تستعد بوروندي الى اعادة انتخاب رئيسها المنتهية ولايته بيار نكورونزيزا الاثنين لكن مقاطعة المعارضة والهجمات الاخيرة بالقنابل اليدوية تهدد مجددا السلام في هذا البلد الفقير جدا الذي اضنته 13 سنة من الحرب الاهلية.

بوجمبورا: اقتصرت الحملة الانتخابية التي انتهت الجمعة على نشاطات الرئيس نكورونزيزا (45 سنة) المرشح الوحيد بعد انسحاب ستة معارضين طعنوا في نزاهة الانتخابات البلدية التي جرت في 24 ايار/مايو وحقق فيها الحزب الحاكم فوزا ساحقا.

واعلنت ابرز احزاب المعارضة المجتمعة في الائتلاف الديمقراطي للتغيير، الاربعاء انها لن تشارك كذلك في الانتخابات التشريعية المقررة في تموز/يوليو.

وحذر الناطق باسم الائتلاف الذي يضم 12 حزبا ليونار نيانغوما ان quot;الائتلاف الديمقراطي للتغيير لن يعترف ابدا برئيس جمهورية مزعوم تم تنصيبه بعمليات اقتراع غير دستورية وغير شرعية من اللجنة الانتخابية والحزب الحاكمquot;.

واعتبر دبلوماسي معتمد في بوجمبورا انه quot;مع مرشح وحيد هو بيار نكورونزيزا والوحيد المرخص له القيام بحملة ومعارضة مكممة تبدو الانتخابات محسومة سلفا حتى في نسبة المشاركة فيهاquot;، مشيرا الى ممارسة ضغوط على سكان الارياف للتوجه الى مراكز الاقتراع.

وبالتالي يتوقع ان يكون اقتراع الاثنين شبيها بمبايعة الرئيس المنتهية ولايته من جانب نحو 3,5 مليون ناخب من اصل 8,5 نسمة.

ويقام الاقتراع في اجواء من العنف اثر مقتل خمسة اشخاص على الاقل وجرح ستين اخرين بعد نحو اسبوعين من الهجمات بالقنابل اليدوية لم تتبنها اي جهة منذ الانتخابات البلدية المطعون في شرعيتها نهاية ايار/مايو.

وزاد في تفاقم اجواء التوتر اختفاء اكبر قادة المعارضة افغاثون رواسا زعيم قوات التحرير الوطنية، حركة التمرد سابقا، منذ الاربعاء.

وكانت قوات التحرير الوطنية اخر حركة تمرد مسلحة تلقي السلاح في نيسان/ابريل 2009 بعد ثلاث سنوات من التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار وسنة بعد عودة رواسا من المنفى.

وافادت مصادر متطابقة عن اعتقال نحو مئة ناشط معارض منذ الاحتجاجات على عدم شرعية الانتخابات البلدية.

وقال دبلوماسي لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه quot;يبدو ان هناك تشددا من طرف السلطات لان وزير الخارجية البوروندي اتهم المعارضة خلال لقاء عقد الجمعة مع السلك الدبلوماسي، بانها تسعى الى الاطاحة بالحكومةquot;.

وقد اندلعت حرب اهلية عنيفة في بوروندي -حيث 85% من السكان من الهوتو و14% من التوتسي- سنة 1993 واسفرت عن سقوط 300 الف قتيل بعد ان اغتال الجيش الذي كانت تطغى عليه حينها اقلية التوتسي، اول رئيس منتخب ديمقراطيا ملكيور نداداي، من فصيل الهوتو. وينتمي خصوم اليوم، اي الحزب الحاكم وقوات التحرير الوطنية الى نفس حركة التمرد الهوتو.

وسمح التوقيع على اتفاق سلام سنة 2000 بانتخاب الرئيس الحالي من طرف الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ سنة 2005 ووقف اطلاق النار السنة التالية.

وبوروندي هو البلد الاكثر كثافة سكانية في القارة حيث يعيش نحو 300 الف ساكن في الكيلومتر المربع و68% من السكان تحت عتبة الفقر مقابل 37% في 1993.

ويتسبب الضغط حول ملكية الاراضي في وضع متفجر اضافة الى نمو ديمغرافي كثيف جدا (+3,8% سنة 2007) اضافة الى عودة نصف مليون لاجئ منذ 2002.