إحتل 23 حاكما قائمة اسوء زعيم على مستوى العالم اعدتها مجلة فورين بوليسي تقول إنهم حرصوا على الاطاحة بكل من يعارضهم بهدف البقاء في الحكم ولو على حساب شعوبهم. وقد مثل العرب الرؤساء عمر البشير ،محمود احمدي نجاد، حسني مبارك وبشار الاسد.

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية التابعة لمؤسسة واشنطن بوست في عددها الأخير عن شهري quot;يوليو ndash; اغسطسquot; 2010 قائمة بأسماء أسوء 23 حاكما وزعيما على مستوى العالم وقد مثل الرؤساء العرب في القائمة كلا من الرئيس السوداني عمر البشير و الإيراني احمدي نجاد والمصري حسني مبارك والسوري بشار الاسد إلى جانب عدد كبير من الحكام في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، وصفتهم المجلة جميعا بالانظمة الديكتاتورية.

وأوضحت أنهم يحكمون مايقرب من 1.8 مليار مواطن من مختلف أنحاء العالم، غير أنهم حرصوا على الاطاحة بكل من يعارضهم بهدف البقاء في الحكم ولو على حساب شعوبهم.

جاء في مقدمة تلك القائمة رئيس كوريا الشمالية quot;كيم يونج ايلquot; الذي تولى حكم بلاده منذ 16 عاما، حيث وصفته المجلة quot;بالطاغيةquot; الذي تسبب في تردي احوال بلاده الاقتصادية مما ساهم في احداث مجاعة عارمة لابناء شعبه، غير انه لم يعبأ بذلك وراح ينفق المليارات على تطوير البرنامج النووي الذي تعترض عليه القوى الدولية، الى جانب ذلك حرص على التخلص من معارضيه وخصومه السياسيين بالقائهم جميعا في السجون ومعسكرات المعتقلات.

أما المرتبة الثانية فاحتلها quot;روبرت موغابيquot; رئيس زيمبابوي الذي تولى الحكم في بلاده قبل 30 عاما، والذي وصفته المجلة في تقريرها quot;بالديكتاتور الدمويquot; حيث شهدت فترة حكمه حركة اعتقالات واسعة واساليب متنوعة في فنون التعذيب بين صفوف المعارضة، الى جانب معاناة بلاده من التراجع الكبير في مستوى الاقتصاد المصحوبة بارتفاع كبير في معدلات التضخم، ورغم ذلك فقد حرص على زيادة ارصدته المصرفية بالبنوك العالمية.

واوضحت المجلة انه حينما تولى الحكم كان مثالا للكفاح الوطني ضد الاستعمار البريطاني الذي كان يسيطر على بلاده، لكنه تحول بعد توليه الحكم الى مستبد وسافك للدماء.

وفي المرتبة الثالثة جاء quot;زان شوquot; رئيس دولة بورما الذي تولى الحكم منذ اكثر من 18 عاما و الذي وصفته المجلة بأنه حاكم عسكري بلا قلب، إهتم بالبقاء في السلطة على حساب شعبه الذي تفنن في تعذيب كل من يعارضه منهم، واكدت المجلة انه في عام 2008 رفض المساعدات الانسانية المقدمة من المجتمع الدولي لشعب بورما تعويضا عن اعصار quot;نرجيزquot; المدمر الذي اودى بحياة الالاف وتسبب في اصابة وتشتيت الاف اخرين.

وذكرت المجلة انه تسبب في تنشيط السوق السوداء داخل بلاده من خلال صادرات الغاز الطبيعي، ولشعوره بكره شعبه له فهو يخشى من صناديق الاقتراع النزيهة فقدان السلطة.

اما الرئيس السوداني عمر البشير فقد احتل المرتبة الرابعة بين قائمة الرؤساء الطغاة والاولى بين اقرانه من الرؤساء العرب بنفس القائمة، حيث اشارت المجلة الى انه تولى حكم السودان منذ 21 عاما ، حرص خلال تلك الاعوام على قمع معارضيه وانه مسؤول عن قتل الملايين من السودانيين مما جعله يقع تحت طائلة المحكمة الدولية لجرائم الحرب ، وتم وصفه من قبل المجلة بأنه متسلط ومصاب بجنون العظمة.

