طلب البابا للمرَّة الأولى الصفح عن التَّجاوزات الجنسيَّة التَّي إرتكبت بحق الأطفال من قبل كهنة كاثوليك.

الفاتيكان: طلب البابا بنديكتوس السادس عشر للمرة الاولى بشكل مباشر، quot;الصفحquot; عن الفضائح المتعلقة باستغلال الاطفال في الكنيسة الكاثوليكية مشيرا خصوصا الى quot;التجاوزات بحق الاطفالquot; وذلك خلال قداس الجمعة في ساحة القديس بطرس بحضور حوالى 15 الف كاهن. ووعد ايضا بان الكنيسة quot;ستبذل كل ما بوسعهاquot; لكي quot;لا تتكرر ابدا التجاوزاتquot; الجنسية بحق الاطفال من قبل رجال الكنيسة.

وكان البابا يحتفل باختتام السنة الكهنوتية التي شهدت الكشف عن فضائح التجاوزات الجنسية في الكنيسة في اوروبا واميركا. وقال البابا quot;نطلب بالحاح الصفح من الله ومن الاشخاص الذين كانوا عرضة (للتجاوزات) فيما نعتزم الوعد ببذل كل ما بوسعنا لكي لا تتكرر ابدا مثل هذه التجاوزاتquot;. ووعد بان الكنيسة quot;ستبذل اقصى جهودها لكي تدرس بانتباه مدى صدقية رسالةquot; الكهنة المستقبليين.

إقرأ أيضًا

البابا يتقاسم المعاناة مع ضحايا الاستغلال الجنسي

البابا يقبل استقالة اسقف ايرلندي لعلاقته بالاعتداءات

فضائح الكنيسة الكاثوليكية تتشعّب... والبابا يواجه القضاء

الوجوم يخيم على بافاريا بعد فضيحة الكنيسة

البابا يدعو لمحاكمة مرتكبي الاعتداءات الجنسية

تجاوزات جنسية في جوقة يديرها شقيق البابا

تفاعل فضيحة الاعتداءات الجنسية في المعاهد الألمانية

فضيحة جنسية جديدة تهز الكنيسة الكاثوليكية الألمانية

وكان البابا قد اعتبر سابقا ان المعاناة الكبرى للكنيسة هي quot;خطيئتهاquot; فيما تواجه الكنيسة الكاثوليكية فضيحة اعتداءات جنسية نسبت الى كهنة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت. واضاف ان quot;الهجمات على الكنيسة والبابا لا تاتي فقط من الخارج. المعاناة تاتي من داخل الكنيسة من الخطيئة الموجودة في الكنيسةquot;. وشدد بنديكتوس السادس عشر على ان الكنيسة quot;تحتاج بشكل كبيرquot; الى quot;ان تتعلم الصفح وكذلك ضرورة العدالةquot;، مؤكدا ان quot;الصفح لا يمكن ان يكون بديلا من العدالةquot;.

وكان يرد على سؤال حول كشف جرائم اعتداء جنسي ارتكبها كهنة ورجال دين وتهز الكنيسة في اوروبا واميركا الشمالية واللاتينية منذ اشهر عدة. واشتد السجال حول الاتهامات الموجهة الى اسلوب تعاطي البابا بنديكتوس السادس عشر مع الفضائح التي طاولت الكنيسة الكاثوليكية في العديد من البلدان بسبب تورط رجال دين في اعتداءات جنسية على اطفال. لكن اصواتا كثيرة ارتفعت للحؤول دون quot;تحميل البابا خطايا الارضquot;.

ومنذ نشر تقرير في تشرين الثاني/نوفمبر في ايرلندا عرض لمئات من حالات الاستغلال الجنسي للاطفال ارتكبها كهنة وغطت عليها كنائسهم طوال عقود، كشف عن عشرات الحالات في المانيا، مسقط رأس البابا، اضافة الى النمسا، هولندا، ايطاليا، وسويسرا. والى جانب استهداف البابا كرأس للكنيسة، طالته الاتهامات شخصيا في هذه القضية. فصحيفة نيويورك تايمز افادت انه احجم عام 1996 عن معاقبة كاهن اميركي اتهم باغتصاب 200 طفل اصم تكرارا.

وما زال عدد كبير من الكاثوليك يذكر الكلمات الحادة التي القاها جوزف راتزينغر قبل اسابيع من وفاة سلفه يوحنا بولس الثاني وانتخابه مكانه. ولا شك ان راتزينغر كان يفكر في الجرائم الخطيرة الكثيرة التي كان عليه الفصل فيها من موقعه كرئيس لمجمع العقيدة والايمان. ومن موقعه هذا ايضا عمل منذ 1981 على استصدار قرار يلزم الكهنة برفع جميع المعلومات الى الفاتيكان وابعاد الكهنة المعتدين على الاطفال جنسيا عن الاطفال.

وذكر رئيس المجلس الحبري لوحدة المسيحيين الكارينال الالماني فالتر كاسبر بان بنديكتوس السادس عشر quot;كان اول من شعر بالحاجة الى قواعد جديدة اكثر قسوةquot; لمواجهة الاعتداءات الجنسية على الاطفال في وسط الكنيسة. فالبابا على سبيل المثال استبعد بحزم احتمال اعادة النظر في نذر العزوبية لدى الكهنة، الذي اعتبره البعض اساس الاحباط الجنسي لدى رجال الدين وبالتالي سبب انحرافات محتملة. اما quot;استقالةquot; البابا فتبدو اليوم بعيدة الاحتمال. فالبابا ينتخب لمدى الحياة ولم يستقل في غضون الفي عام الا اثنان من رؤساء الكنيسة، عامي 1294 و1415.