طوكيو: ناوتو كان رئيس الوزراء الذي انتخب الجمعة في اليابان هو ناشط يساري سابق اصبح احد صقور المالية وهو معروف بمهاراته في النقاش وسرعة انفعاله واستعداده لمواجهة البيروقراطيين في الدولة.
ويلقب ناوتو كان بquot;كان السريع الغضبquot; لانفعالاته القوية. ووزير المالية السابق يميل للشعبوية وهو منذ وقت طويل لاعب اساسي في الحزب الذي شكله مع رئيس الوزراء المستقيل يوكيو هاتوياما.

ورئيس الوزراء الجديد البالغ 63 عاما من العمر، اكتسب شعبية في منتصف التسعينيات عندما كشف خلال توليه وزارة الصحة، مسؤولية الحكومة في فضيحة دم ملوث بفيروس الايدز.
وعلى نقيض هاتوياما والعديد من المشرعين اليابانيين، لا ينتمي كان لسلالة من رجال السياسة بل دخل البرلمان للمرة الاولى بفضل حملات شاقة وفاز بمقعد في محاولته الرابعة عام 1980.

ولد ناوتو كان في منطقة ياماغوشي بغرب جزيرة هونشو اكبر الجزر اليابانية، ووالده مدير مصنع.
تخرج ناوتو كان من قسم العلوم التطبيقية في معهد طوكيو للتكنولوجيا المرموق. وابتكر طريقة في احصاء النقاط لاحدى العاب الطاولة.

وقال في احدى المقابلات quot;لو سارت الامور على ما يرام لاصبحت ثريا، وان لم يكن بقدر ثراء بيل غيتسquot;. واستذكر عدم نجاحه في تقديم ابتكاره لشركة نينتندو ومصنعين الكترونيين آخرين.
وقال quot;اصبحت رجل سياسة لان احدا لم يشأ دفع المال لابتكاريquot;.

ولم تكن الحياة السياسة لكان دائما سهلة.
ففي 2004 اضطر ناوتو كان لتقديم استقالته من زعامة الحزب الديموقراطي الياباني بعد اعترافه بعدم دفع المتوجبات الكاملة في برنامج التقاعد الحكومي بعد ان كان هاجم مسؤولين سابقين من الحزب لعدم تسديدهم المساهمات نفسها.

وللتعبير عن ندمه، حلق رأسه وارتدى الثوب البوذي وقام برحلات حج للمعابد في جزيرة شيكوكو.
وواجه فضيحة اخرى عن علاقة غرامية بمذيعة تلفزيونية بعد ان كشفت مجلة تغطي اخبار المجتمع، انهما امضيا ليلة معا في فندق. وقال في وقت لاحق لوسائل الاعلام quot;وبختني زوجتي: (قائلة) يا احمقquot;.

وتمكن كان من انقاذ مسيرته السياسية وزواجه. وزوجته نوبوكو التي لديه منها ابنان، ربة منزل وتشارك في النقاشات على منابر الحملات الانتخابية.
واصبح ناوتو كان ناشطا بارزا في المجتمع المدني في سبعينيات القرن الماضي مدافعا عن البيئة وعدم اللجوء الى الحرب والعنف.

وتم في ما بعد حل quot;الحزب الديموقراطي الاجتماعي المتحدquot; واطلق فيما بعد quot;الحزب الديموقراطي اليابانيquot; بمشاركة هاتوياما في 1996.

وعندما تولى الحزب الديموقراطي الياباني السلطة العام الماضي واضعا حدا لنحو نصف قرن من الاستئثار شبه المتواصل بالحكم من قبل المحافظين، اصبح كان نائبا لرئيس الحكومة.
وانيطت به رئاسة مكتب جديد هو quot;مكتب الاستراتيجية الوطنيةquot; حيث حارب البيروقراطيين بهدف انتزاع السلطة منهم واعادتها للسياسيين، وهو احد الوعود الرئيسية للحزب في الحملة الانتخابية.

وتولى ناوتو كان وزارة المالية في كانون الثاني/يناير مع اعترافه بأنه ليس خبيرا اقتصاديا. وقال مرة ممازحا انه يشق طريقه مستعينا بالكتب السميكة التي كتبها حائز جائزة نوبل بول صامويلسون.
ومنذ توليه الوزارة أيد سعر صرف اقل للين وحض البنك المركزي على مضاعفة الجهود لمساعدة اليابان على الخروج من اسوأ ركود لها في فترة ما بعد الحرب ومحاربة الانكماش.

واثر الازمة الاقتصادية في اليونان، دفع نحو سياسة تقشف مالي ورفع الضرائب لخفض العجز الضخم الذي يقترب من 200 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي.
وعلى الصعيد السياسي، عارض كان ارسال قوات الى العراق لكنه دافع في نفس الوقت عن دور اكبر للجيش الياباني- الذي يمنعه دستور ما بعد الحرب من الاشتراك في اي عمليات عسكرية- في المهمات الانسانية.