وأشارت الى ان الميليشيات التابعة للبشير والتي تسمى quot;بالجانجاويدquot; اوقفت مذابحها ضد المدنيين في دارفور ، الا أنهم لا يزالون يقومون بعمليات الاتجار بالبشر.

اما المرتبة الخامسة فقد احتلها الرئيس التركمانستاني جربانجولي بردي محمدوف الذي كان يعمل طبيبا للأسنان في السابق والذي لم يمض على فترة حكمه اكثر من اربعة اعوام ، غير انه فاز بلقب خليفة الطاغية الاكبر عن جدارةquot; مراد نيازوفquot; الرئيس السابق للبلاد على حد ما ورد بالتقرير حيث اعلن quot;جربانجوليquot; نفسه بأن هناك اوجه شبه في شخصيته مع نيازوف، رغم انه كان من اشد معارضيه.

وفي المركز السادس جاء الرئيس الإيريتري quot;أسياس أفوركيquot;الذي تولى الحكم في ارتيريا منذ 17 عاما، ووفقا لما ورد بالتقرير استطاع على مدار تلك الاعوام أن يحول بلاده إلى سجن قومي كبير لا وجود فيه للاعلام الحر والانتخابات التي يرفضها تماما بهدف الاستمرار في الحكم، الى جانب ذلك اكدت المجلة انه حرص على دعم المتمردين المسلحين في الصومال بهدف قلب نظام الحكم.

اما المركز السابع فكان من نصيب الرئيس الأوزباكستاني quot;إسلام كاريموفquot; الذي يحكم أوزبكستان منذ 20 عاما، quot;منذ الحقبة السوفيتيةquot;
الا ان بلاده تشهد قمعاً سياسيا بالغاً نتيجة سياساته الدموية، حيث حرص على عدم قيام الاحزاب السياسية واعتبار اي شخص يعارض سياساته بأنه متطرف اسلامي، الى جانب ذلك تمكن من القاء اكثر من 6500 معارض في السجون والمعتقلات التي تشهد ابشع انواع التعذيب لدرجة انه امر بالقاء اثنين من معارضيه في الماء المغلي وحرص quot;كاريموفquot; على قمع الحريات في بلاده لدرجة دعت القوات الامنية الى ذبح المئات من المتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرة سلمية عام 2005 بمدينة أنديجان التي شهدت انتفاضة شعبية آنذاك.

وفي سلسلة الرؤساء الطغاة على مستوى العالم إحتل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المركز الثامن فى القائمة، رغم انه لم يمض على حكمه اكثر من خمسة اعوام، وقد وصفته المجلة بأنه شخص مثير للجدل وخائن لمبادئ الثورة الاسلامية في ايران وانه لا يزال مصر على المضي قدما في البرنامج النووي الايراني متحدياً اعتراض المجتمع الدولي، وحملته المجلة مسؤولية عمليات العنف والتعذيب التي عانى منها الكثير من الشعب الايراني على مدار الخمس اعوام السابقة والتي كان اخرها ردة الفعل المبالغ فيها من جانب قوات الامن الذي دخل في صدامات عنيفة مع المعارضين لسياسات نجاد العام الماضي على اثر اعادة انتخابه رئيسا للبلاد مما تسبب في قتل العشرات من المعارضين والزج بالمئات في المعتقلات.

وتحت عنوان اسوء الحكام الماركسيين احتل الرئيس الأثيوبي quot;ميليس زيناويquot; المركز التاسع في القائمة، حيث شهدت اثيوبيا في عهده قمعاً كبيراً للمعارضة والاطاحة بأي شخص مناهض لسياسته.

وأكدت المجلة أن زيناوي الذي يحكم اثيوبيا منذ 19 عاما شن حملة على المعارضة وتلاعب بنتائج الانتخابات، الى جانب اتهامه بمصادرة ملايين الدولارات من الحسابات المصرفية لعدد من المواطنين الاثيوبين واضافتها لحساباته الشخصية التي تقدر بملايين الدولارات والتي حرص على ايداعها في بنوك اجنبية خارج دولته، الى جانب امتلاكه لعدد من القصور والعقارات الاخرى في ولاية ماريلاند الأميركية ومدينة لندن البريطانية، غير انه حرص على كتابتها باسم زوجته، الى جانب ذلك أوضح التقرير أن عدد من افراد نظامه يحصلون وفقا لتأكيدات المعارضة على مساعدات خارجية تقدر بنحو مليار دولار سنويا.

