يوشك التيار المتشدد في السعودية أن يقدم لأحد كبار مناوئيه quot;جمال خاشقجيquot; فرصة العمر بإزاحته من كرسي رئاسة تحرير الوطن، ما اتاح له فرصة أفضل لمنصب مدير عام ومؤسس لقناة إخبارية يمولها ويراهن عليها عملاق المال في السعودية، الأمير الوليد بن طلال.

في حين يتحفز المشاهد العربي والمستثمرون في مجال الإعلام لمعرفة خفايا مشروع قناة إخبارية ارتبطت بوادر تأسيسها باسم إمبراطور الإعلام الغربي quot;موردوخquot; بصفته رئيساً لمجلس إدارة يجلس على أحد كراسيه الأمير الوليد بنسبة تقل قليلاً عن الستة بالمائة، فان الوسط الإعلامي في السعودية يتحفز لمراقبة التجربة التلفزيونية الأولى لخمسيني قضى غالبية عمره على خط النيران الصحافية الفاصلة بين الوسطية والمتشددين بامتدادهم من شخص أسامة بن لادن إلى احداث سبتمبر مروراً بحقبة تأسيس القاعدة ونشاطها في منطقة الخليج.

ففي الرياض وداخل مبنى شركة المملكة القابضة، بدأ فعلياً العمل على إنشاء القناة الإخبارية التي أعلن عنها قبل بضعة أشهر الأمير الثريّ الوليد بن طلال، عبر طاقم سيديره رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية المستقيل جمال خاشقجي.

خاشقجي كشف لـ quot;ايلافquot; عن أن المحطة الجديدة ستكون مستقلة مئة بالمئة، مؤكداً أنها لن تكون ذات توجه ليبرالي كما يُشاع، بل تعبر عن إحتياجات الجمهور السعودي والعربي عبر خط إصلاحي وتنموي يسهم في بناء الانسان بعيداً عن عبث الأيديولوجيات والأجندة المعدة مسبقاً.

وفي ما يتعلق باسم القناة قال إنه لم يتم حتى الآن تسمية القناة وهناك بحث وأسماء متداولة لم يُستقر على اختيارها، نافياً ان تسير القناة الاخبارية التي يعمل على إظهارها وفق أجندة القنوات الإخبارية المملوكة لإمبراطور الإعلام الأميركي ورئيس مجلس إدارة شركة quot;نيوزكوربquot; روبيرت موردوخ الذي يعتبر الأمير الوليد شريكاً فيها بحصة 5.7% ، مشدداً على أن القناة ستكون مستقلة مهنياً وفنياً.

موقع القناة لم يتحدد بعد، هذا ما كشفه خاشقجي، لكنه وضع المنطقة الخليجية في قلب حديثه، ملمحاً الى أن الإتجاه يقودها الى العواصم التي صنعت مُدُناً إعلامية كـ quot;دبي، وأبو ظبي، والمنامهquot;، تاركاً هذا الخَيار إلى معلومات أكثر سيُكشف عنها كما أفصح لـ quot;ايلافquot; في آب القادم.

6 أشخاص هو عدد الفريق الذي سيشكل رؤية القناة وطريقة عملها، وفقاً لخاشقجي، يقومون بدراسات بحثية وجولات ميدانية على التجارب التلفزيونية الاخبارية المماثلة، ويلتقون بشكل دوري مع المثقفين والمؤثرين في اتخاذ القرار ليُشكلون المعالم الأولى لوجه الشاشه الجديدة.

رئيس التحرير الأكثر إستقبالاً لهجمات التيار الديني المتطرف في السعودية لم يخف قلقه من هيبة التجربة التلفزيونية خاصة أنها الأولى التي يخوضها مهنياً، كما لم ينفِ وجود حديث مسبق واهتمام من جهات مختلفة قبل خروجه من الوطن لخوض تجارب جديدة، لكنه كما يقول quot;أحب أن يخوض التجربة التلفزيونية رئيساً ومحركاً وفاعلاً بعد أن كان مشاركاً ومحاوراً في برامج تلفزيونية وإذاعية.

خاشقجي تنفس في آخر حديثه لـ quot;ايلافquot; رداً على مخالفيه بقوله: quot;أنا لا أصنع الكوابيس هم الذين يصنعونها وهم الذي يصدرون التصنيفات وهذا التيار بدأ يختفي ضوءه كلما أدرك المجتمع ضعف مزاعمه وصراخه، في إشارة إلى التيار الديني المتطرف، ما أتمناه هو التفاهم والمصالحة وإختفاء هذه التوجسات وإلغاؤها، داعياً الكبار والقابضين على يد القرار إلى عدم الإستماع الى هذه الأصواتquot;. مضيفاً أن التطور ماضٍ على غير هواهمquot;.