أسقف أوجسبورغ فالتر ميكسا |
شهدت قضية quot;الاعتداءات الجنسيةquot;، المتهم بالتورط فيها عدد كبير من قساوسة الكنيسة الكاثوليكية، تطورات مثيرة، إذ قرر رجل أميركي رفع دعوى قضائية ضد البابا، في الوقت الذي قدم فيه أسقف ألماني إستقالته على خلفية توجيه اتهامات له تتعلق بقيامه بضرب أطفال.
برلين، لندن: كشف رجل أميركي من ولاية quot;إلينويquot;، عن إقامته دعوى قضائية ضد الفاتيكان والبابا بندكتس السادس عشر، متهمًا إياهما بـquot;التغطية على وقائع تحرش جنسيquot;، لأحد القساوسة في مدرسة تابعة للكنيسة الكاثوليكية في ولاية quot;ويسكونسن.quot;
وذكر المدعي أنه كان ضحية تحرش من جانب الأب لورنس ميرفي، بينما كان طالبًا في مدرسة quot;سانت جون للصمquot;، وفقًا لما جاء في مذكرة الدعوى، التي تضمنت مطالبة الفاتيكان بالكشف عن أسماء الآلاف من قساوسة الكنيسة الكاثوليكية، quot;متورطين في اعتداءات جنسية.quot;
ورفض المتحدث باسم الفاتيكان، فيدريكو لومباردي، التعليق على القضية.
وتعرضت الكنيسة الكاثوليكية لهزة قوية بسبب quot;مزاعمquot; الاعتداء على الأطفال على نطاق واسع، من قبل رجال الدين الكاثوليك في أيرلندا، إلى جانب المئات من الناس الذين يقولون إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في ألمانيا والنمسا وهولندا، إلى جانب مزاعم تطال البابا نفسه.
في غضون ذلك، قدم أسقف أوجسبورغ بجنوب ألمانيا quot;فالتر ميكساquot; إستقالته من منصبه عقب توجيه اتهامات له تتعلق بقيامه بضرب أطفال.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الخميس أن الأسقف فالتر ميكسا قال لبابا الفاتيكان، فى خطاب الاستقالة، إن ابرشيته فى حاجة إلى quot;بداية جديدةquot;، مشيرة إلى أن ميكسا نفى فى البداية قيامه بضرب أطفال، إلا أنه أقر بعد ذلك بصفعهم، واعتذر الثلاثاء الماضي عن الألم النفسي الذي تسبب فيه، وطلب العفو والسماح.
ويواجه ميكسا اتهامات بضرب أطفال بمسكن للأطفال الكاثوليك خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يواجه أي اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية، ومن غير الواضح بعد ما إذا كان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر سيقبل استقالة ميكسا أم لا.
يشار إلى أن تحقيقًا خاصًا أظهر أيضًا حدوث مخالفات مالية فى مسكن للأطفال تقع مسؤوليته على عاتق ميكسا.
وكتب المطران ميكسا الى البابا يوم الاربعاء يقول له quot;أطلب الصفح من جميع اولئك الذين لم أكن عادلا معهم، والذين ربما أكون قد تسبب في متاعب لهمquot;، وقال أيضا إنه quot;يدرك تماماquot; نقاط ضعفه quot;الخاصةquot;.
وكانت أوردت صحيفة quot;أوجسبورغر ألجماينهquot; خبر إستقالة الأسقف ميکسا إلا أن المتحدث باسم المجمع الکاثوليکي في ولاية بافاريا الذي تتبعه أبرشية أوجسبورغ وممثلون آخرون عن الکنيسة تأکيد الخبر الذي أوردته الصحيفة على موقعها الالکتروني. وعادة ما تقبل قيادة الکنيسة مثل هذا الطلب، طلب الاستقالة. وکانت قيادة الکنيسة الکاثوليکية قد أوعزت لميکسا في وقت سابق بتجميد مهام منصبه فترة مؤقتة على الأقل.
وقال الأسقف روبرت تسوليش، رئيس مجمع الأساقفة الکاثوليك ان استقالة ميکسا هي الأنسب للتحقيق الموضوعي والمتجرد في التهم الموجهة اليه، وتعالت أصوات الکثير من السياسيين الألمان الذين طالبوا ميکسا بالاستقالة.
وحسب صحيفة أوجسبورغ فإن ميکسا الذي سيبلغ عامه التاسع والستين يوم الأحد المقبل برر قرار استقالته بمسؤوليته العليا عن الأبرشية.
وجدير بالذكر أن سيلا من الاتهامات بسوء المعاملة في أوروبا وخارجها اجتاح الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في الاشهر الاخيرة.
وأعلن الفاتيكان أن البابا بندكتس السادس عشر قبل استقالة المطران الأيرلندي جيمس موريارتي، من رعاية أبرشية quot;كيلداريه ولايغلينquot;، الذي اعترف بأنه أخفى معلومات تتعلق باعتداءات جنسية تعرض لها أطفال في كنيسة quot;دبلنquot; على يد قساوسة، حيث تقدم باستقالته في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ليصبح ثالث أسقف أيرلندي يستقيل على خلفية قضية quot;الانتهاكات الجنسية.quot;
وقال موريارتي، الذي عمل أسقفًا مساعدًا في كنيسة دبلن لما يقرب من 11 عامًا، قبل اختياره أسقفاً لـquot;كيلداريه ولايغلينquot; عام 2002، في بيان، إن quot;قرار تقدمي باستقالتي، يُعد أصعب قرار أتخذه طوال مشوار حياتي داخل الكنيسة.quot;
وتابع قائلاً: quot;لم أكن أعتزم الاستقالة عندما قرأت تقرير ميرفي لأول مرة، حيث لم يوجه لي أي انتقاد بشكل مباشرquot;، في إشارة إلى التقرير الذي تضمن أسماء عدد من زعماء للكنيسة في دبلن، قال إنهم تستروا على quot;انتهاكات جنسية ضد أطفالquot;، خلال العقود الماضية.
وقدم خمسة أساقفة أيرلنديين استقالاتهم، منذ تفجر قضية الاعتداءات الجنسية على أطفال داخل مؤسسات دينية تابعة للكنيسة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تم قبول استقالة ثلاثة منهم، آخرهم جيمس موريارتي.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري قبل البابا أيضا استقالة الأميركي جون فافالورا، أسقف ميامي، الذي اتهم بالتستر على حالات سوء المعاملة.
الى ذلك، أعرب أساقفة الكنيسة الكاثوليكية فى إنجلترا وويلز عن أسفهم العميق اليوم الخميس لفضائح الاعتداءات الجنسية على أطفال من قبل قساوسة كاثوليك.
وقال أسقف ويستمنستر quot;فينسينت نيكولزquot; إن الأساقفة اعتذروا فى بيانهم المشترك عن الأذى الذى تعرض له المئات من الأطفال خلال العقود الماضية من قبل قساوسة كاثوليك.
وكان البابا قد تعهد يوم الاربعاء quot;باتخاذ اجراءاتquot; ازاء الاعتداء على الأطفال من قبل القساوسة، في تصريحاته المباشرة للمرة الأولى حول الادعاءات الأخيرة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الفاتيكان أنه بصدد إرساء قواعد وضوابط لإصلاح نظامه بشأن التعامل مع اتهامات الاعتداء الجنسي، المتورط فيها كهنة في الكنائس، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل تتعلق بتلك الضوابط.
التعليقات