لا اتفاق بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار قبل يوم الاثنين موعد افتتاح الاسواق. هذا ما أكده مسؤولون في الحزبين، لكن المشاورات جارية وسيتجدد اللقاء يوم الأحد في وقت يواجه غوردن براون دعوات إلى استقالته صدرت من قبل نائب عمالي وكشفت عنها استطلاعات الرأي.

Protest as British parties seek power-sharing ...

لندن: يواصل المحافظون والديمقراطيون الاحرار يوم الاحد المحادثات من اجل تشكيل ائتلاف حكومي في وقت أكّد فيه ممثلون عن المحافظين أن لا اتفاق بين الطرفين قبل افتتاح الاسواق يوم الاثنين من اجل تأمين استقرار العملة.

وقال المتحدث باسم حزب المحافظين ان المحادثات التي ستنطلق الساعة 11 صباحًا (10:00 بتوقيت غرينتش) ستجري وجهًا لوجه بين الحزبين لكن على مستوى أقل من زعيمي الحزبين.

وكانت أسعار الجنيه الاسترليني والسندات الحكومية البريطانية والاوراق المالية قد هبطت في لندن يوم الجمعة، عندما تأكد عدم حصول المحافظين على الاغلبية الكاسحة في البرلمان لكن الاسترليني والسندات بدأت في تعويض خسائرها الصباحية مع احتمال التوصل الى اتفاق بين المحافظين والديمقراطيين الاحرار.

ومساء السبت عقد لقاء مغلق بين ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين، ونك كليغ زعيم الديمقراطيين الاحرار وصف بالحار والبناء دام نحو 70 دقيقة، ولم تكشف اي تفاصيل عنه.

وفي وقت سابق اليوم، اعتصم الآلاف امام مقر الديمقراطيين الاحرار وطالبوا بإصلاح النظام الانتخابي، كما دعوا كليغ الى رفض التراجع عن معادلة التمثيل.

إلا أنّ كليغ رفض في كلمة موجزة ألقاها أمام المتظاهرين الإفصاح عن طبيعة المفاوضات التي يجريها قادة الحزب السبت، أو العرض المقدم من جانب المحافظين واعدًا بإصدار بيان في وقت لاحق.

واضاف زعيم الديمقراطيين الليبراليين للمحتشدين الذين رددوا شعارات تطالب بإصلاح النظام الانتخابي إن إصلاح العملية السياسية هو السبب الرئيس الذي جاء به إلى عالم السياسة.

وبعد يومين من ظهور نتائج الانتخابات العامة، لا تزال هوية الحزب أو التحالف الذي سيشكل الحكومة المقبلة في بريطانيا غير معروفة في ظل عدم حصول أي من الأحزاب السياسية على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة منفردًا.

ووسط هذه الاجواء دعا النائب العمالي جون مان رئيس الوزراء غودرن براون الى الاستقالة ، كما افاد استطلاع للراي ان ثلثي المستطلعين يعترون ان على براون الاعتراف بالهزيمة وفتح الطريق امام رئيس جديد.

سيناريوهات الخروج من الازمة

في غضون ذلك، لا يوفر اي من سيناريوهات الخروج من الازمة اثر الانتخابات التشريعية البريطانية التي لم تنبثق عنها اغلبية مطلقة في البرلمان، ضمانات على الامد البعيد، ويرى عدد من المراقبين انه من المرجح ان تنظم انتخابات جديدة في الاشهر المقبلة بهدف منح البلاد اغلبية مستقرة.

ويتعين تشكيل الحكومة الجديدة قبل 25 ايار/مايو، موعد تصويت الثقة في البرلمان بمناسبة كلمة الملكة.

- اتفاق المحافظين والديمقراطيين الاحرار :

بدأت المفاوضات بين المحافظين والديمقراطيين الاحرار. غير ان برامج الحزبين تتعارض في العديد من النقاط وقد لا يقبل المحافظون برغبة الاحرار في اصلاح نظام الانتخابات بادخال النظام النسبي. وهنا يرد احتمالان:

الاول : هو ان يضع الحزبان خلافاتهما جانبًا ويتفقان على برنامج ائتلاف فعلي. وهما يملكان معًا اغلبية مطلقة من 37 مقعدًا ما يعني دخول وزراء من حزب الديمقراطيين الاحرار الحكومة. ويصعب على الديمقراطيين الاحرار الاقرب الى اليسار، القبول بهذه الفرضية.

الثاني: اذا تعذر تشكيل ائتلاف يمكن ان يتفق الحزبان على شروط تحالف اقل صرامة يقوم فيه الديمقراطيون الاحرار بدعم الحكومة لدى التصويت على مشاريع القوانين المهمة في مقابل اخذ رايهم في الاعتبار من قبل المحافظين.

- اتفاق العمال والديمقراطيين الاحرار :

اعلن رئيس الوزراء العمالي غوردن براون انه على استعداد ، في حال فشل المفاوضات بين المحافظين والديموقراطيين الاحرار، للتباحث مع هؤلاء الاخيرين الامر الذي لم يستبعده ايضًا الديمقراطيون الاحرار. ويبدو الحزبان اقرب الى بعضهما حيث سبق ان وعد حزب العمال بتنظيم استفتاء حول اصلاح نظام الاقتراع. غير ان مجموع مقاعد الحزبين (315) لا يمنحهما الاغلبية المطلقة (326). ويمكن ان تنضم اليهما احزاب صغيرة مثل الحزب الوحدوي الديمقراطي (ايرلندا الشمالية) الذي يملك ثمانية مقاعد. غير ان هذه الاحزاب لا يمكن ان تقدم الا دعمًا موضعيًا تطلب لقاءه ثمنًا باهظًا.

- تشكيل المحافظين حكومة اقلية :

اذا لم يتمكن اي حزب من تشكيل تحالف، يقوم المحافظون باعتبارهم يملكون اكبر عدد من المقاعد في البرلمان (306) بتشكيل حكومة اقلية. في هذه الحالة يمكن ان يحظوا بدعم من الحزب الوحدوي الديمقراطي وبدعم موضعي من احزاب صغيرة اخرى.