quot;الموهبة نعمة عظيمة، ورعايتها صنعة حكيمةquot; مقولة أصبحت تنطبق على تنمية مهارات الموهوبين في مجال الإعلام السعودي وتجذب كل محبة للبحث عن فكرها بين أدراج إعلامنا الحاضر حيث أصبحت الإعلامية الصغيرة منافسا quot;شرساquot; ولو بطفولية أيضا في تغطية الأحداث والفعاليات اليومية quot;كتغطية معرض الابتكار السعودي الأولquot; في جدة (25 ndash; 27 مايو) الذي أظهر لنا كوادر إعلامية صغيرة جداً على مهنة المتاعب بالإضافة لجمع الاختراعات الميزة البعيدة عن التقليدية، دون أي يقصد فهل بالفعل سيكون هؤلاء الصغيرات مستقبل الإعلام القادم وسيتم تبنيهم رسمياً من قبل جهات معنية ومكافأتهم مادياً ومعنوياً على ما يقدمون؟

جدة: إعلامية صغيرة للتو باتت تعرف صياغة الجمل وترتيب الكلمات بشكل بلاغي موقع بسجع الإحساس وطباق الأوصاف، فعلى الرغم من عمرها الذي لم يتخطى الثانية عشر إلا أنها استطاعت أن تقوم بالتغطية الميدانية للأحداث بكل حماس وثقة فوضعت لنفسها طريقة تميزها عن غيرها.

الإعلامية الصغيرة quot;نوف المالكيquot; 12 سنة أبدت سعادتها بتغطية الأحداث داخل أسوار المدرسة وعبرت عن فرحتها بثقة مشرفتها الإعلامية فيما تقوم به إعلامياً ونشره على موقع وزارة التربية والتعليم.

توضح المالكي أن لوالديها دورا كبيرا في صقل موهبتها ودعمها وتحمل مشاويرها حيث ترافقها والدتها أينما ذهبت.

وتنوه أن الاهتمام بها وبما تقوم به من أعمال تعشقها يعادل مئات الريالات التي قد ستحصل عليها من الوزارة.

وهي مع ذلك ليست مستاءة من عدم مكافأتها على ما تقدمه لوزارة quot;ربتها على الصدق وعلمتها على التمرس فيما تحبquot; كما تؤكد المالكي بحماس شديد.

مشروع رائد

أما quot;أميمة زاهدquot; رئيس وحدة الإعلام التربوي بجدة ورئيس تحرير مجلة quot;بناتناquot; التابعة لوزارة التربية والتعليم أكدت في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; بأن الإعلام أصبح ذو أهمية كبيره في الوقت الحالي وهو ما دفعهما إلى تبني مشروع رائد في مدينة جدة وهو الاهتمام بالإعلام التربوي من خلال المراكز الإعلامية التي أوجدتها الوزارة في 19 مدرسة حكومية على مدى ثلاث سنوات.

وتتابع حديثها حول عمل هذه الوحدات: quot;نقوم بتنمية الحس الإعلامي لدى الطالبات الصغيرات من خلال إقامة دورات تدريبية لهن، فنساعدهن في معرفة كيفية إعداد محاور اللقاءات عبر اختيار الشخصية المراد محاورتها، وإحضارها إلى إدارة المدرسة واستقبال الطالبة الصحفية لهذه الشخصية وإجراء الحوار ومن ثم كتابته ولاحقا نشره ذلك على صفحات من مجلة quot;بناتناquot; الخاصة بوزارة التربية والتعليمquot;.

تسرد مضيفة: quot;مع الأخ بعين الأعتبار أن تلك الفتيات يكن ضمن أعضاء اللجنة الإعلامية في المدرسة تماما مثل المعلمات والمشرفات في المركز الإعلامي في كل مدرسةquot;.

وعن المكافآت المادية التي تقدم لهن مقابل المواد الإعلامية التي يقمن بإنجازها أوضحت زاهد في سياق حديثها لـquot;إيلافquot; بأن وزارة التربية والتعليم توثق أعمالهن الصحفية دون أن يكون هناك أي مكافآت مادية، كون المجلة غير ربحية.

تبني مباشر

مدير تحرير صحيفة الوطن quot;علي الزيدquot; أبدى استعداد صحيفته لتبني مثل هذه المواهب (نواف المالكي أحدها) مبرراً ذلك لإيلاف قائلاً: quot;نحن نعيش في سوق مفتوح ولا يمنع أن تتقدم صاحبة الموهبة للمؤسسات الإعلامية التي يفترض بها دعمهاquot;.

يضيف قائلا: quot;لدى الصحف الورقية الآن شغف في تبني من يمتلك التميز في عالم إعلامي لا يراهن فيه إلا على المبدع.. والمحب لعملهquot;.

كما أستفهم في حديثه عن رغبة بعض المؤسسات في تبني تلك الفتيات الباحثات عن التميز دون أن تقوم بتدريبهن مهنياً وإعلامياً وذلك بما تقتضي ظروف عصر إعلامنا الحديث، أم أنها مؤسسات إعلامية تريد تلك الكفاءات جاهزات أكاديمياً؟

وأضاف quot;الزيدquot; جريدة الوطن بدأت وبإشراف منها في مشروع العمل عن بعد بدعم من صندوق الموارد البشرية الذي يعطي فرصة العمل من المنزل دون ضرورة الدوام في المكتب الرسمي للصحيفة مع صرف راتب ثابت شهرياً لكل إعلامي يعمل عن بعد.

ويقول مدير تحرير الوطن: quot;قمنا بتجريب المواهب وأخضعناها لتجربة العمل الإعلامي وتفاجآنا بكمية المواد التي تأتينا يومياً دون أن نتغافل في أنها جيدة من حيث الصياغة وكل ذلك من خلال قناة المواطن الصحفي التي يرسل منها quot;الصحفي المواطنquot; منتجه، سواء أكان شابا أو شابة حيث نرى تجربة هؤلاء وكيفية رؤيتهم للخبر أو التحقيق أو التصريح الصحفيquot;.

وختم حديثه مؤكداً شغف الصحف السعودية الورقية أكثر من الإلكترونية على وجود واستقطاب هذه المواهب، كون الحياة في السعودية أصبحت كالحلم الأمريكي، كل شيء متاح وكل صاحب حلم يستطيع أن يحققه دون أن يعتريه عائق، وذلك بالطموح والإرادة والإصرار، فهما سلاح الجيل الجديد في حال توفرت الوسيلة.