In this photo taken June 30, 2010, a man walks ...

جنيف: أجمعت منظمات الأمم المتحدة على اختلاف تخصصاتها في مؤتمر صحافي جماعي اليوم على أن هايتي لا تزال تواجه تحديات جسيمة على مختلف الصعد بعد مرور ستة اشهر من الزلزال المروع الذي ضرب الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لتنسيق العمليات الانسانية ان العدد الحقيقي لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في 12 كانون الثاني- يناير الماضي سيبقى مجهولا رغم وجود بعض الأرقام التي تشير الى مصرع 222570 شخصا واصابة 300572 اخرين.

وتقول الأرقام المؤكدة التي تسند اليها البعثة ان مليونا ونصف المليون من الأطفال والشباب تتراوح اعمارهم بين 6 و12 عاما تضرروا بشكل مباشر أو غير مباشر من تداعيات الزلزال.

واسفرت تداعيات الزلزال عن تشريد نحو 3ر2 مليون شخص مليونا ونصف المليون منهم يعيشون في تجمعات عشوائية بلغ عددها اكثر من 1300 وحدة لا تتمتع بالحد الأدنى من مقومات الحياة الصحية.

ووفق آخر تقرير للبعثة فقد انهار ما لا يقل عن 188383 منزلا أو تضررت بشكل كامل واتى الزلزال على نحو 150 الف منزل بشكل كامل الى جانب تدمير 23 بالمائة من المدارس.

وتعرض قصر الرئاسة ومقر الحكومة والبرلمان والكاتدرائية للدمار جراء الزلزال ونحو 60 بالمائة من المباني الحكومية ومنشئات البنية التحتية وتعرضت ثمان مستشفيات بالكامل واصيبت نحو 22 من المباني الاخرى وتعرضت نصف مستشفيات هايتي ال49 لاضرار مختلفة.

وتقدر البعثة الخسائر المالية الناجمة عن الزلزال بحوالي 8ر7 مليار دولار قرابة نصفها خسائر اقتصادية تثقل كاهل البلاد المنهك من الفقر.

من ناحيتها قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان الحاجة ملحة للبحث عن حلول سريعة لنحو مليون ونصف مليون شخص شردهم الزلزال وأكد المتحدث باسم الوكالة ادريان ادواردز على الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها المشردون وانعكاسات تلك الأوضاع على حياتهم الاجتماعية.

ويؤكد خبراء المفوضية ان الحلول الدائمة لمشكلة النازحين والمشردين غير وشيكة على المدى المنظور وما يفاقم المشكلة هو أن أغلب المشردين يقيمون على اراض يمتلكها اخرون ويجب عليهم اخلائها مما يدعو الى التعامل مع المشكلة مع جوانب مختلفة لضمان استقرار هؤلاء المشردين.

في المقابل سجل برنامج الأمم المتحدة للتغذية نجاحا ملموسا في تزويد المشردين والضحايا بالغذاء اللازم وقالت المتحدثة الاعلامية باسم البرنامج تطلعها الى زيادة عدد الوجبات الغذائية الموزعة على تلاميذ المدارس الى 800 الف وجبة يومية حتى نهاية العام بعد ن تمكنت خلال النصف الأول منه من الوصول الى 655 الف تلميذ.

وتأمل المنظمة الأممية في توفير وظائف مؤقتة ومشروعات بسيطة لنحو 700 الف من سكان هايتي للمساهمة في التغلب على الفقر والبطالة حيث لم تتمكن سوى من مساعدة 140 الفا منذ وقوع الزلزال.

كما تسعى للوصول الى نحو 650 امرأة حبلى ومرضعة والأطفال الأقل من خمس سنوات لامدادهم بالتغذية التعويضية والتكميلية لوقايتهم من الاصابة بالأمراض.

وفي مجال التنمية المستدامة قال برنامج الأمم المتحدة للتنمية ان التعامل مع الكارثة الزلزال تطلبت التحرك على محورين اثنين الأول يعني بالقضاء الاني والسريع على المشكلات الناجمة عنه من خلال الاغاثة الانسانية والثاني البدء في مراحل تنموية طويلة الأجل.

ويركز برنامج الامم المتحدة للتنمية على تأهيل الهاتيين لاسترداد الاعتماد على النفس في العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال دعم ادارة المساعدات واحتياجات ما بعد الكوارث وتعزيز عمل المؤسسات الحكومية.

في حين يعتمد البرنامج طويل المدى على تعزيز المشاريع الصغيرة وتنشيط التأهب للكوارث من خلال نظام الحد من مخاطرها واعادة بناء قدرة العدالة على سيادة لقانون في المناطق المتضررة.