تسود الشارع الاردني حالة من العزوف عن المشاركة في التسجيل للانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في التاسع من تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. هذه الحالة تعكس المزاج الشعبي غير المبالي بالانتخابات لأسباب عديدة وذلك رغم محاولات الحكومة من اجل خرق هذه المقاطعة.

تسود الشارع الاردني حالة من العزوف عن المشاركة في التسجيل للانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في التاسع من تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. هذه الحالة تعكس المزاج الشعبي غير المبالي بالانتخابات لاسباب عديدة واهمها هو ارتفاع الاسعار وحالة الغلاء في ظل محدودية الدخل. اما العامل الثاني فهو عدم ثقة المواطن الاردني بدور النائب وقدرته على احداث تغيير في الحياة السياسية الاردنية.

وامام حالة العزوف وعدم الاقبال وجدت الحكومة نفسها امام خيار التمديد لمدة اسبوعين اضافيين لتشجيع الناس على التسجيل من اجل المشاركة.

لكن توقعات المراقبين تقول إن المدة الاضافية الممنوحة لن تكون مجدية رغم وسائل الترويج التي لجأت اليها الحكومة لحث الناس على المشاركة.وقد فشلت جميعها في ان تكون ادوات مؤثرة وجذابة بل شهد التسجيل حالة ركود على غرار حالة الركود العام التي تجتاح المملكة.

الارقام المعلنة حكوميا تفيد ان هناك 370 الف شاب بلغوا سن 18 يحق لهم المشاركة، الا ان نحو 400 الف لم يثبتوا الدوائر الانتخابية ولم يشاركوا في الانتخابات الماضية والمطلب الحكومي لهم بالمشاركة يظل دون جدوى خصوصا منذ ان فتح باب التسجيل منذ اكثر من شهر حيث لم يتجاوز العدد 130 الفا.

وبانتهاء المدة، تفيد التوقعات ان العدد الكلي الذي سيضاف الى جداول الناخبين وسيشاركون في الانتخابات المقبلة لن يتجاوز 250 الفا اي ان الرقم لم يصل الى النصف من اصل 750 الفا وضعف التسجيل يضع الحكومة رغم التسهيلات التي قامت بها وخطابها عن نزاهة الانتخابات في موقف حرج.

و يرى مراقبون تحدثوا لـquot; ايلاف quot; ان الحكومة الاردنية برئاسة سمير الرفاعي تحتاج الى معجزة حقيقية وادوات سحرية لتقنع الناس بأن الانتخابات المقبلة نزيهة وفعلا سيكون المجلس النيابي السادس عشر خيار الشعب الاردني واصفين حركة التمديد انها ابرة منعشة لتكون بمثابة فترة تفكر الحكومة بابتكار خطاب مقنع اكثر للناس لحثهم الى صناديق الاقتراع.

القراءة الاجتماعية لحالة العزوف الاردني للتسجيل للانتخابات يفسرها مدير مركز البحوث الاجتماعية الدكتور موسي اشتيوي ويقول quot;تاريخيا الانتخابات في الاردن افرغت من محتواها السياسي والاقتصادي والاجتماعي خصوصا في ظل غياب احزاب سياسية عاملة في الساحة السياسية الاردنية quot;.

ويقول ان الحكومة الحالية حاولت القيام بدور التوعية وتقديم التسهيلات للمواطنين وحثهم على المشاركة في الانتخابات لكنها على ما يبدو اخفقت في تحقيق هدفها. وسبب آخر للعزوف من وجهة نظر الدكتور اشتيوي هو تراجع ثقة المواطن الاردني بدور البرلمان وقدرته بان يكون فعالا ومؤثرا في الحياة السياسية لان معظم النواب يسعون إلى حصد المكاسب وتحقيق المصالح الشخصية وليس مصلحة الوطن والمواطن.

ومن الاسباب الاجتماعية، كما يشير الدكتور اشتيوي هو ان المدن الكبرى في المملكة دائما ومن خلال التجارب السابقة فان نسبة المشاركة في الانتخابات فيها منخفضة بعكس مناطق اخرى والمحافظات ذات الثقل العشائري اي ان ثقافة الانتخابات لدى الشارع الاردني مبنية على اختيار مرشح عشيرة او صديق وليس على برنامج سياسي او اجتماعي او اقتصادي يحاكي الواقع والخصوصية الاردنية.

فيما يعتقد مراقب اخر ان السبب في عزوف المواطنين عن التسجيل في الانتخابات او حتى المشاركة هو ان لعبة الانتخابات دائما يسودها تدخلات ، لكنه اشار الى نقطة مهمة هذه المرة هي ان الدولة الاردنية جادة في عدم التدخل، لكنها اكتفت بارسال رسائل ضمنية الى شخصيات سياسية واقتصادية وعشائرية في مختلف المناطق للترشيح للانتخابات، مشيرا الى انه في مطلع الشهر القادم سيتضح المشهد الانتخابي من خلال الاعلانات الرسمية عن المرشحين وبذلك تصبح قراءة مشهد وشكل المجلس القادم واضحة المعالم.

و يشير مراقب لـ quot;ايلاف quot;إلى ان رسالة العزوف الشعبية دفعت بالحكومة للتفكير بفكرة التسلل العشائري، موضحا ان الحكومة عندما وجدت نسب التسجيل ضعيفة استعملت ادوات بطرق غير مباشرة لحث بعض الشخصيات العشائرية للمناداة بالاجتماعات واستمزاج اراء العشيرة وحثهم على التسجيل وتشكيل لجان خاصة في العائلات لمتابعة تسجيل بطاقات الاحوال وتثبيت الدوائر الانتخابية.

يذكر أن باب التسجيل ينتهي في الثلث الاخير من شهر تموز -يويلو الحالي وستعلن الارقام الرسمية والعدد النهائي في جداول الناخبين يحق لهم المشاركة في الانتخابات.