يتوقع مراقبون أن يؤدّي الاتفاق بين تركيا والبرازيل مع ايران إلى مفاقمة التوتر بين انقرة وتل أبيب.

انقرة: قد يبدو الاتفاق الذي وقعته تركيا والبرازيل مع ايران الاثنين حول مشروع تبادل اليورانيوم انتصارا دبلوماسيا، لكنه سيؤدي بكل تأكيد الى تفاقم التوترات بين أنقرة وإسرائيل اللتين تدهورت علاقاتهما بشكل ملحوظ.

وقال سنان اوغان من المركز التركي للعلاقات الدولية والتحليل الاستراتيجي (تركسام) في انقرة quot;ان الاتفاق سيوجه على الارجح ضربة جديدة الى العلاقات التركية الاسرائيلية البعيدة اصلا عن الاجواء الصافيةquot;. لكن هذا الخبير يرى ان تركيا quot;كبلد مجاور لايران كان واجبها ان تسعى إلى منع تدهور الازمةquot; بشأن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

وفور توقيع الاتفاق في العاصمة الايرانية اسرعت اسرائيل في التعبير عن غضبها وقالت بلسان احد كبار مسؤوليها quot;ان الايرانيين تلاعبوا بتركيا والبرازيلquot; العضوين غير الدائمين حاليا في مجلس الامن الدولي.

وقد تدهورت العلاقات بين اسرائيل وتركيا بشكل كبير منذ حرب غزة في نهاية 2008 لا سيما مع التصريحات الشديدة اللهجة التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يترأس حكومة اسلامية محافظة، وذلك بعدما كان البلدان يعتبران لفترة طويلة حليفين استراتيجيين.

الى ذلك تعرض سفير تركيا في اسرائيل -تم تبديله منذ ذلك الحين- في كانون الثاني/يناير للاهانة علنا في وزارة الخارجية، وفي نيسان/ابريل هاجم اردوغان اسرائيل بحدة واصفا اياها بانها quot;الخطر الحقيقي على السلامquot; في الشرق الاوسط.

وينص اتفاق طهران على تبادل وقود نووي ايراني مقابل يورانيوم مخصب بنسبة 20% على الاراضي التركية. وقد وقع الاتفاق وزراء خارجية الدول الثلاث في حضور الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا واردوغان.

وذكرت وسائل الاعلام التركية ان اليورانيوم يفترض ان ينقل الى مركز تخزين في المعهد التركي للطاقة الذرية الواقع في كوتشوكتشيكميجي على الضفة الاوروبية لاسطنبول.

وفور توقيع الاتفاق اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان فرض عقوبات على ايران لم يعد ضروريا، مكررا موقف انقرة التي دعت دوما الى الحوار ورفضت فرض عقوبات على جارتها.

ونبه اوغان الى انه quot;ان نكثت ايران بتعهداتها، كما فعلت في الماضي، فان الاسرائيليين سيتهمون الاتراك بانهم ساعدوا الايرانيين على كسب الوقتquot;.

وبوجه عام، فان الوساطة التركية في هذا الملف، على غرار ملفات خلافية اقليمية اخرى، تدل على دبلوماسية جديدة اكثر اندفاعا ودينامية.

ورأى المعلق الدبلوماسي في صحيفة ملييت سميح اديز quot;في عالم متعدد الاقطاب تعبر تركيا عن هويتها الغربية ولكن ايضا عن بعدها الشرق اوسطي او البلقانيquot;.

فبعد ان كانت في ما مضى في نزاع مع دول مجاورة عدة، قامت تركيا التي تضطلع بدور فاعل مركزي كما في زمن الامبراطورية العثمانية، بتسوية مشكلاتها مع معظم جيرانها.

وباتت تقيم علاقات ممتازة مع سوريا بعد ان كانت هددتها بحرب في 1999، لكن ايضا مع اليونان وروسيا.

واضاف اديز quot;من الخطأ التفكير ان تركيا تدير ظهرها للغرب. فهي تتميز بموقع استراتيجي فريد مع جيرانها الذين لهم مشاكل مع الغربquot;.

واشنطن ما زالت لديها quot;مخاوف جديةquot;

على صعيد متصل، قال البيت الابيض ان الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالت لديهم quot;مخاوف جديةquot; بشان الملف النووي الايراني، رغم اتفاق تبادل اليورانيوم الذي ابرمته ايران مع تركيا والبرازيل، الا انها لا ترفض الاتفاق كليا. الان ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قالت ان الاتفاق يستجيب quot;جزئياquot; لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان قيام ايران بنقل اليورانيوم المنخفض التخصيب الى خارج اراضيها سيكون quot;خطوة ايجابيةquot; الا انه اشار الى ان ايران اعلنت انها ستواصل تخصيب اليورانيوم.

واضاف غيبس quot;أخذنا علما بالجهود التي بذلتها تركيا والبرازيلquot;، الا انه اشار الى ان الاتفاق الذي اعلن عنه في طهران يجب quot;ان يعرض على الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ان يتمكن المجتمع الدولي من تقييمهquot;.

واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض انه انطلاقا من التصرفات السابقة لايران quot;فانه لا تزال لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مخاوف جديةquot; ازاء الملف النووي الايراني.