ورغم أنه يسعى للمحافظة على دعم إقتصاد بلاده منذ توليه الحكم قبل 7 أعوام الا أنه احتل المرتبة العاشرة بين طغاة العالم، حيث وصفت المجلة الرئيس الصيني quot;هو جين تاوquot; بالحرباء صاحب الوجهين لكونه يخدع المستثمرين الاجانب بوجه بشوش يحمل ابتسامه هادئة بينما يسحق معارضيه بوحشية متناهية.

وذكرت المجلة انه يحكم منطقة quot;التبتquot; التي احكم عليها قبضته الحديدية ويسعى الآن لفتح آفاق استثمارية جديدة في افريقيا وصفتها المجلة بالمستعمرات الجديدة التي يريد أن يستخرج منها الموارد الطبيعية التي يتعطش لها الاقتصاد الصيني لدعم صناعاته.

اما الرئيس السوري بشار الأسد الذي تولى مقاليد الحكم في سوريا منذ 10 اعوام والذي احتل المركز الثاني عشر في القائمة، لم تصفه المجلة سوى بالمتسلط الذي يحاول ارتداء عباءة والده ولكنها كبيرة جدا عليه ، ولم تجد المجلة ادانة له مباشرة سوى اتهامه بأنفاق المليارات من اموال السوريين على الشؤون الخارجية في العراق ولبنان في الوقت الذي اهمل فيه الشأن الداخلي لبلاده، وقالت انه حرص على دعم حهازه الامني الذي يملك السيطرة بأحكام على جميع افراد الشعب السوري.

وجاء فى المركز الثالث عشر الرئيس التشادي ادريس ديبي، الذي تولى الحكم منذ 20 عاما عقب انقلاب أطاح بالرئيس السابق للتشاد التي وصفته المجلة quot;بالديكتاتور السابقquot; وقالت ان ديبي يواجه حاليا تمردا من مسؤول سابق في الدولة، تمكن من جمع قادة اخرين من حوله بهدف الاطاحة به.

وقالت ان ديبي قام باشتنزاف موارد الانفاق لدعم وتجهيز القوات المسلحة وتعاون مع قادة المعارضة ويبني حاليا خندقا حول العاصمة التشادية نجامينا.

وفي المركز الرابع عشر جاء الرئيس الغيني تيودورو أوبيانج نجيما الذي يحكم بلاده منذ31 عاما ، حيث أكدت المجلة أنه يمتلك هو وعائلته الاقتصاد الغيني بشكل فعلي، بعدما تمكنوا من جمع ثروة تزيد عن 600 مليون دولار في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الغيني من الفقر الشديد.

واوضحت المجلة أن الثروة النفطية في غينيا الاستوائية يتم احتساب دخلها للفرد بالمساواة مع نظيراتها في الدول الأوروبية، الا أنها في غينيا تعتبر سرا من أسرار الدولة لا يمكن ان يطلع عليه احد.

اما الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي يحكم بلاده منذ 29 عاما بعد اغتيال الرئيس السابق محمد انور السادات على يد عسكريين بالجيش المصري، اعتراضا على توقيعه لمعاهدة السلام quot; كامب ديفيدquot; مع الاسرائليين، إحتل المركز الخامس عشر في القائمة و وصفته المجلة بأنه quot;حاكم مستبد يعاني داء العظمة وشغله الشاغل أن يستمر في الحكم، وهو يشك في ظله، ومنذ30 عاما وهو يحكم مصر بقانون الطوارئ لاخماد أي نشاط للمعارضة، ويعمل حاليا على تجهيز نجله الاصغر جمال لخلافتهquot;. وقالت المجلة quot;لا عجب أن 23 % فقط من المصريين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2005quot;.

وفي المركز السادس عشر جاء رئيس جامبيا يحيي جامع الذي تولى الحكم في بلاده منذ اكثر من 16عاما ووصفته المجلة بالنرجسي و المهرج العسكري غريب الأطوار الذي يؤكد انه اكتشف علاجا لمرض الايدز، الى جانب ادعائه بان لديه قوى سحرية، وسوف يحول جامبيا الى دولة منتجة للنفط، لكنه لم يوفق حتى الآن.

