مما كتبتم أو تكتبونه من تأويلات أو شبهات في شأن الاختلاط وسيلة للوصول إلى مآربهم، ولهذا فرحوا بما كتبتم من التسهيل والتشويش في حكم الاختلاط، وأثنوا على تلك الكتابات والكاتبين، وأبرزوهم بنشر الصور والمديح الكاذب، وما مدح هؤلاء السفهاء من الصحفيين والكتاب في الحقيقة إلا مذمةquot;.

وتأتي رسالة البراك في وقت لايزال فيه الجدل يحتدم في الداخل السعودي حول مصطلح الاختلاط بين قائل بتحليله وآخر بتحريمه. ولكن اللافت للنظر وهو ماحرك البراك هو دخول محسوبين على رجال الدين أيدوا الاختلاط ورأوا فيه أمراً مباحاً وكان آخرهم الشيخ أحمد الغامدي رئيس هيئة مكة.

وكان وزير العدل السعودي محمد العيسى من أوائل المشايخ السعوديين الذين دعوا إلى مراجعة مصطلح الإختلاط وتحريمه بإطلاقه، قائلاً إنه مصطلح أدخل عنوة في المصطلحات الشرعية مثل الخلوة المحرمة، وكان حديثه في وقت اشتدت حملة متشددة دينياً إبان افتتاح جامعة الملك عبدالله في ثول (غرب السعودية)، حيث تسمح قوانين الدراسة بالاختلاط بين الجنسين في قاعات الدراسة.

وكان البراك أثار جدلاً كبيراً حينما أطلق فتوى قبل شهور تكفر مستحلي الإختلاط، حيث قال إنهم يحللون ما حرم الله وبالتالي فهم كفار بحسب قوله، وهو الأمر الذي أوجد غضبة في أوساط كثير من السعوديين وبخاصة النخب المثقفة الذين طالبوا بمحاكمته، إلا أن السلطات السعودية أغلقت موقعه بعد يومين من فتواه.