دبى: أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط - أول إستراتيجية في التغذية على الصعيد الوطني والتي تهدف إلى تحسين الوضع التغذوي لكافة الفئات العمرية لسكان دولة الإمارات.

وقال الدكتور سالم الدرمكي مدير عام وزارة الصحة بالإنابة خلال إطلاق الإستراتيجية اليوم في فندق جراند حياة دبي أن مبادرة إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتغذية تأتي تلبية لتطلعات قيادتنا الرشيدة نحو غد أفضل لجميع السكان مؤكدا ان القطاع الصحي يشهد تقدما ملموسا في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

وأضاف ان إطلاق إستراتيجية وطنية للتغذية يمثل تجسيدا واقعيا لواحدة من المبادرات الحديثة لوزارة الصحة التي تنطلق في إطار الإستراتيجية الجديدة والتوجه المدروس نحو تحقيق التميز والجودة والارتقاء بالخدمات الصحية في الدولة.

وأشار إلى ان الجهود التي تقوم بها الدولة في المجال الصحي واضحة جلية للجميع إلا أن هناك الكثير من التحديات التي أصبحت مصدر قلق للقطاعات الصحية في الدولة منوها انه من ضمن هذه التحديات ما يتم رصده وتوثيقه في القطاع الصحي من ارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية مثل أمراض السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم والتي ترجع أسبابها في الأصل إلى الأنماط الصحية وسلوكيات التغذية غير السليمة وعدم ممارسة النشاط البدني .

ولفت إلى أن وزارة الصحة تدرك أهمية التغذية الجيدة كأساس للوقاية من الأمراض غير المعدية موضحا ان الوزارة عملت وبمساعدة منظمة الصحة العالمية على وضع الإستراتيجية الوطنية للتغذية للأعوام 2010 ndash; 2015 بهدف العمل على تحسين الوضع التغذوي لكافة فئات المجتمع وخاصة فئة الأطفال والنساء مع وضع برامج تغذية تهدف إلى الحد من مشكلة السمنة والأمراض غير المعدية .

وذكر ان الوزارة ستعمل بالتعاون مع جميع المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة على تفعيل كافة البرامج الوطنية التي تزيد من وعي المواطنين وتحقيق استفادتهم من الخدمات الصحية المختلفة .. مؤكدا على ضرورة تفعيل برامج التدخل التغذوي المبكر منذ فترة الطفولة خاصة وأنها أصبحت تمثل ركناً أساسياً في برامج الرعاية الصحية الأولية لما لها من تأثير فعال في تشخيص ومعالجة أمراض سوء التغذية .

ونوه أن الإستراتيجية الوطنية للتغذية تتضمن عدة مكونات تتعلق بنشر الوعي الصحي والتغذوي لكافة فئات المجتمع وتشجيع الرضاعة الطبيعية والغذاء الصحي والنشاط البدني إضافة إلى تدعيم الأغذية بالمعادن والمغذيات الدقيقة .

وأكد الدرمكى على أهمية دور الإعلام والتثقيف الصحي ونشر المعلومات الصحيحة وتعاون جميع الفئات والقطاعات في المجتمع من أجل نشر مباديء التغذية السليمة وسلوكيات الغذاء الصحي بداية من المنزل وفي دور ومعاهد التعليم المختلفة وحتى في أماكن العمل .

من جانبها أكدت الدكتورة هيفاء ماضي مديرة قسم حفظ التغذية وتعزيزها في منظمة الصحة العالمية العلاقة الوطيدة بين انتشار الأمراض غير المعدية وبين غياب أنماط الحياة الصحية ولاسيما التغذوية منها.

وقالت ان ارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية يعود أساسا إلى ارتفاع نسبة السمنة وقلة النشاط البدني والذي يعود بدوره إلى الأنماط الصحية والتغذوية غير الصحية مشيرة الى أهمية الإستـراتيجية الوطنية التي من شأنها أن تساعد دولة الإمارات على وضع الحلول الجذرية للتحديات الصحية التغذوية ومن ضمنها تشجيع تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني.

من جانبه أكد الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية بوزارة الصحة أن الوزارة وضعت البرامج المقتـرحة لتنفيذ الإستـراتيجية وركزت على أهمية تشكيل لجنة عليا تشرف على التنفيذ والمتابعة.

بدوره أشاد الدكتور أيوب الجوالدة المستشار الإقليمي للتغذية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالتعاون المشتـرك بين وزارة الصحة فى الامارات ومنظمة الصحة العالمية لتوفير الدعم الفني المتواصل والتدريب اللازم للكفاءات والنهوض بالمستوى الفني للطاقم المعني بتنفيذ الإستـراتيجية.

وتتضمن الإستـراتيجية الوطنية للتغذية عدة مكونات تتعلق بنشر الوعي الصحي والتغذوي لكافة فئات المجتمع وتشجيع الرضاعة الطبيعية والغذاء الصحي والنشاط البدني إضافة إلى تدعيم الأغذية بالمعادن والمغذيات الدقيقة .

وتعتمد الإستـراتيجية الوطنية للتغذية فى الإمارات على الإستـراتيجية الإقليمية التي انتهت منظمة الصحة العالمية من إعدادها مؤخرا .

وتعد الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية كأمراض القلب التاجية والإصابات المخية الوعائية وأمراض ضغط الدم وداء السكري بالإضافة إلى بعض أنواع السرطانات والسمنة من الأسباب الرئيسية للمرض والوفيات في معظم بلدان الإقليم والدول العربية وفي دولة الإمارات خاصة .

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية في الإمارات على مواجهة المشكلات المرتبطة بتفشي الأمراض غير المعدية من خلال تطوير إستراتيجية للتغذية تسهم في تطوير برنامج وبناء القدرات اللازمة لإنشاء وحدة للتغذية في إطار خدمات الرعاية الصحية الأولية .

يذكر ان هذه الإستراتيجية بدأ العمل في إعدادها في أكتوبر من العام الماضي بحضور ومشاركة جميع الجهات ذات العلاقة في الدولة كوزارة التربية والتعليم والإعلام والجامعات والهيئات الصحية في دبي وأبو ظبي حيث تم وضع الإطار العام والبرامج التغذوية التي تطبق خلال الفتـرة ما بين 2010 ndash; 2015 .. فيما سيجري العمل على تنفيذها بمشاركة مؤسسات القطاع العام والخاص في الدولة.