وذكرت انه تعهد ايضا بالبقاء في الحكم لمدة 40 عاما وهو يصر على مخاطبته بـquot;معالي الشيخ الأستاذ الدكتور الحاج يحيى عبد العزيز جيمس جونكانج جامع.

اما المركز السابع عشر فكان من نصيب رئيس فنزويلا هوجو تشافيز. الذي قضى في السلطة 11 عاما وقالت عنه المجلة انه الزعيم المزعوم للثورة البوليفارية. وقالت ان تشافيز يعزز مبدأ الديمقراطية القائمة على المشاركة، وهو المشارك الوحيد فيها، بعد سجنه لجميع زعماء المعارضة، واشارت الى انه مدد فترة تولي منصب الرئاسة لأجل غير مسمى، وأغلق وسائل الإعلام المستقلة لتكميم افواه المعارضين.

وجاء رئيس بوركينا فاسو quot;بليز كومباوريquot; الذي قضى في السلطة 23 عاما في المركز الثامن عشر بعدما وصفته المجلة بالطاغية الذي ليس لديه رؤية او اجندة، ويضمن لنفسه البقاء في السلطة بتصفية معارضيه واعتقال الخارجين عليه.

واوضحت ان كومباوري تولى السلطة، بعد ان تمكن من اغتيال سلفه quot;توماس سانكاراquot; في انقلاب عام 1987.

واحتل المركز التاسع عشر رئيس أوغندا يوري موسيفيني، الذي تولى السلطة منذ 24 عاما رغم تأكيده فور توليه الحكم انه لا ينبغي على اي رئيس افريقي ان يبقى في السلطة لاكثر من 10 سنوات، وقالت عنه المجلة انه فاز في جميع الانتخابات الرئاسية التي اجريت في اوغندا بالتزوير ، بعدما تمكن من منع المسيرات الانتخابية واحكام قبضته على البلاد.

اما المركز العشرين فقد احتله quot;بول كاجاميquot; رئيس رواندا، الذي قضى في الحكم 10 اعوام والذي وصف بالمحرر الذي أنقذ التوتسي من الإبادة الكاملة في عام 1994، لكن المجلة اكدت انه الان يمارس نفس نظام الفصل العنصري الذي سعى لوضع نهاية له، وقالت إن quot;الجبهة الوطنية الروانديةquot; التابعة له تسيطر على كل مقاليد السلطة quot;قوات الأمن، والخدمة المدنية والقضاء والبنوك والجامعات، والشركات المملوكة للدولةquot; وأشارت الى انه يتم وصف جميع معارضيه بالانقساميين والمحرضين على الكراهية للحكم وبسبب ذلك يتم اعتقالهم.

أما المركز الحادي والعشرين فكان من نصيب الرئيس الكوبي quot;راؤول كاستروquot; الذي لم يمض على توليه السلطة اكثر من عامين ، غير أن المجلة أكدت أنه يعاني من الضبابية الفكرية، ولا يدرك بشكل يدعو إلى الرثاء أن الثورة التي يقودها عفا عليها الزمن، وفشلت فشلا ذريعا، وخارج السياق تماما بالنسبة لتطلعات الشعب الكوبي. وهو يلقي باللائمة في فشل الثورة على المؤامرات الخارجية، التي يستخدمها لتبرير فرض قيود صارمة وأكثر وحشية على اعتاق الشعب الكوبي.

واحتل المركز الثاني والعشرين رئيس بيلاروسيا quot;ألكسندر لوكاشينكوquot; الذي وصفته المجلة بانه ديكتاتور يحكم بلاده بقبضة من حديد، ويرصد حركات المعارضة بالشرطة السرية التي يسميها quot;كي جي بيquot;، واكسبه أسلوبه الوحشي في حكم البلاد لقب quot;آخر دكتاتور في أوروباquot;.

وفي زيل القائمة احتل بول بيا رئيس دولة الكاميرون المركز الثالث والعشرين الذي قضى في السلطة 28 عاما، ووصفته المجلة بانه بمثابة قاطع طريق مهذب، بعدما تمكن من جمع ثروة شخصية تقدر بنحو 200 مليون دولار بخلاف القصور التي يمتلكها، وقالت المجلة انه اجبر المعارضة على الخضوع الكامل لارادته، و لاحكام سيطرته على البلاد تمكن من التعديل مرتين بالقوانين لازالة المواد التي تحدد فترة الرئاسة لضمان بقائه في الحكم.