إيلاف من المنامة: تبدأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارة رسمية إلى البحرين يوم الخميس, ضمن جولة خليجية قادتها من قبل لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.

وأعلن الديوان الأميري البحريني اليوم أن الزيارة تأتي في إطار علاقات الصداقة بين البلدين، ورغبتهما المشتركة في تعزيز هذه العلاقات وتوسيع دائرة التعاون المشترك لتشمل مختلف مجالات.

وقالت وكالة الأنباء البحرينية التي بثت الخبر أن هذه الزيارة تأتي استكمالا لجهود التعاون بين البلدين التي قام بها الملك حمد بن عيسى إلى ألمانيا في عام 2008 والتي شكلت حدثا هاماً على صعيد تطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.

وتكتسب الزيارة أهميتها بالنظر إلى العلاقات التاريخية الوطيدة والمتميزة التي تربط بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية , وذلك بالنظر إلى الدور القيادي لألمانيا داخل الاتحاد الاوروبى فضلا عما تتمتع به من وزن اقتصادي باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، فيما تعد البحرين دولة مهمة ومحورية فى محيطها العربي والإقليمي نظرا لموقعها الاستراتيجي وسياستها المعتدلة ومواقفها المتوازنة التي أكسبتها احتراما ومصداقية لدى مختلف الأطراف الدولية.

وتتمتع البحرين وألمانيا بعلاقات متميزة على الصعيد السياسي إذ يعود تاريخ بدء العلاقات الدبلوماسية بين المنامة وبرلين إلى العام 1972، وتم تعيين أول سفير ألماني غير مقيم لدى البحرين في 1983م، وافتتحت البحرين أول سفارة لها فى سبتمبر عام 1994م في بون وانتقلت سفارة البحرين من بون إلى برلين في 2001.

كما تم خلال زيارة الملك إلى ألمانيا التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين البلدين في أكتوبر 2008 بهدف تأطير التعاون السياسي بينهما.

وقد أسهمت زيارة الملك حمد بن عيسى إلى ألمانيا في أكتوبر 2008، في تنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين، من خلال زيادة حجم المبادلات التجارية، والتعريف عن قرب بحجم الفرص الاستثمارية المتاحة في مملكة البحرين.

وتم على إثر هذه الزيارة الشروع في إقامة عدد من المشروعات المشتركة بين القطاع الخاص في البلدين، في قطاعات (الطب، تموين الطائرات، المجوهرات، المصارف، تدوير المخلفات، الأجهزة الكهربائية والالكترونية، الصناعات التقنية المتقدمة).

وعلى الصعيد الاقتصادي تعد ألمانيا من اكبر الشركاء التجاريين بالنسبة للبحرين حيث بلغ حجم الواردات منها 301 مليون يورو عام 2009، فيما بلغ حجم صادرات البحرين إلى ألمانيا 67 مليون يورو، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 101 مليون دينار في 2003م إلى 235 مليون دينار في 2007.

وتتمثل أهم الصادرات البحرينية إلى ألمانيا في (الألمنيوم، الأدوات الصحية، الأقمشة، أسلاك الفولاذ، خردة الحديد)، فيما تتمثل أهم واردات المملكة من ألمانيا في (السيارات، قطع غيار الطائرات، الهواتف النقالة، الآلات، الطابعات، ألواح التحكم الكهربائية).

ويبلغ عدد الوكالات التجارية الألمانية المسجلة بالبحرين 122 وكالة في مجالات (الطب، الهندسة، الصيدلة، الطيران، السيارات، الفنادق)، إضافة إلى 4 فروع لشركات ألمانية في البحرين في مجال الاستثمارات والاتصالات والهندسة، و36 شركة بها مستثمرون ألمان في مجال الاستثمارات، والتكنولوجيا، وخدمات الشحن والحفر، والاستثمارات النفطية، الديكور، صناعات الالات الكهربائية، الاستشارات الادارية.

وفي هذا السياق تأتي زيارة المستشارة الألمانية إلى البحرين استمرارا لسلسلة الاتصالات الدائمة بين البلدين والتشاور بينهما حول كافة القضايا محل الاهتمام المشترك، كما أنها تعكس إدراك الجانبين للدور الحيوي والهام للزيارات المتبادلة على مختلف المستويات في تنمية هذه العلاقات وتطويرها فى اتجاه المزيد من التعاون المثمر بين البلدين.

ويرتبط البلدان بعدد من اتفاقيات التعاون الثنائية في مجالات (النقل الجوي، وتشجيع وحماية الاستثمـارquot;ومن المنتظر أن تشكل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المنامة في 27 مايو الجاري، محطة جديدة لتطوير علاقات البلدين، إذ من المنتظر بحث العديد من النقاط الهامة وعلى رأسها بحث الآفاق الجديدة للتعاون المشترك بين البلدين، والتأكيد على أهمية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعسكري والأمني والتقني والثقافي.

كما سيتم كذلك التباحث حول سبل تعزيز التعاون بين ألمانيا الاتحادية ودول مجلس التعاون الخليجي، ودعم الحوار السياسي والشراكة الاقتصادية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.